بريطانيا تخلخل الاتحاد الأوروبي المأزوم أصلاً
قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه سيستقيل من منصبه بحلول تشرين الأول، بعد أن أيد البريطانيون الخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء أمس الخميس.
وصرح كاميرون أن رئيس حكومة جديد يجب أن يقرر موعد بدء عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال كاميرون للصحفيين أمام مقر إقامته في داونينج ستريت «لا أعتقد أنه سيكون من الملائم لي أن أمسك بدفة قيادة البلاد إلى وجهتها المقبلة.»
وأكد كاميرون على ضرورة احترام رأي البريطانيين، مهنئاً من صوت لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذين تجاوزوا 16.7 مليون صوت، أي نسبة 52%.، حيث كان الفارق بين الأصوات قليلا، الأمر الذي أكدت عليه استطلاعات الرأي خلال ساعات فرز الأصوات. وكانت النتائج تتقلب بين الطرفين، إلا أن الساعات الأخيرة بينت التصويت لصالح «الخروج» علماً بأن الاستفتاء لا يحمل طابعا قانونيا، أي أن الحكومة ورئيس الوزراء يملكان الحق في تجاهل النتائج، ولكن كاميرون نفسه من طلب الاستفتاء ولا يستطيع التجاهل.
وفي التداعيات الاقتصادية البريطانية والأوربية المباشرة لإعلان نتائج الاستفتاء، فقد الجنيه الإسترليني الجمعة 24 حزيران، أكثر من 10% من قيمته، حيث هوى سعره مقابل الدولار، إلى 1.3305 للدولار. بعد خسارته نحو 1.33 دولار عن آخر جلسة تداول. ووفقا لوكالة «بلومبرغ» الاقتصادية ، يعد هذا الهبوط الحاد لقيمة الجنيه الإسترليني، أدنى مستوى له منذ عام 1985.
كما سجلت الأسهم الأوروبية انخفاضا غير مسبوق، إذ هبط مؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 3.94% ليصل إلى مستوى 2.918.18 نقطة، بحلول الساعة 10:05 بتوقيت موسكو، كما تراجع مؤشر «FTS100» بنسبة 1.60% ليصل إلى مستوى عند 6.236.40 نقطة، وهوى مؤشر «كاك» الفرنسي، بنسبة 4.87% ليسجل 4.248.60 نقطة، أما مؤشر «داكس» الألماني فخالف باقي المؤشرات الأوروبية، وارتفع بنسبة 1.85% ليصل إلى مستوى 10.257.03 نقطة.
سياسياً، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن نتائج الاستفتاء في بريطانيا أبهجت على الأرجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معربا عن أمله في أنها لن تسمح بتخفيف الضغط على موسكو حتى فيما بعد الشهر الجاري.
الرد الروسي جاء على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف الذي وصف نتائج الاستفتاء بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي بالشأن الداخلي للمملكة وإرادة شعوب بريطانيا، وأضاف متهكماً على تعليق هاموند بأن روسيا تشعر بالرضى لنتائج الاستفتاء: «لم أحصل على تعليم طبي ولا يمكنني التعليق على حالات طبية».
أوربياً، وفيما حدد الاتحاد الأوروبي يوم الثلاثاء 28 حزيران موعداً لعقد اجتماع طارئ من أجل مناقشة عواقب القرار البريطاني، أعلن المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستعقد، اليوم الجمعة 24 حزيران، اجتماعا طارئا مع الوزراء وزعماء الأحزاب وقادة الكتل البرلمانية حول خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.