وجع ع ورق
أنا من مواليد ما بين النكبة والنكسة..!
المهم.. بتذكر لما كنا صغار كانت واحدة من لعب الصبيان وأحياناً بعض البنات القويات أنهم يلعبوا حرب..! يتجمعوا بالحارة وينقسموا مجموعتين مجموعة جنود أو «قبضايات» سوريين والتانية «إسرائيليين» أو «جندرمة» تركي أو فرنساوي.. ويصيروا يحملوا عصي على أنها بواريد أو ببساطة يعملوا إيحاءات بأيديهم وأصواتهم على أنها رشاشات أو فرودة.. ويركضوا ويقلبوا ع الزفت ويعملوا «مناورات»، ويتخانقوا بأصواتهم إنو هادا مات ليش رجع تحرك؟ والتاني يزعبر.. والتالت يقول «بطلت ألعب».. وهيك.. وبعدين بينتقلوا للعبة تانية لوقت ما يجي حدا كبير يفرطلنا اللعبة يا أما بسبب الضجة يللي عم نساويها.. يا أما لأنو في حدا بدوا ابنو يجبلو غرض من عند السمان.. المهم بالآخير ننضب ببيوتنا.. لننظر جولة تانية من اللعب تاني يوم..
كبرت واتجوزت وإجاني ولاد.. وبقيت لعبة الحرب نفسها.. بس مع ولادي كنت اسمعهم العصريات مرة تكون المجموعة التانية «إسرائيلية» ومرة تكون أمريكية.. وقتها بالتسعينيات كانت بلشت قفا بعضها البعض قصص الأمريكان بيوغسلافيا والصومال والكويت والعراق.. وبقيت قصة فلسطين و«الإسرائيليين» شغالة.. وبلعبة الشارع يللي قدامنا كان الصريخ نفسو.. بس هلأ صرت يا أما أنا يا أما ابني الكبير يللي نفرطلهم اللعبة لولاد الحارة لحتى ننادي أخواتو الصغار..
آخ.. كل هاد كان لعب..! بس تعال استلم هلأ.. بيللي شو بدنا نسميها.. نكسة ولا نكبة ولا أزمة بسورية؟.. تعال سماع القصص تبع نفس اللعبة من حفيدتي الكبيرة المتطوعة بمراكز إيواء: ..الأولاد نفسهم.. بس قواعد لعبة الحرب تغيرت.. هلأ بدل الشارع صارت باحة مدرسة مثلاً.. وهدول ما عاد عندهم بيوت ينضبوا فيها.. وما عادوا جندي سوري وجندي «إسرائيلي» أو أمريكاني.. هلأ صار جندي «نظامي» والتاني «حر».. وزادوا ع «الترسانة» تبعهم سكاكين وهاون أو آر بي جي.. وما عادت تنحل بيناتهم بالصريخ والعياط... لاء إذا زوغل واحدهم وكان لازم يموت وما مات.. يعني تحرك بعد ما قوصوا أو «دبحوا» صاحبو ع أساس.. بيجي التاني بيمسك بخناقو.. وبيضربوا عنجد من قلب ورب..!
وأنا اليوم.. بين واقعنا والذاكرة.. في شي عم يضرب براسي!!