ملاحظات على مشروع البرنامج
بعد قراءتي الأولى لمشروع البرنامج تأكد لي أننا لسنا محكومين بالأمل فقط، بل نحن محكومون بالواقع الموضوعي الذي يتطلب بناء حركة ثورية جدية لمواجهة هذا الواقع والاستفادة منه، وكما قيل فإن هناك فرصة تاريخية عند الشيوعيين ليستفيدوا منها ويكونوا هم تلك القوة الثورية، وتتحول بالتالي عملية توحيدهم إلى إعادة بناء لحركتهم، وإذا لم يقوموا بذلك ستفوتهم تلك الفرصة، وسيكون هناك في الساحة أخيراً من سيعبر عن هذه الضرورة الموضوعية..
وبالفعل كانوا مبادرين لأداء دورهم ومن هنا فقد جاء مشروع برنامج حزب الإرادة الشعبية المطروح للنقاش العام ليضع حصيلة عمل طويل مستند لتراث مازال رغم كل ما أصابه من تحاملٍ وتجنٍ وهجوم حاقد ناصعاً، فمنذ إعلان ميثاق الشرف للشيوعيين السوريين بدأت عملية رائدة وبجهد الجميع لتضع النقاط على الحروف.
وكان تتويجها بصياغة هذا المشروع وأمام كل من سيشارك في النقاش دوره في الاستفادة من هذه الفرصة في إغناء مشروع البرنامج.
ولا أعتقد أن طرح الملاحظات والمقترحات والتصويبات يحجب جهد المئات من الرفاق الذين أسهموا في إنجاز مشروع البرنامج، لهم كل الشكر والتقدير.
وقد أحسنت مقدمة المشروع في التركيز على أن الممثل الحقيقي لمصالح الكادحين هو من يحوز على اعترافهم هم أنفسهم.
أما ملاحظاتي فهي أربعٌ:
الملاحظة الأولى فهي على الفقرة الثالثة في المقدمة وهذا نصها "وهو يعتبر نفسه وريثاً لقيم وتراث كل من حركة التحرر الوطني والحركة الشيوعية والثورية في سورية وفي العالم خلال القرن العشرين واستمراراً لها" وأرى أن الكلام جنح إلى العاطفية "وهو يعتبر نفسه وريثاً" والأصح أن يكون: إنه يسعى ليكون وريثاً.
والجميل أن مشروع البرنامج استدرك ذلك، وصوبه في آخر الفصل الأخير عند حديثه عن الحزب. الذي جاء فيه "إن الحزب سيظل يسعى كي يكون الوريث الحقيقي والشرعي لكل نضالات الثوريين والشيوعيين في سورية" وليس في العالم أجمع.
والملاحظة الثانية على المقدمة ما جاء في الفقرة الثانية "والتي يعمل على تطبيقها بشكل خلاق"
فما معنى بشكل خلاق؟ والأدق أن يقال "بشكل صحيح أو شكل سليم"
والملاحظة الثالثة فهي على تعبير "الشرق العظيم" والذي ورد في أكثر من مكان.
فكيف يستقيم إعطاؤنا صفة العظيم لجزء من شعوب العالم، مع شعار "يا عمال العالم اتحدوا و يا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا"؟
وأين الشمال والغرب والجنوب؟
وأرى أن نبتعد عن مثل هذا التعبير، الذي لا يختلف عن تعابير "العرق الأبيض، والدم الأزرق وألمانيا فوق الجميع وشعب الله المختار و..."
والملاحظة الأخيرة حول أول ما جاء تحت عنوان "الرؤية":
(ينتصر في نهاية المطاف من ينتصر معرفياً) إن هذا الكلام يحتاج إلى تدقيق لأن الانتصار معرفياً لا يعني الانتصار في ساحات العمل والنضال إن لم يكن له حامل تنظيمي قادر على إنجازه فعلياً على أرض الواقع بين الجماهير ومعها...