صور أقمار صناعية تظهر توسيع الكيان الصهيوني لمفاعل «ديمونا» النووي
أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها وكالة أسوشيتد برس، اليوم الخميس أنّ «إسرائيل» توسِّع وتطوِّر مفاعل ديمونا النووي بشكل كبير، حيث تشهد المنشأة النووية أوسع أعمال تطوير لها منذ عقود، بحسب الوكالة. وكان موقع صحيفة الغارديان البريطانية قد نشر صور الأقمار الصناعية المشار إليها، قبل نحو أسبوع.
وتجري التوسيعات على بعد مئات الأمتار جنوب وغرب المفاعل الذي يحمل القبة ونقطة إعادة المعالجة في مركز الأبحاث النووية في صحراء النقب والمسمّى على اسم مجرم الحرب الصهيوني «شمعون بيريتز» الحائز على «جائزة نوبل للسلام».
ويأتي البناء في الوقت الذي يواصل فيه كيان الاحتلال، بقيادة نتنياهو، انتقاده اللاذع لبرنامج إيران النووي، الذي لا يزال تحت مراقبة مفتشي الأمم المتحدة على عكس المشروع النووي العسكري الإسرائيلي.
وفي ديمونا، تظهر الصور التي حللتها وكالة أسوشيتد برس حفرة «بحجم ملعب كرة قدم»، ومن المحتمل أن يشير هذا العمق إلى بناء من عدة طوابق يقع الآن على بعد أمتار من المفاعل القديم في مركز «شمعون بيرتز» للأبحاث النووية في صحراء النقب، بالقرب من مدينة «ديمونا».
يذكر أن المنشأة هي بالفعل موطن لمختبرات تحت الأرض عمرها عقود من الزمن، تعيد معالجة قضبان المفاعل المستهلكة للحصول على البلوتونيوم المستخدم في صنع الأسلحة لبرنامج القنبلة النووية الإسرائيلي.
وعلى الرغم من هذا الكشف عن الأعمال، بيد أن سبب البناء ليس واضحاً، فيما لم تردّ حكومة الاحتلال على أسئلة مفصلة من وكالة أسوشيتد برس حول الموضوع.
وفي ظل سياسة الغموض النووي التي تنتهجها «إسرائيل»، فهي لا تؤكد ولا تنفي امتلاك أسلحة ذرية. وهي من بين أربع دول فقط لم تنضم قط إلى معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وهي اتفاقية دولية تاريخية تهدف إلى وقف انتشار الأسلحة النووية.
وقال المدير التنفيذي لرابطة الحد من الأسلحة، ومقرها واشنطن، داريل جي. كيمبال إن «ما تفعله الحكومة الإسرائيلية في هذه المنشأة السرية للأسلحة النووية هو أمر يجب على الحكومة الإسرائيلية الكشف عنه».
وبدأت «إسرائيل» في بناء الموقع النووي سراً في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، بمساعدة فرنسية، في صحراء خالية بالقرب من ديمونا، ويقال إنها «أخفت» الغرض العسكري للموقع لسنوات عن أميركا، الحليف الرئيسي لها حتى الآن، مدّعيةً أنه «مصنع نسيج».
ومع وجود البلوتونيوم من ديمونا، يعتقد على نطاق واسع أن «إسرائيل» أصبحت واحدة من تسع قوى مسلّحة نووياً في العالم. وبالنظر إلى السرية التي تحيط ببرنامجها، لا يزال من غير الواضح عدد الأسلحة التي تمتلكها.
ويقدر محللون أن لدى الكيان المحتل المواد اللازمة لما لا يقل عن 80 قنبلة. ومن المحتمل أن هذه الأسلحة يمكن إطلاقها بواسطة صواريخ باليستية أرضية، أو طائرات مقاتلة، أو غواصات.
المصدر: عرب 48 + وكالات