ناسا تفشل بإطلاق «صاروخ العودة المأهولة إلى القمر» وتلغي «احتفالات» بحضور نائبة بايدن

ناسا تفشل بإطلاق «صاروخ العودة المأهولة إلى القمر» وتلغي «احتفالات» بحضور نائبة بايدن

ألغت ناسا الرحلة الأولى التي طال انتظارها لصاروخ نظام الإطلاق الفضائي يوم أمس الإثنين 29 آب/أغسطس 2022 بعد سلسلة من المشكلات تعرض لها الصاروخ ولم يستطع المهندسون حلها بسرعة، وتتعلق بإجراءات التزويد بالوقود وتبريد أحد المحركات أمريكية الصنع.

وكانت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا تخطط لإطلاق الصاروخ الضخم والمركبة الفضائية أوريون، دون أي رواد فضاء على متنها، على مسار نحو القمر كجزء من برنامج Artemis الخاص بها. الآن سوف تضطر إلى التراجع وإعادة تقييم المشكلات في هذه المركبة التي عانت أساساً من تأخيرات ونكسات لسنوات طوال.

وقال مايك سارافين، مدير مهمة أرتميس في ناسا، للصحفيين بعد الفحص إن ناسا تأمل في المحاولة مرة أخرى يوم الجمعة، لكنها ستتخذ هذا القرار بعد قضاء المزيد من الوقت في مراجعة البيانات. ومن المتوقع أن تقدّم وكالة ناسا تحديثًا عن الموضوع مساء الثلاثاء.

وقال سارافين: «لسنا مستعدين للاستسلام بعد».

ناسا لديها تواريخ إطلاق احتياطية يومي الجمعة والإثنين. إذا حاولت وكالة ناسا الإطلاق يوم الجمعة، فإن التنبؤات الأولية للطقس تظهر أن هناك فرصة بنسبة 40 في المائة فقط أن تكون الظروف مواتية.

كانت إحدى المشكلات الرئيسية يوم الإثنين هي عدم قدرة المهندسين على تبريد أحد محركات الصاروخ الفضائي الأربعة، وهي من طراز RS-25 الأمريكي الصنع، إلى درجة الحرارة الصحيحة للإطلاق عن طريق تشغيل الهيدروجين السائل، والذي تم الاحتفاظ به عند درجة حرارة 423 درجة فهرنهايت تحت الصفر. لقد جربوا سلسلة من الإصلاحات، لكن لم يفلحوا بأيّ منها.

وساهمت بصنع محركات هذا الطراز ثلاث شركات أمريكية مقرها في كاليفورنيا.

وفيما يبدو دليلاً على مشكلات اقتصادية ومالية أثرت على ناسا، قال الموقع الرسمي لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا في وقت سابق من عام 2021، إنّ الاستمرار باستخدام وإعادة تأهيل هذا الطراز من المحركات RS-25 يتعلّق بـ«توفير نفقات تطوير محرك جديد».

ويأتي فشل أحد المحركات من هذا الطراز الأمريكي على الرغم من سجل نجاحات سابقة، مما جعل ناسا تأمل منه «إرسال البشر في مهمات Artemis لاستكشاف القمر». وأن هذا الطراز من المحرك هو الرئيسي «لمكوك الفضاء» الأمريكي، وأنه «يتمتع بسجل حافل في إطلاق 135 مهمة تمتد على مدى ثلاثة عقود». ولكن «في نهاية برنامج المكوك في عام 2011، تم تخزين 16 محركًا من طراز RS-25 والتي ساعدت في بناء الجزء الأمريكي من محطة الفضاء الدولية ونشر تلسكوب هابل الفضائي، من بين إنجازات أخرى... وعندما بدأت وكالة ناسا في استكشاف المحركات لتشغيل صاروخ الرفع الثقيل القادم في أمريكا، نظام الإطلاق الفضائي (SLS)، قدمت محركات RS-25 فرصة للتخلي عن تكاليف تطوير محرك جديد، والقدرة على الاستفادة من الأصول والقدرات وتجربة برنامج المكوك الفضائي» وفقاً لناسا.

وواجهت ناسا مشكلة مماثلة في يونيو/حزيران خلال اختبار عُرف باسم «بروفة الرطب»، عندما حدث تسرب للهيدروجين السائل في أحد الخطوط المؤدية من الأرض إلى الصاروخ. وقال مسؤولو ناسا آنذاك، الذين يعرفون أن خطوط التزود بالوقود قد تشكل مشكلة، إنّ اللحظة ستكون عقبة رئيسية يجب إزالتها قبل الإطلاق.

وقال سرافين إنّ المشكلات «لا تشير إلى مشكلة في المحرك»، بل تشير إلى الخطوط التي تغذيه بالوقود الدافع. لم تظهر المشكلة أثناء اختبار إطلاق المحركات العام الماضي. ولكن منذ ذلك الحين، كما قال، «قمنا بتغيير قياس القطر» لبعض الخطوط التي تغذي المحركات وأنّ الوكالة لم تحصل على فرصة لاختبار هذا التكوين الجديد بشكل كامل.

ونقلت واشنطن بوست مشاعر خيبة الآمال لدى وكالة ناسا وجمهورها، وقالت إن الحدث يمثل انتكاسة لبرنامج عانى كل أنواع التأخير. ولفتت إلى أنه على مدى سنوات، سخر النقاد من الصاروخ باعتباره «نظام إطلاق مجلس الشيوخ»، بحجة أنه يفعل المزيد لخلق وظائف في دوائر الكونغرس الرئيسية أكثر من فتح حدود علمية جديدة حقيقية في الفضاء. والتأخير هو مشكلة أخرى للصاروخ، الذي كافح لإكمال بعض مراحل الاختبار الرئيسية قبل الإطلاق.

وفي مقابلة الأسبوع الماضي، قال نيلسون إنه على الرغم من كل الإثارة التي أحاطت بعملية الإطلاق، «أريد أن أذكر الناس أن هذه رحلة تجريبية. سنشدد على هذا الشيء بطريقة لن نفعلها أبدًا مع البشر على متن السفينة. ولذا أريد فقط إعادة الجميع إلى الواقع» على حد تعبيره.

ومع ذلك، فإن هذه نكسة للوكالة، التي أرادت بشدة أن يسير الإطلاق على ما يرام، بل إنها أعدت بثًا احتفاليًا يتضمن مقابلات مع نجوم هوليوود وعروضًا موسيقية للاحتفال بالإنجاز في حال النجاح. ولكن تم تعليق البث عندما أصبحت المشكلات واضحة.

وكتبت نائبة الرئيس بايدن، كمالا هاريس، التي سافرت إلى مركز كينيدي للفضاء لمشاهدة الإطلاق، على تويتر أن الوكالة ستواصل الضغط. وكتبت: «بينما كنا نأمل أن نرى إطلاق صاروخ Artemis I اليوم، قدمت المحاولة بيانات قيمة أثناء اختبارنا لأقوى صاروخ في التاريخ» على حد وصفها «التزامنا ببرنامج أرتميس لا يزال ثابتًا، وسنعود إلى القمر».


معلومات إضافية

المصدر:
وكالات + قاسيون
آخر تعديل على الثلاثاء, 30 آب/أغسطس 2022 17:08