مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية: خُطوَةٌ.. خُطوتانِ.. خُطوات إلى الأمام..!

مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية: خُطوَةٌ.. خُطوتانِ.. خُطوات إلى الأمام..!

يشكل مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية خطوةُ أخرى إلى الأمام بعَصفٍ ذهني، وقراءة معرفية مكثفة لحركة التاريخ والمجتمعات عالمياً وإقليمياً وداخلياً، تتمثل بانغلاق الأفق أمام الرأسمالية العالمية وتوابعها من خلال أزماتها المستمرة وأزمتها الحالية، وانفتاحه أمام الحركة الثورية العالمية في ظِلّ موازين القوى العالمي الجديد وتحولاته،ونزول الشعوب إلى الشارع، أي أنّ هناك فضاءً سياسياً يموت وفضاءً سياسياً جديداً يُولد، وما بين الموت والولادة كثير من الآلام، وكثير من الأحلام التي تتحول إلى واقع..

وينبثق عن القراءة المعرفية، رؤية موضوعية للواقع المتغير وتحولاته وازدياد حدة الصراع الطبقي والتناقضات، وضرورة الإمساك بالتناقض الأساس بين قوى النهب والظلم والاستغلال، وبين الفقراء والمستغَلين، وعدم الانجرار إلى التناقضات الثانوية القومية والدينية والطائفية،ومنع تحولها إلى رئيسية..
وانبثق عن الرؤية الموضوعية مواقف ومهام، تبدأ بالحزب واستعادته لدوره الوظيفي وعودته إلى قاعدته الاجتماعية والجماهيرية بخطابٍ وممارسة مناسبين،من أجل الانطلاق خطوة أخرى نحو المستقبل القريب والمتوسط وآفاق البعيد،لتحقيق التغيير الجذري والشامل،عبر ربط المهام الوطنية السياسية والاقتصادية الاجتماعية، والديمقراطية، وصولاً إلى تحقيق أعلى معدلات نمو وأعمق عدالة اجتماعية أي الاشتراكية كحل وطريق لبناء سورية الجديدة التعددية الديمقراطية...

ما العمل

إنّ هذا يتطلب أولاً: الانطلاق من لحظة توقف التحولات الاقتصادية الاجتماعية عن التقدم وبدء تراجعها وتراجع الحياة السياسية والعملية الديمقراطية وليس هدم كل ما سبق.
وهذا لا يعني الركون إلى حتمية التاريخ بعيداً عن حركة المجتمعات كما يرى البعض ممن يتصفون بالجمود..
ولا بالانطلاق من النهاية كما يرى من يتصفون بالعدمية أو بإصلاحات شكلية وكما ترى القوى المهيمنة لتضمن بقاءها وبقاء نهبها..
وإنما يعني العمل لتحقيق (الفرز) طبقياً وسياسياً في المجتمع والدولة ولإعادة الاصطفاف والوقوف ضدّ القوى الطبقية السابقة المهيمنة التي تشابكت مصالحها على حساب مصلحة الشعب والوطن، واللقاء مع القوى الطبقية والثورية الجديدة الوطنية التي تتكون في الفضاء الجديد والمطالبة بحقوقها..الفرز الذي يدفع للسير بعملية التغيير الحقيقي.

فما هي سِمات الفرز الطبقي والسياسي..؟

الفرز ضرورة طبقية :
لقد جاء في الرؤية: (إنّ عملية الفرز الحقيقي بين المستغِلِِين والمستغَلين بالتوازي في كل من المجتمع وجهاز الدولة المتضخم والقوى السياسية المختلفة ضرورة موضوعية للحفاظ على الدولة نفسها ) .
أي فرزٌ للقوى الجامدة والقوى العدمية وكل مكونات ما قبل الدولة الوطنية، القومية المتعصبة والدينية التكفيرية المتطرفة والعشائرية المتزمتة والطائفية الكريهة والليبرالية الجديدة المتوحشة التي تشابكت طبقياً مع البرجوازية البيروقراطية المهيمنة في الدولة. وهي مكونات الفضاء الذي يموت، ومواجهتها مع الحفاظ على بنية الدولة وتغيير دورها لمصلحة القوى الثورية والشعب والوطن وليس هدمها كما يحدث الآن..
الفرز سياسياً:
 كما جاء في الرؤية (الضرورة الموضوعية للفرز يكملها العامل الذاتي بتقديم القوى الثورية برامجها السياسية المتكاملة الوطنية والاقتصادية الاجتماعية والديمقراطية ونضالها الملموس من أجل تجميع جماهير المضطهدين حولها، لتسريع عملية الفرز وتقليل تكاليفها وأخذها نحو نهايتها المنطقية وهي الطريق الوحيد لتحقيق التغييرات الجذرية والمهمات التاريخية للثورة الوطنية الديمقراطية المعاصرة.)
وقد بدأ هذا الفرز موضوعياً في المجتمع بالحراك الشعبي.العفوي وعودة الجماهير إلى ساحة العمل السياسي بنشاط عالي المستوى رغم محاولات الثورة المضادة بالعودة إلى الثنائيات الوهمية وضرب التيارات الثلاثة اليساري والقومي والديني ببعض لحرف الحراك عن مسار التغيير الجذري والشامل لكل البنى السابقة وهذا الحراك الشعبي لن يتوقف حتى يأخذ مداه بالتغيير الجذري والشامل. وتحقيق المهام الثلاث للثورة الوطنية الديمقراطية المعاصرة وهي ( المهمة الوطنية،والاقتصادية الاجتماعية،والديمقراطية) .
وقد جاء في الرؤية أيضا:
وثورة كهذه  ليس لبناء الاشتراكية، وطريق لبناء سورية التعددية الديمقراطية فحسب ( وإنما هي استكمال لمهام التحرر الوطني بتحرير كامل الأراضي العربية المحتلة وعلى رأسها الجولان وفلسطين التاريخية وحل القضية الكردية على أساس تحقيق كامل الحقوق الثقافية والمدنية للسوريين الأكراد).
ولتحقيق كل ذلك فإنّ حزب الإرادة الشعبية (يسعى) للتحول إلى الطليعة الواعية المنظمة للطبقة العاملة وسائر الكادحين بسواعدهم وأدمغتهم في سورية، (ويعمل) للقيام بدوره الوظيفي التاريخي الذي يعني قدرته على التحكم الواعي بالعمليات الاقتصادية الاجتماعية الجارية في البلاد وتوجيهها لمصلحة تلبية مصالح الجماهير وهذا يتطلب أشكال تنظيم الحزب لصفوفه وهيئاته بصورة مرنة تخضع للظروف الملموسة .

آخر تعديل على الإثنين, 31 آذار/مارس 2014 16:04