بورصة نيويورك تتلاعب بقرار، مسببةً خسائر لثلاث شركات صينية
بعد إعلانها قراراً حسّاساً ثم التراجع عنه ثم العودة إليه، مغيّرةً موقفها مرتين بشكل مفاجئ في غضون أسبوع واحد، تسببت بورصة نيويورك بخسائر لأسهم 3 شركات اتصالات صينية هي «تشاينا موبايل» و«تشاينا تيليكوم» و«تشاينا يونيكوم»، مما أدى إلى إثارة الارتباك بين المستثمرين وتدمير أسهم هذه الشركات. ولا سيّما أنّ الشركات الثلاث مدرجة أيضاً في هونغ كونغ، وقام المساهمون ببيع ممتلكاتهم هناك يوم الإثنين قبل إعادة الشراء مجدداً عندما تراجعت بورصة نيويورك عن قرارها لأول مرة.
وكانت قد أعلنت بورصة نيويورك لأول مرة الأسبوع الماضي أنها ستشطب أسهم هذه الشركات الصينية الثلاث، لكنها عكست مسارها يوم الإثنين، مستشهدة «بإجراء مزيد من المشاورات مع السلطات التنظيمية ذات الصلة»، ثم بحلول يوم الأربعاء، عادت البورصة إلى قرارها الأصلي، مستشهدة «بتوجيهات محددة جديدة» من وزارة الخزانة الأمريكية تم تسليمها يوم الثلاثاء.
أما أحدث قرار للبورصة حتى وقت إعداد هذا الخبر فهو الامتثال لأمر تنفيذي من إدارة ترامب وشطب أسهم هذه الشركات من البورصة، بحيث سوف يتم إنهاء التداول بها اعتباراً من 11 كانون الثاني الجاري. وتراجعت الأسهم في نيويورك يوم الأربعاء بعد الإعلان الأخير. وانخفض سهم «تشاينا تيليكوم» بنسبة 3.7%، بينما انخفض سهم «تشاينا موبايل» 2.7% وانخفضت أسهم شركة «تشاينا يونيكوم» بنسبة 2.3%.
ويأتي القرار بعد أن منع الرئيس دونالد ترامب الأمريكيين في أواخر العام الماضي من الاستثمار في الشركات التي تشتبه الحكومة الأمريكية أنها إما مملوكة أو خاضعة لسيطرة الجيش الصيني أو الحزب الشيوعي الصيني. ويستعد هذا الإجراء لتصعيد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم قبل وقت قصير من دخول الرئيس المنتخب جو بايدن البيت الأبيض.
ووقع ترامب يوم الثلاثاء على أمر تنفيذي يحظر المعاملات مع ثماني تطبيقات صينية، بما في ذلك «علي باي» من «آنت غروب» و«QQ Wallet» من «تينسنت» و«وي تشات باي».
وتتداول شركات الاتصالات الثلاث في نيويورك منذ سنوات عديدة، إذ أدرجت شركة «تشاينا موبايل» مثلاً، وهي أكبر شركة اتصالات في البلاد، في بورصة نيويورك للأوراق المالية منذ العام 1997.
وانتقدت الحكومة الصينية الولايات المتحدة «لقمعها المتعمد للشركات الأجنبية المدرجة في البلاد» وقالت في وقت سابق إنها ستتخذ «الإجراءات الضرورية» لحماية مصالح الشركات الصينية.
