إثيوبيا- تيغراي: هل نشهد بؤرة صراع ستُغرق القرن الإفريقي؟
كان باولوس تيسفاغيورجيس رئيس «منظمة إغاثة إريتريا ERA» وأحد الكوادر الرئيسة في جبهة التحرير الشعبية الإريترية EPLF منذ السبعينات وحتى استقلال البلاد عن إثيوبيا في 1991. وفي الوقت الذي نجحت فيه الجبهة الإريترية بتحرير إريتريا، نجحت قوات المعارضة في إثيوبيا، بقيادة جبهة التحرير الشعبية لتيغراي TPLF وحِلف من شركائها، بإنشاء حكومة في أديس أبابا. كان الأمل عندها بأنّ كلاً من إثيوبيا وإريتريا ستتعاونان في إعادة الإعمار، لكن ذلك لم ينجح. ففي ظل قياد الجبهة الإريترية والرئيس الجديد إسايس أفويركي، صعّدت إريتريا مناوشات حدودية تحولت إلى حرب شاملة، تسببت في قدر كبير من الدمار والعداء لعقدين آخرين. ومثل العديد من القادة السابقين، تمّ نفي تيسفاغيورجيس. وآخرين من قادة الجبهة الإريترية تمّ اعتقالهم أو اختفوا دون أي أثر.
ثمّ مؤخراً في 2018، كانت هناك نقلة في السلطة مع وصول رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الذي بدا كبطل للديمقراطية والسلام. أخرج جبهة تيغراي من المركز القيادي الذي اعتادت أن تشغله لسنوات. وأطلق السجناء السياسيين، وخفف القيود عن الصحافة. ووقّع معاهدة سلام مع إريتريا. أعطت أفعاله الثقة ولاقت صدى لدى قسم كبير من المجتمع الإثيوبي. بدا وأنّه مصمم على متابعة وتعزيز جدول أعماله الإصلاحي.
لم يمضِ وقت طويل قبل أن يثور النزاع من جديد. انفجرت أخيراً في 2020 المعركة بشكل مأساوي بين جبهة تيغراي وأعضاء من دائرة السلطة الإثيوبية الجديدة، التي يدين لها رئيس الوزراء بالكثير، وذلك عندما انسحبت جبهة تيغراي من العاصمة، وأجرت انتخاباتها الخاصة، واستولت على القواعد العسكرية الإثيوبية في تيغراي. ردّت الحكومة الإثيوبية بإطلاق حملة عسكرية شاملة على تيغراي في تشرين الثاني الماضي. بعد مرور شهرين يسيطر الجيش الإثيوبي على المدن الرئيسة، بما في ذلك ميكيلي عاصمة تيغراي، وذلك بدعم من إريتريا. ولهذا انسحبت قوات جبهة تيغراي إلى التلال، ووعدت بمعركة حتى النهاية، وبجعل تيغراي «أرضاً لدفن الغزاة».
ماهي فرص السلام اليوم فيما يبدو بداية حرب طاحنة طويلة الأمد؟ ما الذي يمكن توقعه من دول القرن الإفريقي؟ هل ستكون إثيوبيا مسرحاً جديداً لصراع دولي بين الولايات المتحدة والقوى الصاعدة؟ خاصة إذا ما أخذنا بالاعتبار أنّ الصين لديها قاعدة عسكرية في جيبوتي المجاورة التي نأت بنفسها عن كامل النزاع، ومشاريع كبيرة في إريتريا المنخرطة في النزاع. كما أنّ العلاقات الصينية الإثيوبية كانت تسير بخطى واسعة، سواء الاقتصادية من حيث أن الاستثمارات الصينية كبيرة في إثيوبيا، أو حتى العسكرية، حيث شهدنا قبل اندلاع النزاع سفر ضباط إثيوبيين للتدرّب في الصين.
ما الذي يحدث على الأرضفي تيغراي اليوم؟
من الصعب معرفة الكثير من التفاصيل الدقيقة في ظلّ هكذا ظروف، لكن من الواضح أنّ المعارك لا تتوقف في الكثير من مناطق تيغراي. أكثر من 70% من الجيش الإثيوبي اليوم في تيغراي. وهناك معلومات بأنّ إريتريا أرسلت أربع فرق مدرعة وأربع فرق مشاة وفرقتي قوات خاصة، بالإضافة إلى المخابرات والعتاد الثقيل. يجعلني هذا أتساءل عن الطرف الذي يقوم فعلياً بالقتال.
رغم كلّ هذه الحشود يبدو أنّ جبهة تيغراي قادرة على إحداث خسارات كبيرة، ومن ضمنها تدمير الدبابات والعتاد الثقيل وأخذ أسرى حرب. ربّما السبب دون الإغراق بالتحليل العسكري أنّهم: مدربون بشكل جيد ومعتادون على تضاريس المنطقة. كما أنّ بإمكانهم الاعتماد على دعم معظم شعب تيغراي لهم، والذين لا يوافقون بالضرورة على ممارسات وسياسات الجبهة، لكنّهم سيدعمونها في مواجهة الزحف الإثيوبي.
هل نتجه ناحية حربٍ طويلة الأمد؟
لنكون واقعيين، هذا احتمال جدي قائم. فرغم القوة العددية للقوات الحكومية، فلا أظنّ بأنّها قادرة على سحق جبهة تيغراي. هناك الكثير من المشاكل حول نوعية قيادات الجيش العسكرية. ثمّ علينا أن نأخذ بالحسبان بأنّه حتّى عام 2018، كان قادة جبهة تيغراي الكبار هم من يقودون الجيش الإثيوبي، وقد فروا بشكل جماعي من الجيش للانضمام إلى المقاومة.
الجنود الإثيوبيون الآتين من قوميات مختلفة لا يملكون بالضرورة التدريب والحافز اللازمين اللذين تجدهما لدى جبهة تيغراي، المتحدين تحت دعوات مثل: «الدفاع عن الأمّة». كما ليس علينا أن ننسى بأنّ الإثيوبيين لا يزالون فقراء جداً، وذلك رغم النجاحات الاقتصادية النسبية التي تم تحقيقها في العقد ونصف الماضيين. لهذا لن تتمكن الحكومة من القتال بشكل منظم وبتدريب جيد وبحافز كبير دون تجنّب حدوث انهيار اقتصادي، أو أن تخاطر بتفكيك البلاد نهائياً.
ماذا عن التدخل الإريتري؟
إن كانت المعلومات التي لدينا حتى الآن صحيحة، فالجيش الإريتري يلعب الدور الريادي في العمليات العسكرية. ولكن حتّى لو كان لهذا الأمر فاعلية عسكرية، فهو خطير جداً سياسياً. النزاع بين إريتريا وتيغراي، ولأكون محدداً بين جبهة إريتريا وجبهة تيغراي، عميق وممتد منذ زمن طويل. الهيمنة والمشاركة الإريترية في الحرب ستبدو كاجتياح أجنبي. هذا سيدفع الإثيوبيين، للمواجهة ناهيك عن أهل تيغراي، غير مرتاحين. لا يمكننا استبعاد حرب طويلة الأمد تستنزف طاقات إثيوبيا، وتشتت انتباهها عن حلّ مشاكلها الكثيرة العالقة في أكثر من مكان، وتصبح مخمّداً للنشاط الاقتصادي ومشاريع التنمية.
كيف يمكن تجنّب الكارثة؟
إنّها أزمة معقدة وذات أبعاد متنوعة ولا يمكن حلّ شيء بسهولة. سيتطلب الأمر سنوات، وربّما عقوداً، لبناء فضاء سياسي أصيل، والتأسيس للحوار كعملية سياسية تشاركية تحسّن حياة الناس العاديين. كانت هناك بعض الإشارات الإيجابية في عام 2018 في وقت تحرّك إثيوبيا نحو التقدم. كان لما يسمى «الفيدرالية الإثنية» التي نشأت في التسعينات حدودها، لكن كان لها بعض المنافع. كان على إثيوبيا أن تشقّ طريقها للخروج من إرث نظام هيلاسيلاسي الإقطاعي، والوحشية العسكرية التي زرعت فكرة أنّ البلاد ملك لنخبة الأمهارا والبقية مجرّد فلاحون جهلة. كان النظام الفيدرالي الإثيوبي قائماً على العرق، ومن هذه النقطة فقد سعى نحو تمكين المجموعات العرقية المقهورة تاريخياً.
لم يكن من السهل إعادة تصميم الدستور وبنى الحكومة، حيث تعمل الأشياء بشكل أفضل. لم تدرك جبهة تيغراي- عندما هيمنت على الحكومة- مدى تعقيد الوضع، ولم تتعامل معه كما ينبغي في السنوات التالية. من المتوقع أن يلتفّ المهمشون اليوم حول «حزب الازدهار» ورئيس الوزراء آبي، حيث كان يعلن قدومه مع شكل من جدول الأعمال الإصلاحي، لكن دون العمق والأهمية والتطور والحوار الصبور والمفاوضات المطلوبين.
ثمّ انفرط عقد كلّ شيء؟
أظنّ بأنّ الطبقة الحاكمة الإثيوبية لم تكن قادرة على فهم عواقب النزاع مع جبهة تيغراي، حتّى قبل التصعيد المأساوي الأخير كان الاعتقاد السائد بأنّه بإمكان الحكومة الجديدة أن تجبر جبهة تيغراي على قبول المحتوم: تحلحل قبضتهم عن العاصمة والبقاء صامتين للأبد. كانت محاولة إزاحة جبهة تيغراي عبر عملية جراحية عسكرية سريعة خطأ فادحاً، وربّما الاستعانة بالإريتريين هو الخطأ الأكثر فداحة.
رغم العديد من المشاكل بين المجموعات الاجتماعية والسياسية والهويات العرقية في إثيوبيا، فقد كانت هناك رغبة عامة تتشاركها قطاعات كبيرة بألّا تحكم إثيوبيا بعد الآن من قبل جبهة تيغراي. لكن الخطأ الإستراتيجي تمثّل في اعتقاد آبي ومن معه أنّه بالإمكان طرد جبهة تيغراي بسهولة ودون عواقب. آبي لم يفهم بأنّ جبهة تيغراي متجذرة في المجتمع لأسباب تاريخية، علاوة على أنّها حصدت الصيف الماضي أغلبية كبرى في انتخابات تيغراي، وهو ما يدل على ثقة شعب إقليم تيغراي بتسليمهم حكمه. إنّه فشل في التفكير أبعد من الوقت الحاضر وعدم تقدير الضرر الذي يمكن أن يسببه لحياة الناس ومعيشتهم، وكذلك لاقتصاد ووحدة البلاد.
هل ستدفع إريتريا الثمن؟
إريتريا لديها مشاكلها مع جبهة تيغراي. عدم قبول قرارات الحدود ورفض تطبيق الحكم الدولي ترك الأمور متوترة بين الإريتريين وجبهة تيغراي. بعد قرابة عقدين من اللا- حرب واللا- سلم اللذين نشأا عن هذا الرفض، سمح للدكتاتورية الإريترية بتبرير قمعها للحريات واللاديمقراطية وعدم تطوير وتطبيق دستور شعبي.
لكن عند التفكير بإعادة الإعمار، فاللجوء والعودة إلى الحرب تبدو جنوناً محضاً. الحرب تجرّ الحرب. إنّها مسألة وقت حتى يؤدي النزاع العسكري إلى تفاقم وتعقيد العلاقات لفترة طويلة، ممّا سيعيق التكامل والتعاون الذي تحتاجه المنطقة بشدّة، فرخاء وازدهار أهل إريتريا وتيغراي وإثيوبيا أمور متشابكة.
كان ينظر إلى إثيوبيا بوصفها مرساة للسلم والاستقرار في منطقة القرن الإفريقي. لم يعد الوضع كذلك اليوم، وباتت في خطر تحولها إلى مصدر زعزعة في المنطقة. تكشف التقارير الجانبية عن سحب إثيوبيا لقواتها من عمليات الأمم المتحدة للحفاظ على السلام من الصومال والسودان. وقد تجدد القمع ورمي قادة الأحزاب السياسية في السجن. بعض الأحزاب ألغي تسجيلها، وأعلن بأنّ الآخرين لن يشاركوا بانتخابات 2021.
ما دور اللاعبين الدوليين والقوى الإقليمية فيما يجري؟
الولايات المتحدة، وهي الحليف التقليدي لإثيوبيا، أبدت في العلن عدم رضاها عن العنف القائم وعن اشتراك إريتريا، علماً أنّ علاقة الأمريكيين التاريخية بالطرفين فيها الكثير من التأرجح والدعم العسكري منذ ما قبل إغلاق قاعدتهم العسكرية في العاصمة الإريترية أسمرة قبل استقلال الأخيرة عن إثيوبيا. في هذه المرحلة لا يزال اكتشاف الغرض الإستراتيجي للدول المعنية أمراً صعباً. الاتحاد الأوربي والصين، وهما اللذان يملكان رهانات اقتصادية كبرى على إثيوبيا، ليس لديهما إلا القليل من التأثير السياسي والامتيازات في البلاد. وعليه لديهما قدرة محدودة في الضغط على الحكومة الإثيوبية لتغيير ما يجري.
رغم أنّ بعض المعلقين يرى بأنّ الصين بدأت تظهر بالفعل كقوّة تتوسط لحل النزاعات في المنطقة، بدلالة توسطها الناجح لعقد سلام بين السودان وجنوب السودان. بينما يرى آخرون بأنّ الصين لا تزال بعيدة عن استثمار حضورها الاقتصادي في المنطقة، بدلالة أنّها ساهمت بشكل كبير بمساعدة إثيوبيا ببناء السد الذي خلق أزمة بين إثيوبيا ومصر، بينما واشنطن هي من تصدرت الدول التي تلعب دور وسيط بين البلدين في حلّ خلافاتهما.
لا يجب أن ننسى بأنّ طول أمد الصراع قد يغري الأمريكيين باعتبار النزاع القائم فرصة لضرب التوسع الاستثماري الصيني العالمي، ومشروع الحزام والطريق. فبحلول حزيران 2020 كانت الشركات الصينية قد عززت خططها لإنفاق 2,7 مليار دولار في إثيوبيا من خلال تنفيذ قرابة 1500 مبادرة. وقد بدأت الشركات الصينية بالفعل بالعمل في تيغراي على مشروع للمياه بتكلفة 270 مليون دولار، أوقفه النزاع الدائر. علاوة على أنّ إثيوبيا قد استدانت 16 مليار دولار من الصين، وهو ما يشكل نصف الدَّين الوطني الإثيوبي.
الحكومات الإقليمية الرئيسة، مثل: السودان وكينيا لديهما مشاكل مع إثيوبيا، سواء في الماضي أو الحاضر. ومصر وإثيوبيا تجمعهما الكثير من الصراعات التي تدور بمعظمها حول مياه نهر النيل. السودان من جهة أخرى كانت لديها نزاعات حدودية مع إثيوبيا تهدد اليوم بالخروج عن السيطرة. إريتريا تقف إلى جانب إثيوبيا وترى الفوضى مناسبة لها. جيبوتي التزمت الصمت، وربّما هذا تصرف حكيم. الصومال تدعم إثيوبيا، لكن دون أيّ وزن لهذا الدعم، لكون الحكومة الصومالية غير مستقرة، وتعتمد على القوى الخارجية لضمان أمنها.
يفاقم السلبية حقيقة أنّ الكثير من دول المنطقة محبوسة ضمن سياسة خاطئة هي «عدو عدوي صديقي». جميع هذه الدول دعمت المجموعات المتمردة في الدول الجارة لها. ولزيادة الطين بلّه، فالتدخل الأجنبي في شؤون القرن الإفريقي حقيقة تاريخية. لا يمكن لأحد أن يصدّق بأنّ الولايات المتحدة عبر حلفائها السعودية والإمارات يمكن أن يلعبوا أيّ دور بنّاء، باستثناء توزيع الأموال على الفرق المتحاربة. ما فعلوه في اليمن وليبيا وسورية يشير إلى أنّ لا أحد لديه ثقة في لعبهم دوراً بنّاءً، أو تحقيقهم أيّ تغيير إيجابي.
أيعزز هذا فرصة إيجاد جبهة تيغراي لحليف دولي أو إقليمي؟
الشائعات تقول: إنّ جبهة تيغراي بدأت بالاجتماع مع الخرطوم والقاهرة، على الأقل للحصول على مسار مفتوح في هذه الدول، والحصول على بعض الشحنات والمؤن، كما كان الحال مع حركة التحرير الإريتريّة وجبهة تيغراي حتى 1991. لكن في الوضع الحالي المربك والخطر، قد تفكر الدول الخارجية مرتين قبل الانخراط مع القوات في كلا الجانبين، فالأمر سيكون بمثابة اللعب بالنار. لكن كلّما طال النزاع، ازدادت مخاطر جذب الأطراف المعنية الأخرى، وهو كفيل بزيادة تعقيد المشهد أكثر.
لكن ما يجعلني أتفاءل إلى حدّ ما، أنّ هناك الكثير من الإثيوبيين قد شهدوا أخطاء الجانبين، ولا يريدون للأمور أن تتعقد أكثر، وهم مستعدون للتحرك لتصحيح الأخطاء واحتوائها. هناك في إثيوبيا جيل شاب يريد التحرك ناحية مبدأ أبعد من دولة شديدة المركزية تهيمن عليها مجموعة عرقية واحدة.
طبعاً لن يسهّل عمل هؤلاء الشباب التنميط العرقي الذي يواجهه التيغريون الموجودون خارج إقليم تيغراي، وخاصة الموجودون في العاصمة أديس أبابا. التيغريون لا يمكنهم اليوم الوصول إلى حساباتهم المصرفية، وقد تمّ فصلهم من الوظائف الحكومية، وممنوعون من السفر، فقد رُفضت حجوزاتهم على الخطوط الجوية الإثيوبية كمثال. لن تختفي هذه الأشياء من الأذهان، خاصة إذا فشل الجيش في حسم المعارك مع جبهة تيغراي بسرعة. قد يتصعد الأمر إلى مذابح يكون من شأنها تعقيد جهود السلام في البلاد لأجيال، وأن يدفع التيغريين نحو تأييد أيّ مشروع يؤدي إلى انفصال إقليمهم عن إثيوبيا.
ما الذي يمكننا توقعه من الحكام الحاليين لإثيوبيا وتيغراي؟
على الجانب الإثيوبي: الأخطاء الكبرى التي ارتكبها آبي أحمد يجب أن تفرض القيام بإعادة تقييم داخل المجموعة الحاكمة. يمكننا أن نأمل أن يخرج بعض الناس ويتحدون أطروحات سحق جبهة تيغراي وحسم المعركة معها وقمع بقية الهويات الإقليمية بوصفها سياسة يمكن إدامتها. يجب القيام بإعادة للتقييم من جهة جبهة تيغراي أيضاً. لا يمكنهم المخاطرة بالدخول في حرب لا نهاية لها قد تدمر تيغراي لعقود. ربّما يكون من الصعب تغيير آراء القادة الرئيسين بسبب ما يملكونه من تاريخ عسكري ناجح ضمن ظروف صعبة وآمال بتكرارها، لكن لدى الجبهة أعضاء شباباً كفاية قادرون على الضغط من أجل تغيير السياسات، والدفع نحو المفاوضات ومشاركة السلطة واحترام المجموعات الأخرى.
ليس الحوار سهلاً، فقد يكون مرهقاً وطويل الأمد. لكن في نهاية المطاف يمكن أن ينجح ويخرج الجميع منتصرين– الدولة والشعب– ويساعد على الإرشاد إلى طريق مشرق يستحقه الإثيوبيون.
بتصرّف عن: What Ethiopia’s Ethnic Unrest Means for China Ethiopia and the perils of war
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1001