مشروع البرنامج.. وموضوعة انفتاح الأفق!
أحمد العبدالله أحمد العبدالله

مشروع البرنامج.. وموضوعة انفتاح الأفق!

يتكرر في مشروع البرنامج فكرة انفتاح الأفق أمام الحركة الثورية العالمية، لتلعب دورها في استكمال التطور التقدمي للمجتمع البشري نحو نظام العدالة الاجتماعية، النظام الاشتراكي...

إن المشروع ينطلق في طرح هذه الفرضية على أساس أن النظام النقيض أي الرأسمالي، وصل إلى حافة الإفلاس بالمعنى التاريخي، فهو من جهة قد امتد في طول الأرض وعرضها وليس أمامه المزيد من المساحة ليجدد نفسه عبر عملية النهب الذي كان يمارسها، باعتبار أن تحقيق الربح عبر النهب هو المعبر عن طبيعته البنيوية، وعجز خلال عقدين من الهيمنة على العالم عن حل أية مشكلة حلاً حقيقياً، ومن جهة أخرى يمر بأزمة بنيوية عميقة ليس أمامه خيار حقيقي للخروج منها، وعليه فإن الباب مفتوح لنظام بديل، بمعنى آخر أن الشرط الموضوعي للبحث عن نظام بديل قائم، ويبقى هنا ضرورة توفر العامل الذاتي لتحقيق ذلك الاختراق على المستوى الدولي ضد منظومة الراسمال العالمي، وإيجاد نموذج يحتذى به لقيادة عملية انتقال البشرية إلى الأفق الجديد، فهل هذا ممكن؟
لا شك أن عملية التغيير نحو النظام الاشتراكي في أي بلد كان بغض النظر عن الشكل الذي ستأخذه يفترض توفر عاملين أساسيين:
• الشرط المعرفي: في فهم الظواهر الاجتماعية الراهنة فهماً علمياً ثورياً.
• الأداة السياسية: أي الحزب السياسي المنظم لعمل الجماهير وتوجيهه بالاتجاه المنشود.
تفيد التجربة التاريخية، إن الظرف الموضوعي عندما يكتمل فإنه بالضرورة يوفر في الوقت نفسه الشرط الذاتي، أي أن الأداة المنظمة  لعمل الجماهير ستولد بالضرورة من تناقضات الواقع نفسه، وهذا الواقع هو الذي سيفرز النخب والقيادات والأطر القادرة على القيام بهذه المهمة التاريخية، آخذة بعين الاعتبار كل التجربة التاريخية للحركة الثورية العالمية، ومطورة هذه التجربة في ظروف الثورة العلمية التكنولوجية مستفيدة من آخر ما أبدعه العقل البشري في ميدان العلوم المختلفة.

آخر تعديل على الإثنين, 31 آذار/مارس 2014 16:04