مخاوف «الموت برداً» ترفع «الحرارة الإعلامية» في ظل تقنين الطاقة القاسي
لاحظ متابعو وكالات الإعلام السورية المحلية اليوم الثلاثاء، انتشاراً كبيراً لخبر ينفي أنّ سبب إحدى الوفيات في محافظة اللاذقية كان «البرد».
وكانت صفحات على فيسبوك قد تناقلت صباح اليوم الثلاثاء 25-01-2022 خبراً يقول بأنّ شابّة من قرية الجبيرية (منطقة القرداحة في محافظة اللاذقية) «توفّيت صباح الأحد الساعة الرابعة صباحاً في منزلها» وأن «تقرير الطبيب الشرعي في مشفى القرداحة قال بأنّ سبب الوفاة سكتة قلبية سببها البرد الشديد».
وبعد التداول الواسع للخبر – والذي لقي تعاطفاً واسعاً ومتوقّعاً من السوريين، نظراً للظروف شديدة القسوة التي يمرّون بها في ظل التقنين الحكومي القاسي لكل موارد الطاقة والتدفئة من كهرباء ومازوت وغاز، وبظل شحّها وأسعارها المرتفعة كثيراً نسبةً إلى الدخل الهزيل لمعظم السوريين – نقلت عدة وسائل إعلام محلية في وقت لاحق من اليوم (مثل جريدة «الوطن» وإذاعة «شام إف إم») عن رئيس الطبابة الشرعية د. زاهر حجو «نفياً قاطعاً» لأن يكون سبب وفاة الفتاة هو البرد. ليتم تداول هذا النفي بشكل واسع بعد ذلك على عشرات الصفحات السورية المحلية.
وجاء في تصريحات الدكتور حجو التي أدلى بها لوسائل الإعلام ما يلي:
- أسعفت فتاة عشرينية إلى مشفى الباسل في القرداحة وهي متوفـاة، بعد أن استيقظت والدتها على صوت «شخير» من الفتاة حيث تبين للأم وجود ترفع حروري لدى الشابة المتوفاة، وهي بعكس الحالات المشاهدة في البرد.
- الحالة هي حالة وفـاة فجائية، وقد تم الكشف على الجثة وسحب محتويات المعدة مع دم مركزي لنفي الأسباب السمية.
- الفحص السريري الظاهر ينفي أن تكون الوفـاة بسبب البرد للأسباب التالية: المتوفية عانت قبل وفـاتها من ارتفاع حرارة وليس انخفاضها. لون الزرقة الرمية أزرق بنفسجي خلافاً للون الزرقة الذي يكون وردي في حالات الوفـاة بالبرد.
وأضاف: «لم يشاهد أي علامة تدل على أن الوفـاة سببها البرد والتي تكون، إضافة لما ذكر توسع في حدقات العينين وانتصاب الأشعار، وتحبب الجلد».
وأوضح الدكتور حجو: «عندما وصلت الفتاة تم الكشف عليها من قبل طبيب مكلف وليس طبيبا شرعياً، وقفز باستنتاجته إلى أن تكون الوفاة بسبب البرد أحد الأسباب المؤدية للوفـاة كون المتوفية كانت ترتدي لباساً خفيفاً لا يتناسب مع الجو السائد» وأنّ «الطبيب الذي كشف على المتوفـاة لم يجزم سبب الوفـاة وإنما تم سحب عينات للفحص السمي».
يجدر بالذكر بأنّه تصاعدت في الآونة الأخيرة مخاوف السوريين من الأمراض المتعلّقة بالبرد (مثل «عضّة البرد») وحتى الخوف من الموت برداً، ولا سيّما أنها ظاهرة مؤسفة معروفة تحدث كلّ شتاء وخاصّة في مخيمات النازحين واللاجئين السوريين، كما وأخذت عدة منصات طبية على وسائل التواصل الاجتماعي تنشر منشورات توعية للناس حول العواقب الجلدية وغيرها «عضّة البرد» للتعرض لدرجات حرارة منخفضة وعدم تدفئة مناطق من الجسم مثل الأصابع، مما يدلّ على تزايد القلق من جانب كل من الناس ومقدمي الرعاية الصحية على حد سواء، حول هذه الحالات الناجمة عن البرد، والتي تم رصد تزايدها بالفعل في أكثر من منطقة ومحافظة في سورية نتيجة التردّي المريع بالأوضاع الكهربائية والطاقية والمعيشية.
يجدر بالذكر بأنّ الجدال الذي لوحظ اليوم حول وفاة الشابة، جاء بعد أقل من 48 ساعة من إصدار الحكومة قراراً باستمرار التقنين الكهربائي القاسي (5 ساعات قطع مقابل ساعة وصل في المحافظات، و4 ساعات قطع مقابل ساعتي وصل في دمشق) وفقاً لتصريحات وزير الكهرباء مساء أمس الأول (الإثنين 23-01-2022). ولكن كثيراً من المواطنين في عدة مناطق ومحافظات اشتكوا من أنّ القطع يمتد أكثر من الساعات المذكورة.
هذا وكانت قد صدرت فيما مضى تصريحات عن مسؤولين سوريين دعوا فيها المواطنين إلى إجراءات من قبيل «الكهرباء للإنارة وليست للتدفئة» (تصريح وزير الكهرباء السابق محمد زهير خربوطلي في كانون الأول 2016)، أو من قبيل تصريح عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات في محافظة ريف دمشق في حديث لإذاعة «شام إف إم» المحلية (في 2 كانون الأول 2021) بأنه «لوجود قلة في مادة الغاز المنزلي ممنوع ومن غير المفروض استخدام الغاز عوضاً عن المازوت للتدفئة»، على حد تعبيره، مشيراً آنذاك إلى أن «الغاز المنزلي للاستخدامات المنزلية والصناعية وليس للتدفئة».
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات محلية + قاسيون