مشرّعون روس يقترحون «الروبل الرقمي» لمواجهة العقوبات الغربية

هذا ويقترح التشريع المطروح استعمال الروبل الرقمي كعملة احتياطية. وفي سياق مواجهة العقوبات الغربية المتزايدة، كان المسؤولون في موسكو يفكّرون في طرقٍ للالتفاف على القيود التي حدّت بالفعل من وصول روسيا إلى احتياطيّاتها الأجنبية والسوق المالية العالمية.

وذكرت وسائل الإعلام الروسية ووكالة Forklog أن سيرغي ميرونوف، الذي يقود الفصيل المعارض «روسيا العادلة» في الدوما، حثّ الحكومة الفيدرالية والبنك المركزي والمقرّ العملياتي لمواجهة العقوبات، على إدخال الروبل الرقمي.

ونُقل عن هذا البرلماني قولُه إنّ الهدف من المبادرة هو إصدار العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC) لأغراض محدَّدة مثل تمويل الإسكان ومشاريع البناء الأخرى، فضلاً عن تطوير البنية التحتية للإنتاج والنقل.

وأوضح ميرونوف: «يجب أن يصبح الروبل الرقمي عملة استثمار واحتياطي بالكامل لروسيا». ويعتقد النائب أن عملة رقمية للبنك المركزي ستزوّد الاقتصاد الروسي بالتمويل المطلوب دون زيادة التضخم. وأضاف أنَّ الروبلات الرقمية لا يمكن إيداعها في الخارج أو استخدامها في غير الأغراض المقصودة.

وقال المحلل التقني والمالي وخبير العملات المشفرة والرقمية لوبومير تاسيف، اليوم الأحد 20 آذار، لموقع «نيوز بيتكوين» إنّ الحلفاء الغربيين على ما يبدو يخشون أن تقدم روسيا على استخدام العملات المشفَّرة، بما في ذلك النسخة الرقمية من الروبل، للتهرّب من العقوبات المفروضة بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا. واتخذت خطوات لسد الثغرات.

وأشارت التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مشرِّعٌ روسيّ آخر، وعضو مجموعة العمل التنظيمية للعملات المشفرة، ألكسندر ياكوبوفسكي، إلى أن روسيا مهتمّة باستخدام العملات الرقمية لاستعادة وصولها إلى التمويل العالمي.

ويعتقد الخبير تاسيف بأنّ البنك المركزي الروسي رغم أنه تقليدياً «معارضٌ قوي لإضفاء الشرعية على العملات المشفرة» فإنه يعمل على تطوير مشروع الروبل الرقمي بنشاط. وبدأت السلطة النقدية في التفكير في العملة الرقمية للبنك المركزي منذ 3 سنوات. وتم نشر ورقة استشارية في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وفي نيسان/أبريل 2021 أصدر البنك تصوّره عن الروبل الرقمي الذي يحدّد هيكله الأساسي.

هذا وبدأ اختبار منصة الروبل الرقمية هذا العام مع إعلان البنك المركزي الروسي عن أول معاملات كاملة بين المَحافظ الفردية في منتصف شباط/فبراير. وستشارك عشرات البنوك الروسية في التجارب التي من المتوقع أن تستمر طوال عام 2022 الجاري. ويصر بنك روسيا على أن عملته الرقمية ستخلق فرصًا جديدة للمواطنين والشركات والدولة الروسية.

ويحاول الاتحاد الروسي أيضًا الحد من اعتماده على الدولار الأمريكي. وفي أكتوبر الماضي، ألمحت وزارة الخارجية إلى أنه من الممكن استبدال الدولار جزئيًا في احتياطيات روسيا من العملات والتسويات التجارية مع العملات الأخرى وحتى الأصول الرقمية في المستقبل.