حول الإعلام ودوره المطلوب
مع الاتفاق على الخطوط العامة الموجودة في الجانب الثقافي في البرنامج، أرى أن دور الإعلام المطلوب في المرحلة اللاحقة لم يجر لحظه نهائياً، فيمكن التركيز على دور الإعلام في تكريس الهوية الوطنية الجامعة، وكذلك دوره في المساعدة على حرية التفكير والتعبير.
إن إعلاماً عميق الانتماء ملتزماً بالقضايا الوطنية ذا طابع متجدد عالي الحرفية هو ما يلزم السوريين.
مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة التنوع الإعلامي وإعطاء كل الأحزاب والقوى السياسية والمجتمعية السورية دوراً وإمكانية في التعبير عن آرائها من خلال الإعلام.
إن الإعلام الذي يعبر عن هموم ومشاكل وآمال السوريين قادر على الإضاءة على أهم القضايا وهو بذلك يعتبر نوعاً من المنصات الديمقراطية القادرة على إيصال صوت المواطنين، ويمكن أن يكون ذلك من خلال مختلف الأجناس الصحفية من صحف ومجلات ومحطات اذاعية تلفزيونية وصحافة الكترونية وغير ذلك.
يعتبر الإعلام المحلي في معظم أنحاء العالم وسيلة أساسية لإيصال الأفكار وجمع ردود الأفعال الحقيقية بشكل مباشر، وتعتبر جرائد المدن الصغيرة منها والكبيرة، وكذلك المحطات الإذاعية والتلفزيونية أهمها، كل ذلك مترافقاً مع الإعلام التخصصي الذي هو موجود شكلياً فقط دون محتوى، يمكنه أن يساعد السوريين على إعادة الصلة مع الحياة السياسية والحياة العامة في سورية، ويساعد أيضاً على إعادة الاعتبار للكلمة الشريفة؟
ومن نماذج الإعلام التخصصي المفرغة من محتواها القنوات التعليمية التي يمكنها أن ترفع من المستوى التعليمي لأبناء سورية بطريقة شاملة تصل إلى كل منزل، ناهيك عن قيمتها العلمية والترفيهية، إن استطاعت أن تنتج برامج وأفلاماً تتحدث عن سورية وليست فقط برامج مترجمة من أنحاء العالم، بحيث يصبح أطفالنا يعرفون عن طيور جزر الباهاماس أكثر مما يعرفون عن طيور سورية، ــ مع العلم أن سورية تعتبر أهم ممر لهجرة الطيور في العالمـــ.
إن إعادة الاعتبار للدراما السورية التلفزيونية منها والسينمائية، وتوجيهها بحيث تصبح صناعة سورية وطنية بامتياز، هي ضرورة حقيقية لأن كل مستلزمات هذه الصناعة موجودة وقائمة، لكنها كانت حتى زمن قريب تصب في جيوب الخليج العربي، وتضطر بذلك إلى مراعاة قيوده الثقافية والسياسية، إن دراما سورية عالية النوعية، محترفة وطنية ومقاومة متجددة وأصيلة، هي ما نحتاجه اليوم أكثر من أي وقت مضى، بالمعنيين الثقافي والاقتصادي.