واشنطن على الهامش... والهدنة تبدأ اليوم..!
ما إن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على ان اتفاق وقف إطلاق النار الشامل على الأراضي السورية سيدخل حيز التنفيذ هذه الليلة، حتى تواردت ردود الأفعال من مختلف القوى، والتي أجمعت على قبول الهدنة، بما فيهم أولئك الذين كانوا يقولون حتى الأمس القريب «سنقاتل حتى آخر رجل»
إن هذا الاتفاق الذي جاء ثمرة الجهود الروسية، مع الجانب التركي، والاتصال المباشر مع المجموعات المسلحة، ومن خلال عملية جمعت بين العسكري، والدبلوماسي، مع إفساح المجال أمام كل من يقبل بالحل السياسي، والذي بشّر به بيان موسكو الثلاثي «الروسي، الايراني، التركي» و إعلان الأطراف الثلاثة بضمان تنفيذ الاتفاقات، يشكل انعطافاً نوعياً وملموساً في الأزمة السورية، وتتويجاً لجهود الراعي الروسي منذ دخوله المباشر على خط الأزمة السورية، ومشروعه القائم في الأصل على الحل السياسي، فالهدنة بهذا المعنى، تأكيد جديد على مصداقية الطرف الروسي وجديته، وقدرته على فرض خياراته.
من إحدى ميزات الهدنة، أنها تمت بدون مساهمة الجانب الأمريكي، إذا لم نقل رغماً عن قوى الحرب في الإدارة الأمريكية، التي أجهضت اتفاق وقف الأعمال العدائية في أيلول الماضي، وحكمت على نفسها بالإزاحة إلى الهامش، حتى الآن على الأقل.
من السذاجة القول، بأن الطريق إلى الحل السياسي بات دون ألغام، وإن أمراء الحرب غير قادرين بالمطلق على تعكير الأجواء، ولكن تأكد بما لا يقبل الشك بأن طريق الحل لم يعد مغلقاً، بل بات مفتوحاً، وواضحاً، ومحل إجماع اللاعبين الأساسيين والفعليين في الميدان، ويمكن المضي وبالملموس في هذا الطريق لمن يريد، على عكس ما روج له كل أبواق إعلام الحرب على مختلف الجبهات والمتاريس، فالذي استطاع أن يجعل من تركية أداة حل، بعد أن كانت سبباً، والذي فرض على واشنطن الجلوس على مقاعد الاحتياط، قادر أيضاً، على إزاحة أو على الأقل – تحييد – ما تبقى من اللاعبين الذين يحاولون التسلل إلى الملعب، ومعاودة الشغب.
ويبقى على أنصار الحل، وتحديداً السوريين منهم، نيل شرف السباق للالتزام بالهدنة، و إجهاض الاختراقات المحتملة، والإسراع بإحياء مسار التفاوض، وتوحيد بنادق السوريين ضد الإرهاب، والشروع بالعملية السياسية، على أساس التغيير الوطني الديمقراطي الجذري والشامل.