رثاء الناتو...والمزيد من مسامير تابوته
قبل أقل من شهر على انعقاد لقاء الناتو الكبير، والذي سيتم على مدى عدة أسابيع في شهر كانون الأول، أطلق الرئيس ماكرون للعموم كلمات قاسية، أُريد بها تحضيرهم لتغييرات كبرى قد تحصل في الأفق. في المقابلة الصحفية الذي أجراها ماكرون مع صحيفة الإيكونوميست الكبرى في السابع من تشرين الثاني، رثى الناتو واصفاً إيّاه بأنّه يمر بمرحلة «موت دماغي» وبأنّ ادعاءات الولايات المتحدة التزامها بالناتو هي من علامات العصر المذهلة. ورغم ما حركه من ريش في هذا التصريح، فإنّ الأهداف من وراء هذه التعليقات أبعد ما تكون عن محاولته تقدير وضع الناتو بشكل موضوعي، وتصل إلى مرحلة التمهيد لوجود بديل.
بقلم: خواكين فلورس وفينيان كوننغهام
تعريب وإعداد: عروة درويش
أوروبا تريد جيشها الخاص
من بين الكثير من الرسائل المربكة التي أطلقها تصريح الرئيس الفرنسي، وقبله أكثر من مسؤول أوروبي غربي، فإنّ الرسالة التي تستحق الالتفات أكثر ما يمكن هي أنّ فرنسا وألمانيا لا تمانعان وضع نهاية للناتو، ذلك أنّ مثل هذه النهاية ستبرر وجود جيش أوروبي، الأمر الذي تريدانه، وتعتقدان بوجوب حصوله. وما يحصل اليوم هو فقط جزء من الحقيقة الواضحة، بأنّ هيمنة الولايات المتحدة العالمية وقدرتها على تمويل الناتو في طريقهما إلى النهاية. ففي التصريح الذي يبدو صادراً عن مُنظّر علاقات دولية راديكالي يتنبأ بتغيّر المستقبل، أكثر منه عن أحد قادة المحافظين الماليين في ديمقراطية- رأسمالية، صعق ماكرون العالم بإعلانه بعبارات لا لبس فيها بأنّ هذه الفترة تشير إلى نهاية الهيمنة الغربية.
إنّ التغييرات الكبيرة عندما تحصل لها طريقتها الغريبة في طمس معالم الدوافع الحقيقية التي تؤدي إليها ببطء، وينطبق هذا في الغالب على السياسة التي تُخفي في إطار النتائج النهائية معظم ما سبقها. إنّ الكشف عن هذه الدوافع في مسألة فرنسا والناتو يمكن أن يظهر لنا بعض مكونات الخلطة فيما يحدث: وبهذا سيتبرر نزوع فرنسا نحو الاستقلال عن الناتو، ليس بكون المحكوم لا يشعر بالعدل، بل بكون المتحكم لا يقوم بفعل التحكم بالشكل المناسب.
المحتلون لا يقومون بعملهم– نهاية الثلاثية
تخيلوا لو كان هناك نقاش فرنسي مناهض للاحتلال النازي ليس لأنّ ألمانيا تحكمت في مصير فرنسا، بل على أرضية أنّ النازيين قد قلصوا وجودهم العسكري في فرنسا، أو لأنّ الألمان يترنحون في الجبهة الشرقية، وكنتيجة لذلك تقلق فرنسا من ألّا تستطيع ألمانيا الإبقاء على قوتها اللازمة لإدامة الاحتلال. هذا هو ما يحصل باختصار في جدال ماكرون بما يخص الولايات المتحدة والناتو.
وتخيلوا بالمثل، أنّ هتلر قال بأنّه يفكر بترك مواقعه في فرنسا ليس لأنّ عليه أن يخصص موارده للجبهة الشرقية، بل لأنّ فرنسا لا تساهم كما ينبغي في المجهود الحربي. هذا هو جوهر الحجّة التي يسوقها الأمريكيون لالتزاماتهم تجاه الناتو والتي يضعونها في الاستهلاك العام.
لو أنّ الأمور حصلت في وقت آخر وشهدنا نيّة الولايات المتحدة بتخفيض التزاماتها تجاه الناتو في أوروبا الغربية، لسمعنا تهليلاً للأمر ممن يطلقون على أنفسهم «تقدميي» الحزب الديمقراطي الأمريكي. لكن اليوم وفي هذا الوقت المثير للاهتمام حيث تتقلص الإمبراطورية الأمريكية وتكيّف نفسها مع إمكانات قوتها الحقيقية، فإنّ هؤلاء «التقدميين» يُحوّلون هذه الحقيقة الجيوسياسية إلى مسألة حزبية: فبما أنّ هذه المرحلة تتم في ظلّ إدارة جمهورية، يقوم الحزب الديمقراطي بالوقوف ضدّها من باب المعارضة.
المسألة أكثر تعقيداً من هذا النوع من التبسيط بكل تأكيد، خاصة إذا ما أخذنا بالحسبان أنّ الاستثمار الذي يمثله الحزب الديمقراطي في ثلاثية روكفيلر وبرجنسكي «الولايات المتحدة + أوروبا + اليابان» على المحك. يمكننا أن نذكر الهجوم على العراق في ظلّ إدارة الرئيس بوش الابن، وهو الذي أتى بعد فترة قصيرة من تحول الحكومة العراقية إلى بيع نفطها باليورو وليس بالدولار. إنّ السذَّج سياسياً هم فقط من اعتبروا أن المعارضة الأوروبية واسعة الطيف للحرب الأمريكية على العراق نابعة من الميل نحو السلام، فقد كانت في واقع الأمر تعبيراً عن التناقض بين المصالح المالية السيادية لأوروبا في مواجهة هيمنة الدولار. لم يتم حلّ هذه المسائل والقضايا بكل تأكيد.
فالناتو عندما صعد إلى المسرح السياسي، تبنى مصطلحات حماية أوروبا الغربية من النمو المتزايد للتأثير السوفييتي الذي حازه السوفييت جراء انتصارهم على ألمانيا في الحرب العالمية الثانية. والقول في ذلك الحين بأنّ الناتو ليس مجهوداً تعاونياً ومتبادلاً بين الدول الأوروبية الغربية الحرة والولايات المتحدة من أجل الدفاع عن حرية الأسواق، وعن القيم الغربية، كان يعتبر إمّا أجندة شيوعية أو نازية جديدة. وقد عملت جميع وسائل الدعاية الغربية الأكاديمية/الإعلامية لتؤكد أنّ جميع دول الناتو الأوروبية كانت عضوة فيه بإرادتها ورغبتها الحرة: أي اختارتها الشعوب الأوروبية المحكومة ديمقراطياً عبر برلماناتها بشكل عادل.
على الجميع أن يظهروا بشكل لائق
ليس ماكرون في موقع يُحسد عليه. الناتو هو المكوِّن العسكري لاقتصادات الأطلسي، لكنّ الشراكة العابرة للأطلسي اختبرت انكساراً كبيراً في الثقة في السنين التالية لانهيار السوق الأمريكية في عام 2007. السبب في ذلك أنّ المصارف المتوطِّنة في الولايات المتحدة قد تواطأت مع الحكومة الأمريكية بمكر لتحميل الاتحاد الأوروبي قسماً كبيراً من المسؤولية، كلّ ذلك تحت دعاوى أنّها استثمارات– الأمر الذي ترك بدوره عبئاً كبيراً على بلدان الاتحاد الأوروبي الأضعف، وتحديداً اليونان. غذى كلّ هذا زيادة في «التشكيك بأوروبا» وبحركات «الخروج» من أوروبا المحاصرة. وفوق كلّ هذا، جعلت إدارة ترامب من الالتزام الأوروبي بالناتو حجر زاوية في السياسة الأوروبية، بالتزامن مع تخمير حرب تجارية. هذان المساران مترابطان بشكل لا يمكن معه فصمهما.
وعليه، فإنّ مرثية ماكرون عن «الموت الدماغي» للناتو هي فقط ذات أثر كاشف. إنّها تشير إلى الحقائق التي يعرفها الجميع ولكن يخشون قولها: «الناتو في جوهره احتلال عسكري للسيادة الأوروبية– وكي تصبح أوروبا كياناً جيو- إستراتيجياً، يجب أن تتحكم بقواتها العسكرية الخاصة». يبدو هذا الكلام وكأنّ ديغول هو من قاله، وينطبق حتى على بيتان. وفي حين أنّه ينسجم بسهولة مع خطاب التيار الذي تعبر عنه لوبان، فإنّ الحقيقة التي أجبر ماكرون على اعتناقها.
النزعة الأطلنطية تكسر قلب أوروبا
المشكلة، أنّ الصفقات المالية العابرة للأطلسي تتناقص قدراتها بازدياد على منح شيء مغرٍ ما لأوروبا، ولكن رغم ذلك، فعلى الولايات المتحدة من جانبها في هذه المعادلة أن تحافظ على هذه العلاقة وعلى كافة الظهورات والبنى التي تتماشى معها، وذلك في سبيل منح نفسها أفضلية في الصفقات المحتملة مستقبلياً. باختصار: إحدى الطرق التي تعتقد الولايات المتحدة بأنّها قادرة من خلالها على الحفاظ على الأشياء لمدة أطول، أو على الأقل إنقاص وتيرة فقدانها لها، هي من خلال الإبقاء على الظهورات والبنى القائمة. وهذه البنى والظهورات هي في الحقيقة أكثر من اصطناعية– إنّها لم تعد تشكّل أكثر من التزامات مالية لا تسير بشكل حسن مع المؤسسات الأوروبية.
كرر ماكرون الدعوة لجيش أوروبي في أكثر من مناسبة. لكنّ تصريحه مع الإيكونوميست يمثّل طريقة ماهرة، وإن كان مشوهة، لاستيعاب الموقف الحقيقي للاتحاد الأوروبي من الخطاب الذي ساد فيما مضى: النزعة الأطلنطية ليست جيدة. يُعدّ هذا الموقف مرآة عاكسة لمواقف ترامب ومنطقه، وكي نكون واضحين: لا يبدو بأنّ ترامب ملتزم كثيراً بالترتيب العابر للأطلسي، ليس بصيغته الحالية على الأقل.
يمكننا العودة إلى شهر آب حين تحدث ماكرون عن خطأ عزل روسيا: لقد كان يشرح بأنّ «الهيمنة الغربية» قد انتهت. يترك لنا هذا صيغة مثيرة للاهتمام: الهيمنة الأمريكية انتهت، إذاً، سقطت ما تسمى بالهيمنة الغربية، وبتنا أمام سيطرة أوروبية على إقليمها.
إنّ دعوة ترامب للدول الأوروبية إلى زيادة تمويلها للناتو بذريعة أنّ أوروبا لا تسهم كما ينبغي، لم تفعل أكثر من تحفيز أوروبا على قول الحقيقة: «نحن كذلك لا نحب الناتو»، مانحة الولايات المتحدة التبرير التي تحتاجه لتفكيك الناتو.
يشبه الأمر ما فعلت اليابان مع دولتها الدمية مانتشوكو: من الطبيعي جداً أنه يجب عليكم أن تدفعوا تكاليف قيامنا باحتلالكم. فإن لم تعد الدول الأعضاء في الناتو تريد الدفع مقابل أن يتم احتلالها، فلن تتمتع به إذاً.
فخ ماكرون/ترامب
يلعب ماكرون ذات لعبة ترامب، ويهدف خطابه لأن يكون مقبولاً لدى المتابعين المتنوعين الذين يحملون مصالح ومواقف شديدة التباين والتنوُّع.
واقعيو أمريكا، وهم الذين يمثلهم ترامب بشكل واضح، يعلمون بأنّ الولايات المتحدة لا يمكنها أن تتحمل نفقات الاستمرار بالتزامات الناتو بكل بساطة. وما يخفيه هذا، أنّ الولايات المتحدة لا يمكنها أن تقدم لأوروبا صفقات أفضل من التي يمكن لأوروبا أن تحصل عليها في أماكن أخرى. لقد ولّت أيام إجبار أوروبا على العمل ضمن إطار رؤية الولايات المتحدة حين كان الدولار يلعب دور المعادل الرئيس العالمي في جميع التحويلات المالية العالمية، والذي جعل من الولايات المتحدة تتواجد في أيّة صفقة يتم إجراؤها، فهذه الأيام شارفت على النهاية. ولهذا وبدلاً من الاعتراف بأنّ الولايات المتحدة تعيش مرحلة تضاؤل في التأثير والسطوة والثروة على المسرح العالمّي، فمن الحكمة المراوغة، القول بأنّ الاتحاد الأوروبي هو من لا يدفع ما يتوجب عليه دفعه.
وكما أشرنا، فلدى ماكرون دور حتّى يتمَّ رقصته بخفّة: هو يعلم أنّ عليه أن يُبقي عابري- الأطلسي سعداء، فهم لا يزالون يمارسون سطوة سياسية هائلة على بروكسل، متشابكة مع القطاع المالي الأوروبي– وهو القطاع الأهم في أوروبا الرأسمالية. ليس هناك من شك: ماكرون كان هو خيار المؤسسة المصرفية قبالة لوبان. وهنا يرتفع السؤال الهامُّ الذي يحتاج لانتظار وتحقيق أكثر: هل ماكرون مجرّد مرشـح دمية عن القطاع المالي العالمي، أم إنّ هناك قسماً من هذا القطاع المالي الأوروبي العابر- للأطلسي يرى مصالحه في تأييد السيادة الأوروبية؟ ومن المفيد القول بأنّه رغم أنّ هذه الصفقات العابرة للأطلسي ليست هي أفضل الصفقات المتاحة، فهذه المؤسسات ستستخدم أيّ نفوذ وأيّ رأسمال لا يزال لديهم لفرض موقفهم السياسي، وماكرون يسعى إلى إبقائهم سعداء.
مجرّد هرج سياسي؟
إنّ مرثيّة ماكرون يمكن أن تستخدم كذريعة مثالية لفرنسا وألمانيا كي تعملا معاً على تنظيم قوة عسكرية في جميع أنحاء أوروبا. في واقع الأمر كان هذا السيناريو يختمر منذ أعوام في ظلّ قيادة الناتو. في الجوهر هناك كامل البنى اللازمة، واللازم الوحيد لتحقيقه هو إزالة الولايات المتحدة من القيادة وتغيير بعض الأعلام والرقع على الثياب.
إذا كان الحال هكذا، فلماذا سمعنا أصواتاً أوروبية رافضة لما قاله ماكرون؟ لماذا قالت المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل بأنّ هذه التصريحات كانت «متطرفة» وأكدت بأنّ الناتو كان «حجر أساس الأمن» بالنسبة لألمانيا؟
ومن جانب آخر، لا يبدو أن ترامب رغم تصريحاته الكثيرة المثيرة للجدل قد أدار ظهره للناتو. فها هي واشنطن تنشر المزيد من القوات والدبابات والطائرات في الإقليم الأوروبي، وخاصة في دول البلطيق القريبة من الروسية. قد يهدد ترامب بهجر الناتو، لكنّ المؤسسة السياسية والعسكرية الأمريكية تعلم بأنّ هذه التهديدات فارغة. تعتمد القوّة الجيوسياسية الأمريكية على الارتباط العابر للأطلسي مع أوروبا والذي أتاحه الناتو. إنّ الناتو يلعب دوراً جوهرياً في هيمنة واشنطن على أوروبا، وبشكل محدد ليمنع أي التقاء بين أوروبا وروسيا ضمن شراكة إستراتيجية.
إذاً هل خطاب ماكرون مجرّد استجابة انعكاسية لخطابات ترامب؟ وهل إشارته لأنّ الولايات المتحدة لم تستشر فرنسا وبقية الدول الأوروبية «عندما هجرت حلفاءها الأكراد» مجرّد هروب بقصد الاستهلاك العام؟
يحتاج الأمر هنا لبعض التمعن. فليست هذه المرة الأولى التي تقوم فيها الولايات المتحدة بغزو عسكري لدولة أجنبية دون «استشارة» الأوروبيين أو حتى إخبارهم، فهي تفعلها منذ عقود، ولم يكن على الأوروبيين شركاء الناتو سوى إطاعة الأوامر والوقوف وراء الولايات المتحدة لمنح العامة شعوراً كاذباً بالتعددية والشرعية.
ولهذا، فإنّ حديث ماكرون في هذا التوقيت عن موت الناتو لا يمكن أن يعتبر مجرّد خطاب ردّ فارغ على خطابات ترامب، خاصة إذا ما لاحقنا التصريحات الأخرى له، والتي يطالب فيها بأوروبا أكثر استقلالاً تسعى إلى الحوار والشراكة مع روسيا، وهو الأمر الذي لا يمكن لأوروبا أن تفعله في ظل الهيمنة الأمريكية.
وأمّا التصريحات الألمانية، فعلينا قبل أن نحللها أن نتذكر بأنّ برلين قد أبدت من قبل رغبتها المتزايدة بتعزيز قوتها العسكرية. وقد دعت وزيرة الدفاع الألمانية أنيغرت كامب- كارنباور إلى المزيد من «النشر الاستباقي» للقوات الألمانية عالمياً من أجل تأمين «المصالح الإستراتيجية» الألمانية. كما أنّ ميركل قد انضمت لماكرون منذ فترة في تأييد إنشاء جيش أوروبي، وهي بدورها اشتكت من كون الولايات المتحدة لم تعد حامياً موثوقاً.
إنّ هذه الأحاديث الأوروبية تصبّ في نهاية المطاف في إحياء فرنسا وألمانيا لقوتهما العسكرية الوطنية قبل الانطلاق إلى الجيش الأوروبي. وهو ما يظهر بأنّ الردّ السريع للمستشارة الألمانية على ماكرون لم يكن للدفاع عن الناتو في واقع الأمر، ولا للانقلاب على الواقع الذي يؤدي بأوروبا إلى محاولة الاستقلال عن الهيمنة الأمريكية.
تعبّر الردود الألمانية عن عدم التجانس التام مع فرنسا على بنية الجيش الأوروبي الجديد، وبالتالي على القوالب الأوروبية المستقبلية. فمحاولة ماكرون الاستباقية لزيادة السطوة الفرنسية على أوروبا لن تحظى بموافقة ألمانيا، وهو ما دفع بالمستشارة لِلَجم ماكرون عبر التهليل للناتو.
لكنّ هذا لا يُسقط أنّ الأوروبيين الغربيين يرون في إنهاء الناتو، ومعه الهيمنة الأمريكية عليهم، خياراً منطقياً ودرباً عليهم الشروع فيه. فدعوة ماكرون للدول الأوروبية كي «تستيقظ» و«تسيطر على قدرها» هو المعبر الحقيقي عن الرغبات والمشاريع الأوروبية... وما تبقى مجرّد تفاصيل.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 940