ملاحظات وزارة الخارجية الروسية على اجتماع للمعارضة السورية في الرياض
انتهى في الرياض الاجتماع الذي دعا إليه المنظمون السعوديون لقرابة مائة من ممثلي المعارضة والجماعات المناهضة للحكومة والجماعات المسلحة الناشطة في الجمهورية العربية السورية.
تعطي موسكو حقها للجهود التي بذلتها المملكة العربية السعودية في تنفيذ التفويض الذي طلبته منها المجموعة الدولية لدعم سورية في فيينا يوم 14 تشرين الثاني لعقد اجتماع في الرياض تدعو إليه أوسع طيف ممكن من المعارضة السورية من أجل صياغة أرضية موحدة للتفاوض وتشكيل وفد تمثيلي للمعارضة في المفاوضات المقبلة مع حكومة الجمهورية العربية السورية. في هذا السياق، نلاحظ أنه في الوثائق الختامية للاجتماع في الرياض، وافق الحضور على المشاركة في العملية السياسية على أساس بيان جنيف في 30 يونيو 2012، على الرغم من أنهم لازالوا يصرون على عدد من الشروط المسبقة التي تتعارض مع روح ونص هذا البيان المعترف به دولياً بموافقة مجلس الأمن الدولي كأساس للتسوية السياسية للأزمة السورية. وإن أي اتفاق بشأن تسوية سياسية لا يمكن أن يكون إلا نتيجة اتفاق متبادل بين الحكومة السورية والمعارضة.
ونشير إلى أنه على الرغم من الجهود المبذولة من الجانب السعودي، فإن تمثيل المعارضة السورية في الرياض هو غير كامل الى حد بعيد، وهذا الأمر ما كان ممكناً إلا أن ينعكس في البيان الختامي الصادر عن المشاركين. وتحديداً لم يكن هناك حضور لمنظمات كردية - حزب الاتحاد الديمقراطي، والإدارة الذاتية في شمال سورية، حيث لم يوجه المنظمون دعوة لهم بحكم وجود اعتراض من تركيا على ذلك، إذ هددت أنقرة أنه في حال تمت دعوة الأكراد، فإنها لن تسمح لـ«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية» الذي يتخذ من اسطنبول مقراً له بالتوجه للرياض.
كما أن قسماً كبيراً من المعارضة، بما في ذلك لجنة متابعة «اجتماع القاهرة»، قرر مقاطعة الحدث، قائلاً أنه لا يرغب بالجلوس إلى طاولة واحدة مع المتطرفين والإرهابيين. وللأسف، برز في اجتماع الرياض أشخاص لديهم سمعة سيئة، من شاكلة ممثلين عن مجموعات مثل «جيش الإسلام» و«أحرار الشام». وهذه تقييمات حتى بعض المشاركين في الاجتماع، وهؤلاء في «جيش الإسلام» قاموا، من ضمن أمور أخرى، بشن سلسلة من الهجمات على السفارة الروسية في دمشق، في حين أن عناصر «أحرار الشام» يقاتلون جنباً إلى جنب مع إرهابيي جبهة النصرة حيث ويعملون معها في الجسد الإرهابي المشترك مع حركة «جيش الفتح». ونحن ما زلنا مقتنعين بأن العملية السياسية في سورية ينبغي أن تستبعد الإرهابيين.
يهدف الحوار بين السوريين أن يكون داخلياً مع المشاركة الفعالة فيه لأطياف المعارضة الوطنية السورية، التي استطاعت في اجتماعات سابقة لها في موسكو والقاهرة والأستانة ومؤخرا في الحسكة ودمشق أن تصوغ مواقف بناءة. ونرى في اجتماع الرياض ونتائجه كمساهمة في هذه المحصلة.
إن المطلوب الآن من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية ستافان دي ميستورا أن يجمع في القريب العاجل نتائج عمل كل هذه «المنصات» وتقديم تركيبة متوازنة تمثل حقا وفدا من المعارضة لقيام مفاوضات مستقرة مع ممثلي الحكومة السورية، كما تنص عليه أحكام بيان جنيف لعام 2012 ووثائق مجموعة العمل الدولية لدعم سورية باجتماعيها في فيينا بتاريخ 30 تشرين الأول و14 تشرين الثاني.
ونؤكد على أن هذه المهمة أوكلت للمبعوث الخاص للأمم المتحدة. ولذلك، فإننا لا نستطيع الموافقة على محاولة فريق المعارضة الذي اجتمع في الرياض أن يمنح نفسه الحق في التحدث باسم جميع فصائل المعارضة السورية. وفوجئنا بوجود تسريبات ومعلومات عن عقد اجتماع عاجل لمجموعة أصدقاء سورية في 14 الشهر الجاري وهي التي يعرف عنها التمسك بخط استنفد حظوظه، يقوم على الدعوة لإسقاط الحكومة الشرعية في دمشق. إن مثل هذه المحاولات أحادية الجانب تؤدي مرة أخرى إلى إلحاق الضرر بمصالح العمل الذي تجريه المجموعة الدولية لدعم سورية ويقوض صلاحياتها وهي التي بذلت جهوداً حثيثة وكبيرة لكي تتمكن من تجميع كل «اللاعبين الخارجيين» الرئيسيين.
إن روسيا مستعدة لمواصلة العمل الجماعي في إطار المجموعة الدولية لدعم سورية بمشاركة جميع أعضائها، من دون استثناء، بهدف التوصل إلى توافق في الآراء بشأن مجموعة من القضايا المتعلقة بتهيئة الظروف لبدء عملية سياسية شاملة حقاً ودون شروط مسبقة.
وقد أقر جميع المشاركين في مجموعة العمل الدولية مبدأً أساسياً وهو أنه يعود للشعب السوري فقط أن يقرر مصير سورية. ويجب احترام الاتفاق.
12 كانون الأول 2015
المصدر وزارة الخارجية الروسية
ترجمة قاسيون