الحشرات الجائعة

لقد حذر العلماء بالفعل أنه من المحتمل أن يؤثر تغير المناخ على الغذاء الذي نزرعه. وبسبب ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى الأحداث الجوية «المتطرفة» الأكثر تكراراً مثل: الجفاف والفيضانات، من المتوقع أن يؤثر تغير المناخ سلباً على قدرتنا على إنتاج الغذاء لسكان الأرض.
حيث يظهر أن تغير المناخ من المتوقع أن يسرع معدلات فقدان المحاصيل، بسبب نشاط مجموعة أخرى من المخلوقات الجائعة- الحشرات. في تقرير نشر في 31 آب في مجلة ساينس العلمية، أفاد فريق من العلماء: أن نشاط الحشرات على المحاصيل المزروعة في المناطق المعتدلة سيزداد مع ارتفاع درجات الحرارة. يتوقع الباحثون أن هذا النشاط، بدوره سيعزز الخسائر العالمية للأرز والذرة والقمح بنسبة 10 إلى 25% لكل درجة مئوية ترتفع فيها درجات الحرارة العالمية. إن ارتفاع درجة حرارة سطح الأرض بمقدار درجتين مئويتين فقط، سيدفع إجمالي خسائر هذه المحاصيل الثلاثة كل عام إلى حوالي 213 مليون طن.
حيث تؤدي درجات الحرارة الأكثر دفئاً إلى زيادة معدلات الاستقلاب في الحشرات بشكل كبير، باستثناء المناطق المدارية، وستزيد درجات الحرارة الأكثر دفئاً معدلات الإنجاب لدى الحشرات.
قدرت الأمم المتحدة في عام 2016 أن ما لا يقل عن 815 مليون شخصٍ في جميع أنحاء العالم لا يحصلون على ما يكفي من الطعام. تمثل الذرة والأرز والقمح محاصيل أساسية لنحو 4 بلايين نسمة، وتمثل نحو ثلثي استهلاك الطاقة الغذائية، وفقاً لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.
ويحذر العلماء من آثار الاحترار العالمي على تفشي الآفات، التي سوف تفاقم مشاكل انعدام الأمن الغذائي والأضرار البيئية على الزراعة في جميع أنحاء العالم، حيث سوف تساعد على زيادة تطبيق مبيدات الآفات، واستخدام الكائنات المعدلة وراثياً، والممارسات الزراعية، مثل: تدوير المحاصيل في سياق التحكم في الخسائر الناجمة عن الحشرات. لكن لا يزال يبدو أنه في ظل جميع سيناريوهات تغير المناخ، ستكون مجموعات الآفات هي الرابحة، لا سيما في المناطق المعتدلة مناخياً ذات الإنتاجية العالية، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الغذاء الحقيقية، وزيادة عدد العائلات التي تعاني من انعدام الأمن الغذائي.