قدر لا رادّ له..
في لقاء مع قناة «روسيا اليوم» يوم الجمعة 14/6/2013، وبالرد على سؤال حول التصريحات الأميركية الأخيرة بالموافقة على تسليح المعارضة السورية ومدى تأثيرها على مجرى الحل السياسي، أعرب الدكتور قدري جميل أنه «لا بد من السؤال ما الهدف من هذه التصريحات؟
هناك عملياً تغير في ميزان القوى مع اقتراب مؤتمر جنيف، المؤتمر الذي أصبح قدراً لاراد له.. والبعض يريد إعادة ميزان القوى إلى ما كان عليه، حيث ميزان القوى القائم فعلياً سيحدد الكثير من مجريات طاولة الحوار في جنيف»
وبالرد على سؤال حول الطريقة التي ستتعامل بها «دمشق» مع قرار التسليح، وإذا ما تم تطبيق الحظر الجوي أجاب د. جميل:
«أولاً إن تسليح المعارضة المسلحة جار على قدم وساق منذ فترة طويلة، لذلك فإن هذا الإجراء هو إجراء سياسي في هذه اللحظة الهدف منه إيجاد أوراق ضغط جديدة على طاولة الحوار، أي أن الأمر لن يتغير من حيث المبدأ فمن يسلح منذ البداية يسلح حتى هذه اللحظة، وبالتالي فإن أخذ قرار بالتسليح لن يؤثر كثيراً على كميات السلاح.. مؤتمر جنيف مهمته إيقاف التسليح وإغلاق الحدود كي يستطيع السوريون الوصول إلى حلول بين بعضهم البعض، وإلا فيمكن الشك جدياً بنوايا الغرب بالسماح للسوريين بالوصول إلى حلول لأن تصريحات من هذا النوع عملياً هدفها عرقلة الحوار والوصول إلى حل.
وحول دور عمان ودول الجوار بما يخص ما يتردد عن فرض منطقة حظر جوي في الحدود الأردنية السورية، كان رد أمين حزب الإرادة الشعبية:
«إن حظر جوي من طرف واحد صعب جداً في ظروف التوازنات الدولية الحالية، وقرار دولي بهذا الخصوص مستحيل في الظروف الحالية، لذلك ما يجري هو مجرد تهويل وضغط بانتظار انعقاد الجلسات الأولى لمؤتمر جنيف..»
وحول نتائج مؤتمر جنيف وتقدير مدى تحقيقه لنجاح ما في ظل الضغط الذي أعقب نتائج المواجهات في القصير وجو التصعيد اللاحق، وارتفاع منسوب الحديث حول استعمال السلاح الكيماوي، و«تجاوز دمشق للخط الأحمر»، أشار د. جميل:
«في ظل هذا الجو أعتقد أن انعقاد مؤتمر جنيف أصبح شبه مؤكد، ولولا هذا الضغط كان من الممكن الشك بانعقاد مؤتمر جنيف، ولكن ماذا سيسفر عن هذا المؤتمر يبقى للوقت، ولا أعتقد بأن جولة واحدة من مؤتمر جنيف ستنهي الأزمة السورية، اعتقد أننا بحاجة إلى جولات عديدة على مدى العام المقبل»
أما بشأن التعليق على تصريح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الذي قال بأنه هناك أكثر من مليون ومئتي ألف شخص في ريف دمشق بحاجة إلى مساعدات إنسانية وقد تم توجيه ثلاثة طلبات للحكومة للسماح بالوصول المساعدات الإنسانية ولكن دون رد فقد علق د.جميل:
«الحقيقة في سورية حوالي خمسة ملايين شخص بحاجة إلى إغاثة، موزعين بنسب مختلفة على المحافظات، وربما هذا الرقم في محافظة ريف دمشق وحدها مبالغ به، ولكنه الرقم الأدق يبقى رقماً جدياً في مئات الآلاف. أما بشأن الإغاثات فإن أية إغاثة إنسانية مرحب بها ولكن بالتنسيق مع الحكومة السورية ومع منظمة الهلال الأحمر السوري».