عمال جينرال إلكتريك... دعونا ننتج (المنافس)!
بصمت وقف عمال عملاق الصناعة الأمريكي GE (جينرال إلكتريك)، وبمسافة ستة أقدام بين كل منهم... وذلك في اعتصام أعلنوه في مقر الشركة في بوسطن، وفي معمل محركات الطائرات في ولاية ماستشويستس... المعتصمون الذين سرّح الكثير منهم من أعمالهم يطالبون الشركة بأن تقوم بتحويل معمل محركات الطائرات المتوقف لإنتاج أجهزة التنفس الصناعي التي تحتاجها الولايات المتحدة بشدّة، والتي تنتج الشركة أحد أفضل أنواعها في فرع الشركة لإنتاج التجهيزات الطبية.
الاعتصام أتى بعد أن أعلنت الشركة أنها ستسرح 10% من عمال محركات الطيران وحوالي 2600 عامل، مع (تسريح مؤقت) لأكثر من 50% من عمال الصيانة، وذلك للتوفير على الشركة ما يقارب 500 مليون إلى 1 مليار دولار!
نقابات العمال الأمريكية أعلنت أن إغلاقات جينرال إلكتريك الحالية ستؤدي إلى تقليص القدرة المستقبلية على تزويد الولايات المتحدة بحاجتها الماسة إلى هذه الأجهزة. وأن الزيادة التي أعلنتها الشركة لن تكفي، حث ضاعفت إنتاج معمل التجهيزات الطبية بنسبة 100%، وأعلنت بشراكة مع شركة فورد أنها ستضاعف الإنتاج كرة ثانية ولكن في حزيران القادم...
جايك أغوانغا رئيس نقابة مصنع GE في كنساس، أشار ببساطة إلى إمكانية تحويل الصناعات قائلاً: "52% من عمال المعمل قد تمّ تسريحهم، بينما العديد من ملاعب الفوتبول خاوية اليوم وتتسع لإنشاء المعامل، إن كانت GE تثق بهؤلاء العمال وقدرتهم على صناعة محركات الطائرات حيث ملايين الأرواح أيضاً بين أيدي هؤلاء العمال، لماذا لا تثق بقدرتهم على صناعة الأجهزة الطبية الضرورية؟!" مؤكداً إن التصنيع ممكن وإن ترك هذه الكوادر التقنية الهامة دون عمل غير صحيح في اللحظة الحالية.
الوباء والأزمة الاقتصادية العالمية تطرح الأسئلة الكبرى، وتعرّي عدم إنسانية الملكية الخاصة للثروة وخاصة عندما تكون هذه الثروة عملاق صناعي احتكاري يمتلك الكثير من المعارف والكوادر والثروات وحصص السوق، فجينرال إلكتريك المملوكة لأشخاص قرارهم يحكم ليس فقط بتسريح الآلاف في هذه الظروف بل في إمكانية تزويد المجتمع بضروراته في اللحظة الصعبة. العمال جاهزون القدرات موجودة، ولكن المالكين لا مصلحة لهم!
