د.جميل «للجزيرة»: مطلوب من كل القوى وحتى التلفزيونات أن تعيد حساباتها تجاه الأزمة السورية
عندما أعلنت صفحاتنا على الانترنت أن د.قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية سيظهر على شاشة «الجزيرة»، ولاسيما أن ذاك الإعلان جاء في أعقاب إقالته من الحكومة السورية، حبس البعض ممن لا يعرفون الحزب وأمينه جيداً أنفاسهم، جزء منهم تربصاً، والجزء الآخر تحسباً. ولكن اللقاء خرج عن توقعات هذا وذاك ليثبّت مواقف الحزب والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، معنفاً القناة القطرية، بترفع، على سلوكها السابق، وكان كما يلي حيث نورده كاملاً:
المذيعة:
وينضم إلينا الآن من موسكو قدري جميل نائب رئيس الوزراء المقال والأمين العام لحزب الإرادة الشعبية، أهلاً بك استاذ قدري.
د. قدري: مساء الخير.. تدقيق لست أميناً عاماً، أمين فقط لا غير ولكن قبل أن تساليني أريد أن أدلي بتصريح إذا سمحت لي.
المذيعة: تفضل..
- د.قدري: هذه أول مرة أظهر بها على قناة الجزيرة خلال طوال الأزمة السورية وإن كان هذا يدل على شيء فإنه يدل على أمرين الأمر الأول له علاقة بالماضي لن أتكلم عنه. الأمر الثاني له علاقة بالحاضر والمستقبل يفتح آفاقاً، اعتقد أن ذلك يدل على انزياحات تجري بالرأي العام وبرأيي وبالموجود عند السياسيين والقنوات التلفزيونية.. ولكن جوهر تصريحي على قناة الجزيرة هو التالي:
الشعب السوري اليوم يعاني مأساة عميقة، يذهب اليوم المئات من الضحايا بسبب القتل والجوع والمرض، وإن إنهاء الأزمة الإنسانية أصبح أولوية قبل إنهاء الأزمة السياسية في الظروف السورية. اليوم الظرف أصبح ناضجاً من أجل الذهاب إلى حل شامل للمسألة السورية. ما المطلوب من الجميع، مطلوب من السياسيين السوريين معارضة وموالاة، مطلوب من القوى الإقليمية كلها، ومطلوب من المحطات التلفزيونية أيضا التي لعبت دوراً لن أوصفه الآن في الأزمة السورية، مطلوب منها كلها أن تعيد حساباتها وأن تعيد النظر بمواقفها وأن تذهب باتجاه مساعدة الشعب السوري على حل الأزمة السورية الحالية لأن الفرصة الذهبية التي ظهرت اليوم بإمكانية الذهاب إلى جنيف2 قد لا تتكرر قريباً.
إن استمرار الأزمة الإنسانية بسورية يمكن أن يؤدي إلى ضحايا إذا كانت اليوم بمئات الآلاف يمكن بعد قليل أن تصبح بالملايين لذلك أتوجه إلى كل من له وبقي عنده ضمير في العالم العربي والقوى الإقليمية والقوى السياسية أن يدعموا اتجاه الذهاب إلى حل سياسي وأن يتوقف القتل وأن ننتهي من محاولة إيجاد غالب ومغلوب في الظروف السورية.. شكراً والآن تفضلي بأسئلتك..
- طالما أنت تتحدث عن جنيف 2 والتقيت في جنيف مسؤولين وأجريت مشاورات أو أجرى مشاورات معك مسؤولون أمريكيون، هل لك أن تحدثنا عن هذه المشاورات والتحضير لمؤتمر جنيف؟
- أولا كما تلاحظين أنتم أول مرة تستقبلوننا نحن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ونحن لنا باع طويل بالنضال السلمي الاحتجاجي على الأرض، وعندنا شهداء ومعتقلين ومع ذلك كان يجري تجاهلنا من أوساط معينة في الغرب وفي العالم العربي، ولكن لا يصح إلا الصحيح في النهاية، اليوم العالم ينفتح علينا ويعترف بدورنا وبالتالي كان يهم الأمريكيون جداً الذين ينبغي أن نعترف بأنهم بنهاية المطاف براغماتيون وأحياناً واقعيون جداً حتى لو «خربطوا» أحياناً.. الأمريكيون يريدون أن يتعرفوا علينا.. قاموا بذلك بوقت متأخر.. ولكن هذا أمر جيد...
وجرى بحث جملة من الأمور لها علاقة بمشاركة المعارضة وكان ثمة قضايا معلقة وعليها نقاش. نحن أكدنا نقطتين، النقطة الأولى أن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير لن تأتي إلى جنيف إلا بصفة وفد معارض وإذا كان لها وزراء في الحكومة فهؤلاء الوزراء دخلوا على أساس معارضة، وهناك في التاريخ أمثلة كانت تدل دائماً أنه يمكن تشكيل ائتلافات من المعارضة ومن الأكثرية في حالات الأزمات الوطنية، وهذا لا ينقص بشيء من دور المعارضة ومن هويتها. الأمريكيون كان عندهم رأي مفاده أننا نحن بالحكومة ولسنا معارضة، ونحن عندنا رأي أنه ولو أننا موجودين بالحكومة فإننا معارضة، قبل دخولنا وفي أثناء وجودنا وبعد خروجنا، وهذا لا يغير شيئاً، النقطة الثانية كان عندنا وجهة نظر أن المعارضة بواقع الأمر هي تعددية ولا يجوز العودة إلى نغمة الحزب القائد والحزب الواحد في تمثيل المعارضة عبر التأكيد على تمثيل وشرعية أحد مكوناتها.
- أستاذ قدري هل تواصلت معهم بهذا الشأن، هل لك علاقة بأي طرف سوري معارض من الائتلاف أو المجلس الوطني؟
- مع الائتلاف صراحة أعيد وأكرر علاقاتنا شخصية وليس هناك علاقات رسمية لأن هامش الخلاف السياسي كان واسعاُ لا يسمح باللقاء، ولكن إذا توافقنا على الذهاب إلى جنيف فأعتقد أنه لا يوجد مشكلة بإقامة علاقات رسمية حين ذاك لأننا نكون قد اتفقنا على الحوار وإبعاد خطر التدخل الخارجي ونكون اتفقنا على المخرج السياسي من الأزمة السورية، وحينها لن يعود هناك مشكلة.
مع هيئة التنسيق عندنا علاقات جيدة. اجتمعت مع الأستاذ حسن عبد العظيم أنا والدكتور علي حيدر قبل 48 ساعة من سفرنا إلى موسكو للقاء وزارة الخارجية الروسية وكنا «معزومين» على وليمة غداء عنده استمرت ساعتين حيث تناقشنا كثيراً في أمور عديدة.
- وهل نسقت مع الروس قبل لقاء فورد؟
- نحن نتواصل على الدوام مع الروس. منذ سنتين ونصف ونحن نلتقي مع الروس، لافروف التقيناه 3 مرات. أما أن انسق مع الروس؟! نحن قوة مستقلة نتفق مع الذي يتفق مع آرائنا ويتقارب معنا. ذهبنا والتقينا بالأمريكيين وأبدينا وجهات نظرنا واعتقد أنه شيء مفيد أن يتعرفوا علينا مباشرة، وليس عبر القيل والقال.
- أستاذ قدري جميل أنت سافرت إلى موسكو، فهل كان سفرك بالأساس بعلم السلطات في دمشق وبتنسيق معها؟ ماذا كان بالضبط هدف زيارتك التي طالت حتى تحولت على مايبدو إلى إقامة في روسيا؟
- أولا زيارتي إلى موسكو كموظف حكومي تحتاج إلى سمة خروج لأن جواز سفري دبلوماسي، وبالتالي أنا أخرج بشكل رسمي من البلاد واحترم القواعد والأصول وخرجت على هذا الأساس ولكن أريد أن أؤكد لك أنه من حيث المبدأ وباستثناء الموافقة الشكلية على سمة الخروج التي هي مطلوبة من كل مواطن سوري فنحن لا نطلب إذناً في القضايا السياسية.. نحن قوة مستقلة.
- المذيعة: نعم، ولكن خروجك غير أي مواطن سوري؟
- د.قدري: ذهبنا في أول أيام العيد، والعيد انتهى بـ20 الشهر، اللقاء مع فورد كان في 23 الشهر وتأجل إلى 26 من الشهر، لم يكن هناك إمكانية للعودة إلى سورية بهذه البساطة بسبب العقوبات التي تعاني منها سورية وتؤثر على حركة الطيران. لا يوجد سوى طائرة واحدة إلى دمشق مما اضطرني للبقاء بموسكو لأنهي لقاءاتي وانتظر لقاء جنيف وأنا اعتقد ان القرار...
- المذيعة: لو في طائرة تعود إلى دمشق، أنت مستعد للعودة؟
- د.قدري: طائرة واحدة.. وعندما أنهي عملي سأعود. اليوم عندنا جملة من النشاطات متعددة الأطراف في موسكو وفي جنيف للمعارضة السورية متعددة الأطياف وعندما تنتهي هذه اللقاءات فأنا مكاني في دمشق وأنا عضو في مجلس الشعب، على فكرة..
- هل تعتبر نفسك الآن معارضاً مستقلاً، أم مسؤولاً سابقاً، كيف تعرف نفسك؟
- أنا معارض في رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير.. مسؤول سابق، فليكن! نحن كنا نعتبر وجودنا بالحكومة مؤقتاً واستثنائياً وهو خارج القواعد والعادات والأعراف والتقاليد أصلا أن تكون المعارضة موجودة في حكومة أكثرية ولكن الظرف الاستثنائي استدعى ذلك ولأنه استدعى ذلك فهو كان خارج القواعد العامة والظاهر اليوم أن الأمور رجعت لتأخذ مجراها الطبيعي كونه من المستحيل التعايش لفترة طويلة في حكومة بين معارضة برنامجها مختلف كثيراً عن برنامج الأكثرية الحكومية.
- أستاذ قدري ما موقفك من قرار إقالتك؟ هل هي استقالة أم هي انشقاق، أم هي ربما خطة متفق عليها مع النظام السوري؟
- أعتقد أنه عندما يجري الحديث عن اتفاق فهو ابتذال وتسطيح للأمور، الأمور أعقد من هذا ولكن لو كنتم تعرفوننا جيداً أو كنتم اتصلتم بنا سابقاً أو محتكين بنا كنتم ستعرفون أننا مناضلون ثوريون حقيقيون. المناصب لا تهمنا، الوزارات لا تهمنا، مكاسب الوزارات لا تهمنا، ولذلك فإن موضوع الوزارة ووجودنا فيها آخر ما نفكر به، وهذا الموضوع أصبح بالنسبة لنا في قيادة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بحكم الماضي ونسيناه نهائياً لأن ذهننا اليوم مركز وذاهب باتجاه إنهاء معاناة الشعب السوري.
- على ذكر الذهاب إلى جنيف أنت قلت في مؤتمر صحفي إن جنيف2 يعتبر قدراً محتوماً، برأيك ما هي فرص نجاح هذا المؤتمر مع رفض المعارضة السورية المشاركة في جنيف2 إذا لم يتضمن تنحي الأسد ونظامه؟
حول موضوع التنحي أنا منذ سنة ونصف تكلمت مع أختكم «العربية» عندما سألوني بمؤتمر صحفي عن موضوع التنحي، قلت إن هذا شرط تعجيزي سيمنع الحوار، بعد أن يبدأ الحوار كل الأمور مفتوحة ولا يوجد محظور على أي قضية فلتطرح خلال الحوار. لذلك اليوم أصبح موضوع التنحي مشطوباً من جدول الأعمال خلال الفترة الانتقالية، وهذا الموضوع يسهل النقاش. أما موضوع الحكومة الانتقالية والصلاحيات والخ فهذا موضوع سيكون موضع نقاش في جنيف وإنشاء الله نخرج بنتائج. ولكن أريد القول إن جنيف اليوم بدأ عملياً، وإذا انعقد قريباً فهو سيعقد من أجل تتويج نتائج النقاشات والحراك الذي ترونه ونراه اليوم في كل المجالات، في التلفزيونات والنقاشات الخ، لذلك اليوم هناك حراك واسع في سورية، وحول سورية، ثمة نقاش دولي وإقليمي. هذا هو جنيف، هذا هو الهدف، ولا يوجد عاقل يصدق أن انعقاد جنيف بـ23/24 الشهر، أي في يومين نصفهم بروتوكولي ستنحل الأزمة السورية، إذا لم تكن كل القضايا المتعلقة بها محلولة خلال النقاشات التي جرت تحضيراً لجنيف2 وهو ما نقوم به خلال وجودنا خارج سورية.
- المذيعة: شكرا أستاذ قدري جميل..