افتتاحية قاسيون 990: هدف التطبيع تعميق أزمات المنطقة..
تقدم الأنظمة المطبّعة سلسلة من الذرائع الفارغة التي تسعى من خلالها لا إلى تبرير فعلتها فحسب، بل ولتمهيد الطريق للأنظمة الأخرى الراغبة أيضاً في المضي نحو التطبيع.
تقدم الأنظمة المطبّعة سلسلة من الذرائع الفارغة التي تسعى من خلالها لا إلى تبرير فعلتها فحسب، بل ولتمهيد الطريق للأنظمة الأخرى الراغبة أيضاً في المضي نحو التطبيع.
لم تكن اللاءات الثلاث التي خرجت عن مؤتمر القمة العربية الذي عقد بعد نكسة حزيران 1967 في السودان مجرد شعارات فارغة، بل كانت ترجمة لصرخات في صدور الشعوب العربية، وعندها أصبحت الخرطوم تكثيفاً رمزياً لثلاث لاءات «لا سلام مع إسرائيل. لا اعتراف بإسرائيل. لا مفاوضات مع إسرائيل» لا تزال حاضرة في عقول كل المقهورين، رغم التشويه الذي تعرضت له من قبل الأنظمة الخانعة.
أعلن السودان استئناف مفاوضات سد النهضة بين الدول الثلاث (السودان ومصر وإثيوبيا) لبحث قضايا ملء وتشغيل السد الإثيوبي، وذلك بناء على اتفاق وزراء الخارجية والمياه في الدول الثلاث، خلال اجتماعهم الأخير في 27 تشرين الأول الجاري
قالت وزارة الخارجية الإثيوبية، مساء الثلاثاء، إنه من المتوقع اختتام المناقشات الثلاثية بين أديس أبابا والقاهرة والخرطوم حول سد النهضة، خلال سبعة أيام من اجتماع أمس، تزامنا مع تنديد بتصريحات الرئيس الأمريكي حول احتمال اعتداء مصر على البناء.
أعلنت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني موقفها من عزم النظام السوداني على التطبيع مع الكيان الصهيوني قبل الإعلان الرسمي عنه، وأكدت اللجنة ثبات موقفها المتضامن مع قضايا وقوى التحرر الوطني، وذكّرت أنها في موقفها هذا تستند إلى الدستور الذي يُقر في متنه بدعم نضالات الشعوب التي تتعرض للقهر والاضطهاد، وتناضل في سبيل الحرية والديموقراطية والتقدم الاجتماعي.
وناقشت اللجنة كيف نشأت دولة «إسرائيل» وما هو الدور الذي لعبته في كبح جماح حركات التحرر الوطني في المنطقة لدعم نفوذ الاستعمار فيها، ولاحقاً وكالتها عن الإمبريالية التي تغدق عليها الأموال، وترعى تفوقها العسكري والحربي على مجموع قدرات دول المنطقة وتغدق عليها حماية دولية، وتحمي حروبها التوسعية في دولة فلسطين والدول المجاورة، مقابل تدفق بترول دول منطقة الشرق الأوسط إلى أمريكا وحلفائها في الدول الرأسمالية، وقد مثل ذلك أكبر عمليات النهب المنظم المحمي بالقانون الدولي لموارد بلدان وشعوب المنطقة. وأكدت: أن الحزب الشيوعي ضد ما يجري الآن في المنطقة من حروب وتخريب لتمرير ما سمى بصفقة القرن، والتي يعلم الجميع ضلوع عدد من الدول العربية في مباركتها، والعمل على تنفيذها، ورفضت الضغط الذي مورس على حكومة الفترة الانتقالية لتمرير صفقة التطبيع.
وقالت: إن الشعب السوداني كان يتوقع من قادته الذين نصبهم في حكومة انتفاضته الباسلة، الصدق والشفافية في قضايا تتعلق بمواقفه التاريخية، التي استقر عليها وجدان الشعب بأسره. وذكّرت اللجنة المركزية برفض الحزب الشيوعي مشروع صفقة القرن الأمريكية، ويدين ويرفض بشدة التطبيع مع دولة «إسرائيل» ويطالب الحكومة بوقف وإلغاء كافة الإجراءات التي اتخذت، بما فيها السماح للخطوط الجوية «الإسرائيلية» المرور عبر الأجواء السودانية، وإلغاء أية اتفاقات جرت مع رئيس دولة «إسرائيل» إلى حين حصول الشعب الفلسطيني على الحل العادل لقضيته، وتحقيق أمن شعوب المنطقة من الاعتداءات «الإسرائيلية» وأعلنت اللجنة رفض الحزب الشيوعي انفراد السلطة الانتقالية بالقرار، بغض النظر عمّا مورس من ضغوط عليه، وما قُدِّم من إغراءات رفع الحظر وغيرها.
شهدت السودان مظاهرات احتجاجية في الأيام القليلة الماضية، والتي جاءت تلبية لدعوات «مليونية 21 أكتوبر»، وإن كان البعض يرى فيها حدثاً عادياً وخصوصاً بعد أن تبين أن المظاهرات لم تكن «مليونية» فينيغي عليهم أن يمتلكوا إجابة عن السؤال: ما الذي يدفع النظام السوداني القائم لقمع هذه التحركات «البسيطة» بهذا الشكل؟ الأمر الذي أدى إلى مقتل شاب في المواجهات التي ترافقت بحملات اعتقال وإغلاق للشوارع العامة، وما هي النتائج التي ستترتب على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني الذي أعلن عنه يوم الجمعة 24/10/2020.
أعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن أكثر من نصف مليون سوداني تضرروا من الفيضانات التي تسببت بها أمطار غزيرة رفعت منسوب مياه نهر النيل إلى مستويات قياسية.
يقدم التصعيد الأخير الذي شهده السودان مع محاولة اغتيال رئيس الوزراء عبدالله حمدوك تأكيداً جديداً على أنَّ الوضع في السودان لم يصل إلى برِّ الأمان إلى الآن، وعلى الرغم من النتائج الإيجابية التي استطاعت الحركة الشعبية السودانية الوصول إليها إلَّا أنّها لم تنجح بعد، ولم يجر حلُّ حقيق يلامس جذر المشكلة في البلد الإفريقي الغني بالثروات.
بعد فترة هدوء نسبي عاد المشهد السوداني إلى الواجهة بدرجة تعقيد أكبر داخلياً وإقليمياً، وترتبط التطورات الأخيرة في السودان باللقاء الذي جمع رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، على الرغم من أن هذه الخطوة لم تترجم إلى اليوم بتطبيع كامل وشامل إلى أنها مؤشر خطير يجب الوقوف عنده.
في خطوة مدروسة وخطيرة اجتمع رئيس المجلس الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، لبحث إمكانية تطبيع العلاقات مع الكيان، وما إن جرى الإعلان عن هذا اللقاء حتى بدأت التفاعلات في السودان على مستوى الشارع وعلى مستوى القوى السياسية، فما هي مواقف الشارع والقوى السياسية السودانية؟ وما هي دلالات هذا التوجه؟