رفضاً لمصادرة الحطب.. اعتصام أمام محافظة طرطوس
اعتصم العشرات من سائقي الشاحنات الزراعية وتجار الحطب الحراجي (مصدات رياح) والعمال الذين يعتاشون من هذه المهنة، وكذلك عددٌ من المزارعين المرخصين لقطع أشجارهم، وعدد من أصحاب المداجن الذين يعتمدون على الحطب من أجل تدفئة أرزاقهم من الدجاج، أمام مبنى محافظة طرطوس، وذلك بتاريخ الأثنين 26/1/2015، احتجاجاً على صدور قرار من محافظ طرطوس بوقف جميع الرخص الزراعية الممنوحة من قبل مديرية الزراعة بشكلٍ أصولي وقانوني.
واستغرب المعتصمون احتجاز عدد من الشاحنات المحملة بالحطب، ثم الافراج عنها لاحقاً بدون حمولتها، وبدون أي مبرر قانوني لهذا الإجراء.. «قاسيون» حاضرة في ذلك المكان، التقت العديد من المعتصمين الذين شرحوا سبب احتجاجهم على القرار الظالم بحقهم، خاصة أننا في عز الشتاء القارس.
السائق، م.ب. صاحب شاحنة: زراعية لنقل الأخشاب قال: «لقد كانت سيارتي من بين السيارات التي تم حجزها، ولم أعرف ما هو سبب لذلك فنحن لدينا الرخص الممنوحة أصولاً من مديرية زراعة طرطوس، ولقد تم توقيف عدد من السيارات الأخرى جرى لاحقاً الإفراج عنها لكن بدون حمولتها.. نطالب بإلغاء هذا القرار، فأنا أعتاش من هذه السيارة وأعيل أسرتي».
فريد دبس، تاجر حطب قال لقاسيون غاضباً: «نشتم رائحة الفساد من هذا القرار الشفهي الصادر، رغم تأكيد مديرية زراعة طرطوس بأنه لم يصدر أي قرار من قبلها بوقف العمل بهذه الرخص الممنوحة أصولاً»، وأضاف: «أن السيارات التي احتجزت هي ذات الأرقام تابعة لمرور حلب ومرور طرطوس و اللاذقية». ويتساءل التاجر: «كيف يحجزون على حمولتنا ويتركون الكثير من اللصوص الذين نهبوا الغابات».
تاجرٌ آخر استنكر في حديثٍ مع «قاسيون»: «كيف يتم إطلاق سراح السيارات المحتجزة على أساس التمييز بين السيارات؟ فهناك سيارات تابعة لإحدى المحافظات تم مصادرة حمولتها وسيارات أخرى تم إخراجها بدون مصادرة حمولتها. فلماذا التمييز تبعاً للمحسوبيات؟ إننا بصدور هذا القرار سنخسر الملايين، لأننا دفعنا للمزارعين أصحاب هذه الأشجار ثمنها وقطعنا الرخصة أصولاً. ولكن تم توقيفها بدون أي مبرر..!».
بدوره يطالب عامل الحطب، ج.س: «بإلغاء هذا القرار فوراً، لأن هذه المهنة هي المصدر الوحيد لرزقنا، وإننا نعمل بها منذ أكثر من عشر سنوات. وإذا توقفنا عن العمل فستجوع أولادنا الذين يعيشون من هذه المهنة». من جهةٍ أخرى، يلفت المواطن ع.ع، صاحب إحدى المداجن في المحافظة، عن سبب مشاركته في الاعتصام: «إننا نعتمد على الحطب كملجأ أخير لإنقاذ أرزاقنا من صيصان الدجاج، فلا يوجد مازوت ولا يوجد فحم حجري، وإذا استمر هذه القرار فلا شك ستكون كارثة علينا وسنخسر أرزاقنا، خاصة أننا في عز موسم الشتاء القارس».
ورغم وجود رخص للمزارعين، غازي كميل وعماد مرعي ومحمود يوسف، صادرة عن مديرية الزراعة لقطع أشجار حراجية (مصدات رياح) مثل السرو والكزبرينا والكينا، يقول أحدهم: إن هذا القرار ظالم «خاصة أننا بحاجة للمال بعد العاصفة الهوجاء (زينة) التي خربت بيوتنا، فكيف سنحصل على دعم مادي يعيل أولادنا بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها منطقتنا بعد الموجة الثلجية التي دمرت أرزاقنا؟».
إن هذه المظاهر التي نشاهدها يومياً هي جزء يسير من المشاكل المتراكمة التي أحدثتها الأزمة الطاحنة في هذا البلد، فالغالبية الساحقة من شعبنا أصبحت يترنح تحت ضرباتها التي تضرب كل الفئات الاجتماعية وكل مرافق الحياة بدون استثناء..!