نوّارة نـجم: ربنا يستر
العداء المصري لإسرائيل لا يتوقف عند حدود القضية الفلسطينية، فهي قضية مصرية بالأساس، لها علاقة بمكانة مصر في المنطقة، التي لن تتحقق إلا بامتلاك سيادتها الكاملة على أراضيها، ومواردها، ومن ثم قرارها، فإذا ما امتلكت مصر كل مقدَّراتها، سينتج عن ذلك، بشكل آلي، العودة للدور الريادي التاريخي لها في المنطقة، الذي ذبل وتواري منذ تدجين مصر باتفاقية السلام، التي ترتب عليها تبعية أمريكية، تحرم الشعب المصري من موارده، ومن حريته، ومن حقه في اختيار من يمثله، ويخدم مصالحه، لذا، فقد حافظت الولايات المتحدة الأمريكية، ومن خلفها إسرائيل، على النظام الديكتاتوري العسكري، الذي يضمن أن لا تقوم لمصر ولا للمصريين قائمة، مما يتيح للكيان الصهيوني (الذي هو مشروع اقتصادي لخدمة النظام العالمي الجديد ذو صبغة دينية) السيطرة على المنطقة، والهيمنة التامة على الشرق الأوسط. خلاصة الحلزونة يا امّا الحلزونة اللي فاتت دي: وجود إسرائيل في الشرق الأوسط تهديد مباشر للأمن القومي المصري، ولمكانة مصر، وشعبها، وحقه في الحرية والعيش برفاهية وكرامة… حنفضل جعانين ما دامت إسرائيل تسيطر على مصر عن طريق وكلائها في حكمنا. الأمر الذي فطن له الشعب المصري، وهتف وهو يثور ضد مبارك: «مابيفهمش عربي.. كلموه بالعبري». وذلك بعد أن قالوها صراحة: «الشعب يريد إسقاط النظام».