انطلاق مفاوضات السلام الأفغانية بموسكو ولافروف يحذر من داعش

انطلاق مفاوضات السلام الأفغانية بموسكو ولافروف يحذر من داعش

انطلق في العاصمة الروسية موسكو اليوم أول اجتماع في سياق مفاوضات جديدة لإحلال السلام في أفغانستان، دعت إليها روسيا لحل النزاع في هذا البلد الذي غزته قوات الاحتلال الأمريكية منذ 7 تشرين الأول 2001. 

ودعي للمشاركة بالاجتماع ممثلون عن الحكومة الأفغانية وحركة طالبان والمجلس الأفغاني الأعلى للمصالحة، وممثلون من الصين وباكستان الولايات المتحدة، بالإضافة إلى وفد من دولة قطر التي سبق أن استضافت المفاوضات السابقة التي وصلت إلى طريق مسدود في الدوحة.

وفي افتتاح الاجتماع، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طرفي النزاع في أفغانستان إلى تقديم تنازلات «والتخلي عن الأحكام المسبقة وتخفيف التوتر في هذا الاجتماع». وقال لافروف إن هذا الحوار سيكون «مهماً جداً للمضي في المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان».

وقال لافروف بأنّ موسكو تعتقد أن المزيد من التأخير في المحادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية غير مقبول وتأمل أن يساعد المؤتمر في تهيئة الظروف لإحراز تقدم. وأضاف لافروف، في اجتماع الترويكا الموسعة (روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان) المعنية بالتسوية الأفغانية، اليوم الخميس: «نحن مقتنعون بأنه في ظل ظروف تدهور الوضع العسكري–السياسي، من غير المقبول حدوث مزيد من التأخير. الأمر الذي هو مصدر قلق متزايد، لا سيما في ظل اقتراب فترة الربيع والصيف، حيث يزداد تقليدياً النشاط القتالي».

وتابع قائلاً، «هناك زيادة في الخسائر لدى طرفي النزاع في أفغانستان، والمدنيون ما زالوا يموتون. ومن المقلق بشكل خاص أن الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفي مقدمتها داعش تحاول الاستفادة من هذا الوضع لتعزيز مواقعها». وأضاف الوزير أن «كل هذا يخلق الشروط المسبقة للتوسع في تجارة المخدرات، الأمر الذي يشكل تحدياً خطيراً لأفغانستان والمنطقة والعالم بأسره ويغذي إلى حد كبير النشاط الإرهابي». وأضاف لافروف، أن موسكو تدعو واشنطن وممثلي حركة طالبان للبقاء ملتزمين باتفاق السلام الذي وقعته الأطراف في الدوحة في شباط 2020.

وأشار لافروف إلى أن صيغة الترويكا، روسيا والصين والولايات المتحدة، والتي أضيفت إليها باكستان لاحقاً، تم وضعها بهدف خلق ظروف مواتية لبدء محادثات السلام بين الأفغان و«تعزيز المساعدة الدولية لأفغانستان في مرحلة ما بعد الصراع». وتابع «بدأت هذه الآلية عملها في عام 2019، وقد لعبت دوراً إيجابياً ملموساً في تسهيل المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان، والتي توجت بالتوقيع على اتفاقية في 29 شباط 2020. ندعو الجانبين إلى البقاء ملتزمين بأحكام هذه الوثيقة التي يدعمها قرار مجلس الأمن رقم 2513».

وشهدت الأيام الأخيرة تصعيداً ميدانياً حيث قامت قوات الاحتلال الأمريكية المتبقية في أفغانستان بقصف مواقع لحركة طالبان. كما ولقي تسعة عسكريين أفغان على الأقل مصرعهم، مساء أمس الأربعاء، في تحطم مروحية تابعة للقوات الأفغانية الخاصة في ولاية وردك. وفي الوقت الذي قال فيه الرئيس الأميركي جو بايدن إنه بصدد اتخاذ قرار بشأن إبقاء قوات الاحتلال الأمريكي في الأراضي الأفغانية وتحدث عن «صعوبة الانسحاب» بحلول الأول من أيار بمقتضى «اتفاق الدوحة»، أكدت حركة طالبان بالمقابل ضرورة تنفيذ «اتفاق الدوحة» وانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان في أيار المقبل.

المصدر: وكالات

آخر تعديل على الخميس, 18 آذار/مارس 2021 15:22