وجدتها: بين البيطري والبشري
رغم أن الأبحاث الطبية عادة هي قاطرة البحث العلمي البيولوجي عموماً وبالتالي تستخدم وتوظف كل منتجات البحوث على الحيوان لخدمتها، إلا أنها سابقة في مجال العلاج الطبي على البشر حتماً كون الصحة البشرية ولو نظرياً هي ذات الأهمية القصوى.
ومن هنا جاء الاهتمام بالمؤسسات العلمية الطبية البشرية على نطاق واسع في كل أنحاء العالم، وكانت الحيوانات عادة هو الوقود المستخدم للتجارب الصيدلانية عموماً، وأخذ أصدقاء الحيوان والحريصون على رفاهيته يصرخون مدافعين عنه، ومناشدين لكل
مختبرات التجربة الدوائية إلى الرأفة بفئران التجارب المسكينة.
تمركزت معظم البحوث الصيدلانية على اختبار أكبر عدد من العقاقير المعروفة في الدساتير الدوائية وغير المعروفة منها لاختبار التفاعلات الحيوية التي تقوم بها في سعي حثيث لشفاء أنواع محددة من الأمراض، ومعرفة سميتها أو اختلاطاتها مع الأدوية الأخرى، في سعي ظنناه طويلاً شيئاً لرفاهية وصحة البشر.
بشكل متواز تطورت الأدوية البيطرية، التي تسعى إلى إنتاجية أكبر لحيوانات المزرعة وإلى حياة أكبر عدد منها، استفادت الأدوية البيطرية حتماً من الفهم المتزايد لفيزيولوجية جسم الإنسان، وطبقت العديد من الأدوية البشرية على حيوانات المزرعة.
لكن تطور الأدوية البيطرية أخذ في الفترات الأخيرة يأخذ منحى مختلفاً سبق فيه الأدوية البشرية، حيث ازداد الاعتماد على الأدوية العشبية والطبيعية، آخذين بعين الاعتبار الصحة الكلية للحيوان، وليس علاج مرض أو عرض محدد بعينه كما تفعل الأدوية البشرية، وهذه الخطوة هي ما ينقص الطب البشري بمعناه الغربي حتى الآن.
ومازال الطب البشري موجهاً من قبل شركات الدواء التي تهدف إلى بيع أكبر كميات ممكنة من الدواء وجني أكبر نسب من الأرباح، وليس الدافع لها حتماً لا أعداد الباقين على قيد الحياة ولا نوعية حياتهم.
فهل هو قريب اليوم الذي تتغير فيه النظرة إلى الإنسان؟ وتصبح المطالبة بنوعية حياة توازي حياة الحيوان مطلباً مشروعاً؟، وترانا نطالب بالاستفادة من التطور في الأدوية البيطرية من أجل تطوير الحالة الصحية للبشر؟