بيان من حزب الإرادة الشعبية
على أشلاء جثث دفعة أخرى من أطفال ونساء وشباب سوريين يتباكى متبادلو «الاتهامات الجنائية»، بفبركة الصور وتحريف الوقائع،
فيما يتعلق بما عرف بمجزرة الغوطة التي هزت أخبارها داخل البلاد وخارجه يوم الأربعاء 21/8/2013.
يؤكد حزب الإرادة الشعبية أن «المسؤولية السياسية» عن هذه المجزرة في سياق استمرار نزيف الدم السوري هي قاسم مشترك بين كل القوى المتضررة من الحل السياسي، والتي تشمل طيفاً واسعاً من «أمراء الحرب» دولياً وإقليمياً وداخلياً.
وإن حزب الإرادة الشعبية الذي يدين هذه المذبحة الجديدة، أياً كان منفذها، يرى أن المخطط لها والمستفيد منها هو كل المفلسين أخلاقياً وسياسياً وميدانياً والذين يهمهم من خلالها ومثيلاتها في أرجاء البلاد تحقيق سلسلة من أهداف متدرجة، تبدأ من محاولة إفشال الحل السياسي وإطلاق العملية السياسية في البلاد لحقن الدماء، ولا تنتهي بوضع كل الأسلحة ومقدرات الدولة السورية عسكرياً تحت الوصاية الدولية لاحقاً، مروراً بتحسين «الوضع التفاوضي» في المؤتمر الدولي المرتقب لبدء حل الأزمة السورية بالأطر السياسية.
إن حزب الإرادة الشعبية يدعو إلى تحقيق دولي شفاف وموضوعي ونزيه لتحديد الضحايا وكيف ومن قتلهم، دون أن يعني ذلك القبول بتحويل البلاد إلى عراق آخر مع قضية المفتشين الدوليين في حينه.
ويرى الحزب أنه من الثابت بعد سنتين ونصف من الصراع وتسليحه أن أوهام «الحسم والإسقاط» هي أضغاث أحلام تسهم فقط في استنزاف البلاد على نحو شامل، ومن الثابت أن مصلحة السوريين أينما كانت مواقعهم السياسية تتمثل في طرد المتشددين والتكفيريين الوافدين من الخارج، وأنه من الثابت أن مئات الضحايا سقطوا مجدداً في الغوطة وأمثالهم يسقطون يومياً من شمال البلد حتى جنوبها، سواء في ريف اللاذقية أم في حلب وحمص وريفها وفي الجزيرة السورية، وأنه من الثابت أن الحل السياسي هو وحده الكفيل بحقن دماء السوريين ووقف العنف وبدء تحقيق التغيير الجذري والعميق والشامل للسوريين فوق أرضهم السيدة المستقلة.
حزب الإرادة الشعبية
دمشق 22/8/2013