وجدتها:تغيرات في  الخارطة البيئية للحرب

وجدتها:تغيرات في الخارطة البيئية للحرب

ماهي عناوين تغير الخارطة البيئية السورية بسبب الحرب؟

 

 

تبرز إلى الواجهة العديد من القضايا التي أصبحت وجعنا اليومي و جزءاً لا يتجزأ من واقعنا.

وأصبح تدهور الوضع المعاشي جزءاً لا يتجزأ من التدهور البيئي الحاصل وأصبحت غالبية السوريين تحت خطوط الفقر المعروفة كلها.

ما زال تدهور الغابات من قطع واحتطاب وحرق وتعديات، وتدهور أحوال المحميات حدثاً مستمراً لم يتوقف، وآخرها الحريق الكبير الذي التهم الكثير من أشجار محمية أبو قبيس لمدة اثنا عشر يوماً متتالياً.

وأصبح تلوث الهواء في المناطق الشرقية الناجم عن الحراقات (التي تستخدم في الاستجرار غير المشروع للنفط) ضاغطاً يومياً على صحة الناس.

وأدى استجرار المياه غير المشروع (تفليت نهر الفرات في مناطق سيطرة داعش) إلى خلل غير مدروس في مياه المنطقة الشرقية،

 ومع الهجرة والتهجير والنزوح ازداد الضغط السكاني الشديد في المدن وخاصة دمشق واللاذقية وطرطوس، مما سبب ضغطاً على الخدمات وخاصة المياه والكهرباء، وضغطاً على وسائل المواصلات (حيث تتمكن مدينة دمشق من أن تخدم ثلث سكانها فقط)، وفي الوقت نفسه حصل فراغ لبعض المناطق من سكانها كما في ريف دمشق، وهجران الفلاحين لمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية في الجزيرة السورية (موطن القمح والقطن) والغوطة بسبب الحرب، وتقلصت أعداد المواشي (حيث الأبقار لم يبق منها إلا النذر اليسير) وتدهورت الأغنام. 

وبدأ يحصل تغير في الزراعات: كمثال انخفاض أعداد البيوت البلاستيكية في الساحل السوري بسبب تكاليف الإنتاج العالية والمردودية المنخفضة، مما دفع عدداً كبيراً من المزارعين إلى فك تلك البيوت البلاستيكية وزراعة بعض الخضروات الموسمية (مما أثر بالطبع في النتيجة الحاصلة على أسعار المحاصيل المزروعة عادة في تلك البيوت، وأصبحت سلعة مضافة إلى قائمة المواد الواجب استيرادها)، وتراكمت العديد من المحاصيل كالحمضيات التي توقف تصديرها لظروف الاحتكار المرتبط بالحرب.

وازداد انتشار العديد من الأمراض السارية: كاللشمانيا والتهاب الكبد الوبائي والسل والربو وغيرها المرتبطة حتماً بتدهور مستوى الدخل ومستوى الخدمات الصحية المقدمة أثناء الحرب وانتشار القوارض بشكل مخيف وتدهور خدمات النظافة.

وظهرت أعراض لأمراض لم تدرس بعد ناجمة عن القذائف والصواريخ والحرائق، وغيرها من منتجات السلاح المستخدم في هذه الحرب، وهذه غير معروفة النتائج من قبل الأطباء الذين يشخصون الأمراض المعروفة في أيام السلم.

وترافقت مع هذه الكوارث تغيرات مناخية وموجات البرد القارس مع ما تحمله من مستتبعاتها الاقتصادية على الأشجار والسكان وما جلبته من أمراض.

مع اقتراب آفاق الحل السياسي وقرب انتهاء أعمال الحرب، أصبح من الضروري رصد هذه الخارطة بمزيد من الدقة لمعالجة كل تفصيل رمته الحرب بثقلها علينا.