«ديب سيك» الصيني ينهي «سباق التسلح» في الذكاء الاصطناعي العالَمي
ليو ديان ليو ديان

«ديب سيك» الصيني ينهي «سباق التسلح» في الذكاء الاصطناعي العالَمي

حققت شركة «DeepSeek» الصينية مؤخراً أداءً مذهلاً وحظيت باهتمام واسع من مختلف الجهات. ففي 27 كانون الثاني، تصدرت قائمة التطبيقات المجانية في متجري «Apple App Store» في كلٍّ من الصين والولايات المتحدة، لتصبح بذلك أول تطبيق صيني يحقق هذا الإنجاز بشكل متزامن في كلا السوقين، متفوقةً حتى على «ChatGPT». قصة النجاح هذه تتخطى في الناحية التقنية البحتة، لتؤكّد قضيّة استراتيجية أعمّ؛ حيث يعترف عدد متزايد من الخبراء بأفضلية البرمجيات مفتوحة المصدر على تلك المغلقة، مما يؤكّد تفوّق الملكية العامة المعرفيّة (والمعرفة كمشاع إنسانيّ) ضدّ ضيق أفق الملكية الخاصّة الاحتكارية مفرطة الجشع التي تنتهجها الشركات الغربيّة خصوصاً.

ترجمة: عروة درويش

في وقت سابق، وتحديداً في 24 كانون الثاني 2025، انتشر منشور مجهول على منصة «teamblind»، حيث زعم أحد موظفي «Meta» أن الشركة تعيش حالة من الذعر الداخلي بسبب نموذج «DeepSeek». وفي اليوم ذاته، قفز نموذج «DeepSeek R1» في تصنيف «Arena» المتخصص في تقييم نماذج الذكاء الاصطناعي إلى المرتبة الثالثة في الترتيب العام، فيما احتل المركز الأول إلى جانب نموذج «OpenAIo1» في فئة التحكم في الأسلوب. كما خصصت شبكة «CNBC» الأمريكية تقريراً مطولاً لمدة 40 دقيقة عن هذا الموضوع، تجاوز عدد مشاهداته حاجز الـ 2 مليون مشاهدة.
وفي صباح يوم 27 كانون الثاني، شهدت أسهم الشركات المرتبطة بمنصّة «DeepSeek» الصينية ارتفاعاً قوياً، حيث أغلقت عدة أسهم على الحد الأقصى للارتفاع أو افتتحت التداول على ارتفاعات كبيرة. في المقابل، أدى الصعود القوي لـ«DeepSeek» إلى تراجع أسهم «Nvidia» الأمريكية بشكل حاد، حيث اتسع نطاق الخسائر ليصل إلى 13% في تداولات ما قبل السوق الأمريكية في 27 كانون الثاني. وقد زادت هذه التطورات من شكوك المستثمرين بشأن مستقبل «Nvidia»، مما أثر سلباً على ثقة السوق وأشعل المخاوف من تصاعد المنافسة في القطاع. وهبطت أسهم شركة «Advantest Corp»، المزودة للرقائق، بنسبة 8.6% في بورصة طوكيو. وأشارت التحليلات إلى أن «DeepSeek» نجحت، من خلال ابتكاراتها في الخوارزميات، في تقليل الاعتماد على الرقائق عالية الأداء، مما أضعف الحاجز الدفاعي الذي عزّز من مكانة «Nvidia» باعتبارها «الجهة المطلقة للحوسبة الفائقة». ولم يكن هذا مجرد تحدٍ مباشر للنظام البيئي الأمريكي في الذكاء الاصطناعي، بل كشف أيضاً هشاشة منطق «الرقائق تعني القوة».
جاء «DeepSeek» كنموذجٍ مفاجئ قلب مفاهيم الذكاء الاصطناعي رأساً على عقب، حيث اعتمد على نهج منخفض التكلفة وعالي الكفاءة، ما شكّل تحدّياً مباشراً للنموذج الأمريكي التقليدي القائم على الاستثمار الضخم في الحوسبة الفائقة ورؤوس الأموال الهائلة. بفضل استراتيجيتها المفتوحة المصدر وابتكاراتها في الخوارزميات، نجحت شركة «DeepSeek» في كسر الاعتماد على الرقائق الإلكترونية عالية الأداء، وأعادت رسم قواعد المنافسة في النظام العالمي للذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى تقويض أسطورة «القوة الحاسوبية هي الأساس» وكشف الفقاعات المحتملة في هذا المجال.
إلى جانب ذلك، أوجدت «DeepSeek» فرصاً جديدة للصناعة الصينية في قطاع الذكاء الاصطناعي، مما عزّز موقعها على الساحة الدولية. ومع التراجع النسبي للهيمنة الأمريكية في هذا المجال وإعادة توزيع الأوراق في أسواق رأس المال، بات المشهد يشير إلى ولادة نظام عالمي جديد في قطاع الذكاء الاصطناعي. ولم تعد المسألة مجرد ثورة تكنولوجية فحسب، بل باتت جزءاً من إعادة التوازن في موازين القوى العالمية، معلنةً بذلك بداية عصر جديد في مجال الذكاء الاصطناعي.
DeepSeek لا تتحدى القواعد، بل تعيد كتابة اللعبة بالكامل. يمكن لهذه العبارة أن تلخص الأثر الهائل الذي أحدثته «DeepSeek» في عالم الذكاء الاصطناعي. فمن الناحية التقنية والصناعية والاستثمارية، نجحت في تغيير التصورات الراسخة حول تطور الذكاء الاصطناعي، وأطلقت شرارة ثورة تقنية غير مسبوقة.
يعود نموذج «DeepSeek R1» إلى شركة هانغتشو للبحث في الذكاء الاصطناعي الأساسي، وهو نموذج مفتوح المصدر استطاع عبر ابتكاراته التقنية أن يخلط أوراق المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، مسبباً تهديداً جوهرياً للهيمنة الأمريكية في هذا المجال. أول ما يميز نموذج «DeepSeek R1» أنه يمثل ثورة تقنية بكل المقاييس. فقد تطلب تدريب هذا النموذج تكلفة بلغت 5.57 مليون دولار أمريكي فقط، ومع ذلك، فإنه يضاهي أداء «GPT-4»، في حين أن النماذج الأخرى ذات الأداء المماثل تحتاج عادةً إلى استثمارات ضخمة تصل إلى مئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى الاعتماد على مجموعات ضخمة من وحدات معالجة الرسومات «GPU» عالية الأداء.
تعتمد «DeepSeek» على منهجية فريدة تُعرف باسم «سلسلة التفكير CoT» في آلية الاستنتاج، إلى جانب عمليات تدريب محسّنة، مما مكّنها من تحقيق كفاءة غير مسبوقة في استخدام الموارد. فعلى سبيل المثال، تبلغ تكلفة معالجة كل مليون رمز باستخدام «DeepSeek» نحو 0.14 دولار أمريكي فقط، وهو أقل بكثير مقارنة بالمنافسين، مما دفع الأسواق إلى إعادة التفكير في مدى صحة الاعتقاد السائد بأن «القوة الحاسوبية هي كل شيء» في الذكاء الاصطناعي.
لكن ما جعل «DeepSeek» أكثر تميزاً هو قرارها باعتماد نموذج المصدر المفتوح، وهو ما يتعارض بشكل جذري مع النهج المغلق (الاحتكاري) الذي تتبعه الشركات الكبرى مثل «OpenAI» و«Anthropic» و«Google». فقد قررت «DeepSeek» نشر أوزان النموذج والتفاصيل التقنية للجمهور، مما أتاح للمطورين في جميع أنحاء العالم فرصة المشاركة في عملية الابتكار.
وقد علّق مارك أندرسن، المؤسس المشارك لشركة «Netscape»، على هذا التوجه قائلاً إنه «هدية عظيمة للعالم»، فيما صرّح يان لوكون، رئيس الأبحاث في «Meta AI»، بأن نجاح «DeepSeek» يعد «أفضل مثال على تفوق نموذج المصدر المفتوح على النماذج المغلقة». من خلال هذه الخطوة، لم تكتفِ «DeepSeek» بإحداث تغيير تقني فقط، بل أعادت تعريف معايير المنافسة وأجبرت اللاعبين التقليديين على إعادة التفكير في استراتيجياتهم.

إعادة رسم معادلة الذكاء الاصطناعي

شكّل الاختراق التقني الذي حققته «DeepSeek» صدمة عميقة لأسس صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية، وأشار في بعض جوانبه إلى احتمالية نهاية سباق التسلح في مجال الحوسبة الفائقة. فمنذ سنوات، بُنيت الهيمنة الأمريكية في الذكاء الاصطناعي على الاستثمارات الضخمة في الحوسبة عالية الأداء ورأس المال الهائل، حيث لعبت شركات تصنيع الرقائق مثل «Nvidia» دوراً محورياً في تشكيل هذا النظام البيئي القائم على وحدات معالجة الرسومات «GPU». لكن ظهور «DeepSeek» وجّه ضربة غير مسبوقة لهذا الاحتكار القائم على القوة الحاسوبية.
أحد أبرز المعالم في نهج «DeepSeek» هو دعمها لمنصة «Ascend» من «هواوي» ومحرك الاستدلال «MindIE»، حيث استخدمت تقنية «التعديل الديناميكي للدقة» لتقليل التكاليف التشغيلية. بالمقارنة مع النموذج التقليدي القائم على وحدات معالجة الرسومات «GPU»، فقد أظهرت اختبارات الأداء أن تكلفة التشغيل انخفضت بنسبة 70% مقابل فقدان طفيف في الأداء لا يتجاوز 5%. هذا الإنجاز منح قطاع الذكاء الاصطناعي الصيني فرصة ذهبية للتحرر من سلسلة التوريد الأمريكية، مضيفاً عنصراً جديداً إلى معادلة المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة.

1212-43

البعد الجيوسياسي

لم تكن انطلاقة «DeepSeek» مجرد قفزة تقنية، بل أيضاً محطة فارقة في الصراع الجيوتقني بين القوَّتين العظميين. فعلى مدار العقد الماضي، حاولت الولايات المتحدة تعزيز سيطرتها على قطاع الذكاء الاصطناعي عبر التفوق التقني وتشديد القيود على الصادرات، إلا أن ظهور «DeepSeek» كشف عن قدرة الصين ليس فقط على تجاوز العقوبات عبر الابتكار، بل أيضاً على تبني نموذج مفتوح المصدر يسمح بمشاركة المكاسب التقنية مع المجتمع العالمي.
في تعليقها على هذا التطور، نشرت مجلة «MIT Technology Review» تقريراً يشير إلى أن القيود الأمريكية المفروضة على تصدير التكنولوجيا لم تؤدِّ إلى الحد من تقدم الذكاء الاصطناعي الصيني كما كان متوقعاً، بل على العكس، حفّزت الصين على تحقيق تقدم ملحوظ في تصميم الخوارزميات وتحسين استغلال الموارد.
لطالما صاحبت التحولات التكنولوجية الكبرى اضطرابات في الأسواق المالية، و«DeepSeek» ليست استثناءً. فقد دفعت هذه الثورة الشركات والمستثمرين إلى إعادة تقييم منطق الاستثمار القائم على أولوية القوة الحاسوبية المطلقة. منذ عام 2022 وحتى 2023، كانت الاستثمارات العالمية في الذكاء الاصطناعي تتركّز على تطوير الرقائق عالية الأداء والنماذج اللغوية العملاقة، حيث وجّهت رؤوس الأموال نحو شركات مثل «Nvidia» و«OpenAI» وغيرهما باعتبارها اللاعبة الأساسيَّة في هذا المجال. لكن «DeepSeek» أثبتت عملياً أن المستقبل الحقيقي للذكاء الاصطناعي لا يعتمد فقط على الحوسبة الفائقة، بل على كفاءة الخوارزميات وتخفيض التكاليف التشغيلية، ما جعل نموذجها أكثر استدامة على المدى الطويل.
في 27 كانون الثاني، شهدت الأسواق المالية تراجعاً ملحوظاً في ثقة المستثمرين تجاه قطاع الذكاء الاصطناعي التقليدي، حيث انخفضت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 1%، بينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر Nasdaq 100 بنسبة 1.9%. كما تكبّدت أسهم شركات تكنولوجية كبرى مثل «Nvidia» و«SoftBank» خسائر متزامنة، في إشارة إلى تصاعد المخاوف بشأن استدامة نموذج الاستثمار القديم.
وقد علّقت مجلة «VentureBeat» على هذا التحول بقولها إن «DeepSeek» نجحت في كسر احتكار الشركات الكبرى مثل «OpenAI»، و«Anthropic»، و«Google» لمنظومة نماذج الذكاء الاصطناعي، ما دفع المستثمرين إلى إعادة النظر في مستقبل هذا القطاع.
في ظل هذه التحولات المتسارعة، يبدو أن صناعة الذكاء الاصطناعي باتت على أعتاب مرحلة جديدة، حيث لم يعد التفوق التقني حكراً على الشركات ذات الميزانيات الضخمة والبنية التحتية العملاقة، بل باتت الكفاءة والابتكار في الخوارزميات تحدّدان موازين القوى في هذه الصناعة.

فقاعة الذكاء الاصطناعي

كل فقاعة تكنولوجية تنهار هي خيانة لرأس المال تجاه إيمانه بالتكنولوجيا. إذا كان ظهور «DeepSeek» قد قلب مفاهيم الذكاء الاصطناعي رأساً على عقب من الناحية التقنية، فإن التأثير الأكثر إثارة قد يكون على الأسواق المالية. فمع بروز نموذج منخفض التكلفة وعالي الكفاءة مثل «DeepSeek»، بدأت الأسئلة تتصاعد حول فقاعة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن نهاية موجة الهوس الاستثماري بهذا القطاع لم تعد بعيدة.
منذ عام 2022 وحتى 2023، كان الذكاء الاصطناعي محط أنظار المستثمرين والأسواق المالية. فقد ضخت الشركات التقنية الكبرى في الولايات المتحدة مبالغ ضخمة، تقدر بمليارات الدولارات، في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، مستندةً إلى رقائق معالجة فائقة الأداء ونماذج لغوية عملاقة. لكن رغم هذا الاستثمار الهائل، لم يكن العائد بالضخامة نفسها، مما أثار تساؤلات حول مدى استدامة هذا النموذج الاستثماري.
خذ على سبيل المثال شركة «OpenAI»، التي تُعتبر واحدة من رواد الذكاء الاصطناعي. وفقاً للوثائق المالية التي تم الكشف عنها، فمن المتوقع أن تتكبد الشركة خسائر تصل إلى 44 مليار دولار بين عامي 2023 و2028، مع إمكانية ارتفاع نفقاتها إلى 9.5 مليار دولار في عام 2026 وحده.
يكلّف تدريب نموذج ذكاء اصطناعي عملاق مليارات الدولارات، لكن تشغيله وتقديمه للمستخدمين بتكاليف منخفضة يُعَدُّ أكثر تعقيداً وأغلى ثمناً ممّا يعتقد الكثيرون. ورغم النجاح الأولي لـ«ChatGPT»، فإن معدل نمو المستخدمين بدأ يتراجع بعد انتهاء مرحلة الانبهار الأولى. فمن أيار 2023 إلى كانون الثاني 2024، انخفض إجمالي عدد الزيارات بنسبة 11%، وحتى عدد المستخدمين النشطين على الهواتف المحمولة بدأ في التراجع.
وهذا الاختلال بين الإنفاق الضخم والعوائد المحدودة لا يقتصر على «OpenAI» وحدها، بل تواجه شركات عملاقة مثل «Google» و«Microsoft» المعضلة نفسها. وفي هذا السياق، جاءت أخبار نجاح «DeepSeek»، الذي استطاع تحقيق أداء مكافئ لـ«GPT-4» بتكلفة تدريب لم تتجاوز 5.57 مليون دولار، كصفعة قوية للمستثمرين الذين بدأوا يتساءلون: هل يستحق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي هذه المبالغ الضخمة حقاً؟
رغم الإمكانيّات الهائلة التي يعد بها الذكاء الاصطناعي، فإن الاستخدامات الفعلية له في القطاعات الصناعية لا تزال بعيدة عن الوضوح. صحيح أن الذكاء الاصطناعي أحرز تقدماً في مجالات مثل المساعدات الافتراضية، ومحركات البحث، وتحليل البيانات، إلا أن التحول إلى تطبيقات صناعية واسعة النطاق لم يتحقق كما كان متوقعاً. بل إن هناك مؤشرات على أن بعض مجالات الذكاء الاصطناعي بدأت تصل إلى حدودها التقنية.
يرى «جيم كوفيلو»، رئيس الأبحاث في الأسهم العالمية لدى «غولدمان ساكس»، أن شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «Nvidia» و«مايكروسوفت» و«غوغل» و«ميتا» و«أمازون» و«سوبر مايكرو»، تحتاج إلى تحقيق نتائج استثمارية ملموسة لاستمرار تدفق رؤوس الأموال إليها. لكن الواقع أن الذكاء الاصطناعي لم يتمكن حتى الآن من حل مشكلات معقدة على النحو الذي يبرر هذه الاستثمارات الضخمة.
وقد أظهرت أبحاث «دارون أسموغلو»، أستاذ الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «MIT»، أن ربع الوظائف فقط يمكن أتمتتها بشكل كامل بواسطة الذكاء الاصطناعي، ما يعني أن تأثيره في سوق العمل أقل بكثير مما يروَّج له. كما أنَّ وتيرة التطور في الذكاء الاصطناعي لا تتقدم بسرعة مذهلة كما يتخيل البعض، بل بات التقدم في بعض المجالات أكثر تعقيداً وأقل إبهاراً مما كان متوقعاً.

البنية التحتية

تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على استهلاك ضخم للطاقة، يفوق بكثير ما تحتاجه الصناعات التقليدية، وهو ما يفرض ضغوطاً متزايدة على البنية التحتية للطاقة. والواقع أن الولايات المتحدة غير مستعدة لاستيعاب هذا الطلب المتزايد على الطاقة.
تشير البيانات إلى أن 40% من شبكة الطاقة الأمريكية بحاجة إلى صيانة أو استبدال، بينما 70% من مصادر الطاقة الجديدة في عام 2024 تعتمد على الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وتخزين البطاريات، وهي مصادر غير مستقرة بما يكفي لدعم العمليات المستمرة لأنظمة الذكاء الاصطناعي.
وفي ظل هذه التحديات، قد يصبح التوسع المستمر في الذكاء الاصطناعي مقيداً بالموارد المتاحة، مما يضع سقفاً للنمو المتوقع لهذا القطاع.
على ضوء هذه العوامل، بدأ المستثمرون في مراجعة استراتيجياتهم. ففي 27 كانون الثاني، شهدت الأسواق المالية انخفاضاً كبيراً في ثقة المستثمرين بقطاع الذكاء الاصطناعي، حيث: -انخفضت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 بنسبة 1%. - هبطت العقود الآجلة لمؤشر Nasdaq 100 بنسبة 1.9%. - تراجعت أسهم «Nvidia» و«سوفت بنك» وشركات تقنية أخرى، مما يعكس المخاوف المتزايدة بشأن استدامة نموذج الاستثمار القائم على الحوسبة الفائقة.
أكّد «DeepSeek» الصيني أنّ الذكاء الاصطناعي ليس مجرد سباق نحو استهلاك أكبر للموارد، بل يعتمد على ذكاء الخوارزميات وكفاءة التصميم. إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد يكون الانهيار الكامل لفقاعة الذكاء الاصطناعي أقرب مما يتوقعه الكثيرون. أظهرت «DeepSeek» أن صناعة الذكاء الاصطناعي لا تحتاج إلى مليارات الدولارات لتحقيق قفزات نوعية، وهو ما قد يجبر المستثمرين على التخلّي عن الهوس بالحوسبة الفائقة والتركيز بدلاً من ذلك على الكفاءة الفعلية والتطبيقات المستدامة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1212
آخر تعديل على الإثنين, 03 شباط/فبراير 2025 08:22