جميل: نحن في موسكو لتصحيح الأخطاء التاريخية التي تضمنها مؤتمر جنيف2
أكد المعارض قدري جميل أن المعارضة السورية ليست معارضة واحدة إنما معارضات قائلا إن “المعارضة السورية في طابعها الحالي وشكلها التمثيلي الحالي قدمت إلى موسكو كي تصحح تلك الأخطاء التاريخية التي تضمنها مؤتمر جنيف2 عندما تم الحديث عن وجود معارضة واحدة”.
ورأى جميل في مؤتمر صحفي لشخصيات المعارضة المشاركة في لقاء موسكو التمهيدي التشاوري أن “محاولة تقديم تحالف المعارضة السورية كممثل وحيد عن كل المعارضة لا يملك أي أساس من الصحة وبعض الدول لا تريد الحديث عن ذلك الآن”.
ولفت جميل إلى وجود “معارضات كثيرة لأن المعارضة السورية تعمل على أساس المنطق وروح الدستور السوري الذي يتحدث عن تعدد الأحزاب وهذا يمكن أن يكون أساساً لسورية التي نسعى إليها”.
وأوضح جميل أن “اللقاءات في موسكو غير رسمية ولم تملك جدول أعمال.. إنما جرت للتوصل إلى توافق بين الأطياف المختلفة لتحقيق البنود التي تضمنها بيان جنيف1″ وقال إن “كلا منا يمثل نفسه أو تلك المنظمة أو الحزب الذي ينتمي إليه ولا أحد يريد أن يمثل هؤلاء الذين لا يجلسون في المناقشات”.
وفي بداية المؤتمر قدم المعارض جميل الشكر لوزارة الخارجية الروسية ومعهد الاستشراق “اللذين أعطيا الفرصة التاريخية لإجراء الحوار السوري السوري المباشر”.
لقاء موسكو حدث تاريخي ونتائجه فاقت التوقعات الأولية
وفي مقابلة مع مراسل سانا في موسكو اليوم اعتبر جميل أن اللقاء شكل حدثا تاريخيا لأنه أول لقاء يجري بين وفدي الجمهورية العربية السورية وشخصيات من المعارضة منذ بداية الأزمة في سورية ورأى أن نتائج اللقاء فاقت توقعاته الأولية.
وقال جميل وهو أمين حزب الإرادة الشعبية وعضو قيادة جبهة التغيير والتحرير إن “لقاء موسكو حضرته الأطراف الأساسية من المعارضة السورية وغاب عنه الطرف الذي كان موجودا في جنيف 2 والمتمثل بـ “الإئتلاف” معتبرا أن غياب الأخير “جاء بسبب رعاته الذين أقنعوه خلال سنوات طويلة بأنه الممثل الوحيد للمعارضة السورية ولكنهم لم يعودوا قادرين على مساعدته كالسابق لأن السياسات التي كانوا يتبعونها تجاه الأزمة في سورية فشلت فشلا ذريعا وأصبح الائتلاف يعيش حالة من انعدام التوازن ما يجعل من الصعب عليه تقبل الوضع الجديد بسرعة واتفقنا على إمهالهم في الائتلاف بعض الوقت ليتمكنوا من التكيف مع الواقع وتفهمه حتى انعقاد الاجتماع المقبل”.
وأشار جميل إلى فوارق بين لقاءي موسكو وجنيف قائلا إن “لقاء موسكو غير رسمي وهو تشاوري تمهيدي بينما لقاء جنيف كان عملية رسمية بحضور الأمم المتحدة وهذا فارق جوهري كبير إضافة إلى أن لقاء موسكو ليس مداخلات ورقية”.
ورأى جميل أن لقاء موسكو كان مفيدا للمعارضة لأنه وفر أول فرصة لأطرافها كي تتعرف على بعضها البعض منذ بداية الأزمة في سورية وحتى الآن كما أنها تمكنت من التعرف على الوفد الحكومي وتعاطيه معها.
وحول بيان جنيف الذي صدر قبل تفاقم الإرهاب في سورية وفي المنطقة قال جميل إن “الظرف الموضوعي قد تغير وتم تطور إيجابي في وعي الكثير من القوى السياسية حيث تغيرت الأولويات” مشيرا إلى أنه كانت جبهته وحزبه يتكلم منذ البداية عن ضرورة توحيد السوريين الوطنيين على مختلف مشاربهم ضد العدو الخارجي وضد التدخل الأجنبي وضد الإرهاب بينما يفرض الواقع الموضوعي نفسه”.
وأوضح جميل أن “الحديث لا يتم في الوقت الراهن عن شخص ولا عن حكومة أو نظام وإنما هو عن الحفاظ على سورية وبقائها ووجودها حيث يشكل هذا الأمر القضية الأساسية التي يجب أن تشغل بال السياسيين السوريين جميعا” معربا عن أسفه لأن هناك “قلة من هؤلاء لا تفكر بعد بهذه العقلية وتنشغل بحصصها ومواقعها في المستقبل”.
وتساءل جميل عن “أي نظام سياسي أوديمقراطية أو سيادة سيتم الحديث في حال تجزأت سورية وطنا وشعبا” مشيرا إلى أن الوقت لم يفت بعد للتركيز على المهمة الأساسية المتمثلة بإبعاد الكارثة الإنسانية والذهاب إلى الاتفاق عبر الحوار السوري السوري.
وأشار جميل إلى أن بيان “جنيف 1″ لا يعتبر ورقة منزلة رغم “أنه مازال صحيحا ببنوده الأساسية” مستدركا إن هناك ضرورة لتجديد البيان لأنه صدر في مرحلة غياب الإرهاب بهذا الحجم ولأن على المسؤولين عن تطور الإرهاب في المنطقة أن يتحملوا مسؤوليتهم في هزيمة هذا الإرهاب.
وبحسب رأي جميل فإن السوريين لايستطيعون بمفردهم القيام بمهمة هزيمة الإرهاب وإنما هناك ضرورة لجهود دولية شرعية وليست أحادية الجانب.
ونوه جميل بأن فيتالي نعومكين ميسر اللقاء التشاوري لا يمثل الحكومة الروسية لافتا إلى أن الجميع يشهد بإمكانياته وحياده ونزاهته في إدارة اللقاء.
واعتبر جميل “أن أهم النقاط التي وردت في “مبادئ موسكو” تعبر عن جزء من وجهة نظرنا كجبهة التغيير والتحرير التي لم ترفضها” رغم أنها كما قال “لا تعبر عن سقف رؤيتنا ولكننا موافقون عليها”.
آخر تعديل على السبت, 31 كانون2/يناير 2015 16:18