الحركة العمالية سنوات 1925-1927 /2/
تواصل «قاسيون» نشر الحلقة الثانية حول الحركة العمالية زمن الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي سنوات 1925-1927.
تواصل «قاسيون» نشر الحلقة الثانية حول الحركة العمالية زمن الثورة السورية الكبرى ضد الاستعمار الفرنسي سنوات 1925-1927.
تحقق الجلاء في أواسط نيسان من عام 1946، وبهذا يعتبر الجلاء من أهم القضايا الوطنية التي تم إنجازها خلال القرن الماضي من تاريخ بلادنا منذ معركة ميسلون، وانطلاق الثورة السورية الكبرى، أما الحركة العمالية في سورية فلم تكن بعيدة عن مجرى الحركة الوطنية في البلاد، وكانت الحركة العمالية جزءاً مهماً من الحركة الوطنية المناهضة للاستعمار الفرنسي القابع على صدور الشعب.
أصدر رئيس مجلس الوزراء بتاريخ 23/2/2021 قراراً يقضي بإلغاء التفويض الممنوح للوزراء بشأن إعادة العمال والموظفين إلى أعمالهم وتوجيه جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية لعدم رفع أية طلبات تتعلق بإعادة أي عامل (مستقيل – مصروف من الخدمة – معتبر بحكم المستقيل) إلى الخدمة تحت أي ظرف كان.
على ضوء الكلام والحديث الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى ضوء ما يعرضه النقابيون، في مداخلاتهم وأحاديثهم عن ضرورة تحسين الوضع المعيشي للعمال، ومن في حكمهم، وأن الوضع المعيشي للمذكورين لم يعد يُحتمل، وهم بحاجة إلى مساندة الحكومة لهم في تأمين متطلباتهم الضرورية، التي تجعل إمكانية استمرارهم على قيد الحياة ممكنة، واستناداً إلى الوضع العمالي المعيشي المزري الذي تحدث عنه النقابيون في مؤتمراتهم، بشرتنا القيادة النقابية بخبر مفاده: أن ننتظر زيادة الأجور في أية لحظة، ومؤخراً أعلنت الحكومة أنها بصدد دراسة أوضاع الأجور، وستجري مقاربة لها، وبعد ذلك يجري التفكير باحتمالية زيادة الأجور، وأضافت الحكومة بأن متممات الراتب لن يطرأ عليها تعديل ما عدا الحوافز الإنتاجية.
تستطيع الطبقة العاملة إعطاء الإشارات التحذيرية الأولى لانفجار الأزمات كما تقول الدروس التاريخية القديمة والحالية، كما يمكن عبرها قياس درجات غليان المجتمعات، وارتفاع منسوب انعدام الرضا الاجتماعي. ويمكن بالتالي عبرها، اكتشاف إلى أين تسير المجتمعات. ولعبت الطبقة العاملة هذا الدور أكثر من مرة في التاريخ في سورية وفلسطين وأمريكا وغيرها من بقاع العالم.
كلّما اتسعت الحريات وتوطدت ازدادت النقابات قوة وصلابة في الدفاع عن حقوق العمال ومطالبهم، وعلى رأسها حقوق العمال المتعلقة برفع مستوى حياتهم ومعيشتهم بما يوازي هذا الغلاء المستشري في البلاد. إن رفع الأجور لمستوى متوسط المعيشة ومحاربة الفساد الكبير والنهب والغلاء هي ليست قضية العمال فحسب، بل هي قضية وطنية بامتياز.
يعد النشاط الحرفي من أهم الأنشطة الاقتصادية من حيث الإبداع المهني والتنوع الواسع في الإنتاج.
المزاج والوضع العام لدى الفقراء هو في أسوأ حالاته، بسبب الوضع المعيشي المتدني جداً، والذي يسوء يوماً بعد يوم، فالجميع واقع في حيرة من أمره، كيف سيتدبر معيشة يومه، سواء كان يعمل بأجر أو عاطل عن العمل؟ والأخير وضعه لا يحسد عليه، أو حتى حرفي!