ما الهدف من وراء رفع درجة حرارة الجنوب السوري؟
خلال الأسبوعين الماضيين، وعلى المستوى الإعلامي بالدرجة الأولى، جرت عملية رفعٍ لحرارة الجنوب السوري، وخاصة في السويداء وحولها.
خلال الأسبوعين الماضيين، وعلى المستوى الإعلامي بالدرجة الأولى، جرت عملية رفعٍ لحرارة الجنوب السوري، وخاصة في السويداء وحولها.
في أول تصريح من جهة رسمية، نشر "مجلس محافظة السويداء" على صفحته في فيسبوك بأن "مجلس محافظة السويداء يعلق الجلسة الختامية بسبب القصف الأردني داخل مناطق مأهولة بالسكان في محافظة السويداء".
نُفّذت اعتداءات بغارات جوية فجر اليوم الخميس، 18 كانون الثاني 2024 على مناطق سكنية في قريتين سوريتين هما عرمان وملح بريف السويداء الجنوبي المتاخم للحدود الأردنية.
أنهى الحراك في السويداء شهره الرابع، ودخل في الخامس؛ 130 يوماً حتى الآن. ورغم أنّ الظروف في سورية وفي الإقليم، وخاصة مع الحدث الفلسطيني، قد أبعدت الحراك عن دائرة الضوء، ورغم أنّ درجة التفاعل العام مع الحراك، بما في ذلك في السويداء نفسها، قد تراجعت نسبياً، إلا أنّ نشاطاً كثيفاً ما يزال متواصلاً على مستوى الشبان والشابات المشتركين في هذا الحراك.
من المفهوم تماماً، أنّ الحدث الفلسطيني قد غطى على كلّ الأحداث الأخرى، ليس في سورية أو في منطقتنا فحسب، بل وحول العالم بأسره أيضاً. وهذا أمرٌ طبيعي ومتوقع لما للحدث الفلسطيني من أهمية نوعيةٍ ومفصلية في مجمل الصراع العالمي، وفي منطقتنا، وفي بلدنا على وجه الخصوص. ولكنّ هذا بكل الأحوال، لا يمنع من محاولة إلقاء نظرة فاحصةٍ على كيفية تطور الحراك في السويداء، والذي اقترب من إتمام ثلاثة شهور متواصلة منذ بدايته.
حالة الغضب الشعبي تعمّ البلاد بأسرها، وكذلك الأمر حالة النشاط السياسي المتصاعد للناس، والذي يأخذ أشكالاً متنوعة وعديدة، في كل منطقة وفقاً لظروفها. وإذا كان شكل الحركة أكثر بروزاً هذه الأيام في منطقة أو محافظة بعينها (السويداء نموذجاً)، فهذا لا يعني أنّ الأمر محصور بها؛ فمستوى الغضب وعدم الرضا متقارب حد التطابق بين كل المناطق السورية.
تتواصل منذ أيام التحركات الاحتجاجية في عدة مناطق من سورية، وبشكل خاص في السويداء ودرعا.
تعرضت المنطقة الجنوبية من سورية ليلة أمس السبت، 25 آذار 2023، إلى عاصفة مطرية أدّت لتشكل سيول جارفة في محافظات درعا والسويداء وأجزاء من ريف دمشق، وتضرر عدد كبير من المنازل، وأكثر من 800 دونم من الأراضي الزراعية، في مدينة الكرك الشرقي بدرعا.
أفاد مصدر في وزارة الصحة السورية بارتفاع حصيلة العدوان «الإسرائيلي» على سورية ليلة السبت / فجر الأحد (19 شباط) - إلى «استشهاد 5 مواطنين و15 إصابة بعضهم في حالة حرجة».
الهدوء الظاهر على السطح، ليس في السويداء وحدها، بل وفي سورية كلها، ليس استكانة وليس انكساراً لا قومةً بعده، كما يحلو للبعض تصويره وتصوره، بل هو دائماً نارٌ متقدةٌ تحت الرماد، وجاهزة للظهور عند أول سانحة؛ وليس ذلك بالغريب، فموجبات الاحتجاج والتحرك الشعبي ليست موجودة فحسب، بل وهي أعظم كثافة وتركيزاً من أي وقت مضى.