أخلاقيات بحوث طب الأسنان

أخلاقيات بحوث طب الأسنان

في مجلة العلوم الصحية التي تصدرها جامعة دمشق وفي عددها الأول للعام 2013 قدم الباحث الدكتور أسامة إبراهيم من كلية طب الأسنان، بحثاً بعنوان «أخلاقيات بحوث طب الأسنان بمشاركة أشخاص» وضح فيه خلفية البحث وهدفه: إنها مسؤولية الباحث حماية مصالح المشاركين في البحث وسلامتهم الجسمية والنفسية والعقلية.

هدفت هذه المقالة إلى:
1-تقديم بعض المعلومات عن المبادئ الأساسية في أخلاقيات البحث العلمي.
2-اقتراح قواعد توجيهية لحماية الأشخاص المشاركين في البحوث العلمية في كليات طب الأسنان في سورية.
وكان الاستنتاج الأساسي أن مبادئ أخلاقيات البحث العلمي في طب الأسنان والموافقة بمعرفة مازالت غير واضحة في سورية، وهناك حاجة إلى لجان أخلاقيات البحث العلمي وقواعد ناظمة لأخلاقيات البحث العلمي في كليات طب الأسنان في سورية.
لم تأخذ مبادئ أخلاقيات البحث العلمي دورها الفعال في سياق الممارسة البحثية في كليات طب الأسنان في سورية، إِذْ لم تؤسس بعد لجان أخلاقيات البحث العلمي، باستثناء كلية طب الأسنان في جامعة دمشق التي بدأت للتو العمل في هذا المجال.
أخلاقيات البحث العلمي
يتحمل الباحث العلمي المسؤولية في تحديد الجوانب الأخلاقية المرتبطة بالبحث الذي يقوم به، فقد يقوم البحث على الإنسان، أو الأنسجة الإنسانية، أو الحيوانات، وفي الحالات جميعها توجد قواعد أخلاقية صارمة يجب على الباحث الالتزام بها.
صيغت أول وثيقة مقبولة عالمياً عن أخلاقيات البحث العلمي بعد الحرب العالمية الثانية في ضوء ما تردد من «تجارب» النازية في أثناء الحرب، وأبرز للعلن حقوق المرضى في البحوث العلمية، في ما سمي دستور نورمبرغ في عام 1947 بنقاطه العشر، ولكن تعود المفاهيم الأولى لأخلاقيات البحث العلمي (موافقة المرضى، الاستقلالية،....) إلى بدايات القرن التاسع عشر، قدمت الجمعية الطبية العالمية وثيقة سميت بإعلان جنيف عام 1948 هدفت إلى تأمين حقوق المرضى في أثناء تقديم الرعاية الطبية، وبعدها في عام 1964 تم تطوير موضوع حقوق المشاركين في البحوث العلمية بما سمي إعلان هلسنكي الذي تحدث بلغة صريحة بضرورة «أن تحظى الاعتبارات المتعلقة بسلامة الأفراد الأولوية على مصالح العلم والمجتمع»، وحدثت مبادئ هذا الإعلان في مؤتمرات عديدة لاحقة، وعدل الأخير في المؤتمر التاسع والخمسين للجمعية الطبية العالمية المنعقد في عاصمة كوريا الجنوبية سيول في تشرين الأول 2008، ويمكن عدها حتى الآن الوثيقة الأساسية لإعطاء قواعد أخلاقية للتجارب السريرية.
قواعد توجيهية
وقدم اقتراح قواعد توجيهية لحماية الأشخاص المشاركين في البحوث العلمية في كليات طب الأسنان في سورية تتضمن سياسة كلية طب الأسنان ضرورة أخذ موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي في الكلية قبل البدء بتنفيذ أي مشروع بحث علمي يشارك فيه أشخاص.
أهداف لجان أخلاقيات البحث العلمي
تثقيف العاملين في الكلية بمبادئ إشراك أشخاص في بحوث طب الأسنان، والتأكد من تطبيق القواعد الناظمة لحماية المشاركين في البحوث العلمية، والتحديث المستمر للقواعد الناظمة لحماية الأشخاص المشاركين في البحوث العلمية.
المبادئ الأخلاقية الأساسية
- الاستقلالية: حق الأفراد التصرف بحرية وفق رغباتهم وخططهم. لذلك يحتاج التصرف باستقلالية إلى موافقة مستنيرة تشمل ثلاثة عناصر: معلومات، والطوعية، والفهم.
- الخصوصية والسرية.
- العدالة: الإنصاف والمساواة بين المشاركين في البحث العلمي جميعهم.
- الأضرار والمنافع: التقليل من الأضرار وتحقيق الحد الأقصى من المنافع للمشاركين في البحث.
ما هي البحوث التي تحتاج إلى موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي؟
كل بحث يشارك به أشخاص، أو البحوث التي تتضمن مواد إنسانية مثل الخلايا، أو الدم، أو البول، أو الأنسجة، أو الأعضاء، حتى وإن لم يقم الباحث بجمع هذه المواد بنفسه، وعينات أخذت لأغراض تشخيصية، حتى وإن أخذت في سياق الرعاية الطبية الروتينية وسترمى إن لم تستعمل في البحث العلمي، وكل بحث يستخدم معلومات خاصة مثل المعلومات الطبية التي يمكن بسهولة أن تشير إلى أصحابها، وأي تصميم لدراسة علمية يستند إلى أشخاص، مثل المسوحات، والدراسات المقطعية، والتجارب السريرية.
من يحتاج إلى أخذ موافقة؟
- من يقوم ببحث علمي من طلاب ما قبل التخرج،
وطلاب الماجستير والدكتوراه، وأعضاء الهيئة التعليمية والتدريسية في الكلية.
متى يمكن البدء بتنفيذ البحث العلمي؟
لا بد من أخذ موافقة لجنة أخلاقيات البحث العلمي قبل البدء باتخاذ أي تدابير عملية، ويمكن إحداث تعديل على خطة البحث العلمي بعد أخذ موافقة لجنة الأخلاقيات، ولكن يتطلب ذلك أخذ موافقة جديدة، وتبقى الموافقة صالحة مدة لا تقل عن سنة، وإن تأخر البدء بتنفيذ البحث أكثر من ذلك عندها يحتاج إلى موافقة جديدة من لجنة أخلاقيات البحث العلمي.
الحصول على موافقة مستنيرة
- تضمن الموافقة المستنيرة التأكد بأن الأشخاص المشاركين في البحث يدركون طبيعة البحث، وقد قرروا المشاركة في البحث طواعية وعن معرفة.
- الموافقة بالوكالة هي الموافقة من قبل طرف ثالث.
- يجب أن يكون الشخص المشارك بالبحث قادراً على فهم المعلومات المقدمة له في الموافقة المستنيرة (الفهم).
- تكتب الموافقة المستنيرة بلغة مفهومة من قبل الشخص المشارك أو من يمثله.
- شكل الموافقة: إنها وثيقة غالباً ما تكون مكتوبة، وتصاغ بشكل موجز ومقروء ومفهوم.
الموافقة المستنيرة
 عبارة واضحة بأنها مشاركة في بحث علمي، وشرح أهداف البحث، والمدة المتوقعة للمشاركة، وشرح لطريقة العمل والإجراءات التي ستتخذ، وتوضيح المخاطر والمنافع، وعبارة صريحة بأن المشاركة طوعية، وعبارة صريحة بأن رفض المشاركة في البحث لن يترتب عليه أي عقوبة أو خسارة للمنافع، وعبارة صريحة بإمكانية المشارك الانسحاب من البحث في أي وقت يريده دون أن يترتب على ذلك أي عقوبة أو خسارة للمنافع، وتأكيد الحفاظ على الخصوصية والسرية، وتوضيح للمعالجات البديلة الممكنة، ومعلومات للاتصال بالباحث عند الحاجة، مثلاً عند وقوع أذية ناتجة عن المشاركة بالبحث، أو للإجابة عن أسئلة المشارك بالبحث.
مشروع البحث العلمي
- يجب أن يتضمن مشروع (خطة) البحث العلمي بمشاركة أشخاص عبارات عن الاعتبارات الأخلاقية، ولا يعدل مشروع البحث دون أخذ موافقة لجنة الأخلاقيات، ويجب على الباحثين ولجان أخلاقيات البحث العلمي الأخذ بالحسبان القوانين والأنظمة سارية المفعول في الجمهورية العربية السورية.