المخدّرات والطبقة العاملة

المخدّرات والطبقة العاملة

علقت جريدة عمال العالم على دور المخدرات في ضرب الطبقة العاملة بالكلمات التالية: تستخدم المخدرات في أيدي البروليتاريا لتخدير مشاعر القهر ومشاعر الغضب من ظروفهم الظالمة. 

تنشر الرأسمالية مختلف أنواع المخدرات بين الطبقة العاملة حول العالم بحجة الهروب من الواقع، والواقع هنا هو الاستثمار الرأسمالي ولا شيء آخر، وإن لم يستطع العمال التعبير عنه بشكل صحيح، فهو هذا الواقع الذي يهربون منه في الحقيقة.
يقول مايكل سيتيوايو تابور في كتابه «الرأسمالية زائد المنشطات تساوي الإبادة الجماعية» إن الهيروين تم إنتاجه وبيعه للسود في المستعمرات الداخلية للولايات المتحدة في الستينيات لأنه قدم للشباب وهماً بالهروب من ظروفهم في مجال السياسة الجديدة.
الآن، في عام 2022، عاد هذا الوحش لينشر الفوضى والإدمان بين الناس عموماً، بين الطبقة العاملة بلا تمييز. وجاءت هذه العودة بشكل مختلف عن السنوات السابقة عندما كانت حكومة الولايات المتحدة مسؤولة بشكل مباشر عن إدمان الشباب السود على الهيروين. ولكنها اليوم مسؤولة عن إدمان المهاجرين والبيض على حد سواء.
جاء في جريدة عمال العالم: كانت شركات الأدوية بيرديو فارما وتيفا للأدوية وجونسون آند جونسون، هم العقل المدبر لوباء المخدرات.
في خضم فوضى وباء المخدرات، عمل المدمنون معاً لتشكيل اتحادات ومنظمات لمستخدمي المخدرات تساعد في مكافحة بلاء الجرعات الزائدة. ففي سياتل، أجرى تحالف الحد من ضرر الناس واتحاد الناجين الحضريين، بالتعاون مع باحثين من جامعة واشنطن، بحثاً حول ما يمكن أن يحدث إذا تم إعطاء مستخدمي الهيروين الوريدي أنبوباً مصمماً خصيصاً لتدخين الهيروين. قبل هذه الدراسة لم يكن هناك أنبوب فردي لمستخدمي الهيروين للتدخين منه.
وفي جانب آخر من الموضوع، تنشر الصحف الأمريكية الخبر التالي: في عام 2019، عن أحد مؤلفي الورقة العلمية المكتوبة حول هذه الظاهرة أن الأشخاص الذين حصلوا على أنابيب مصممة كانوا أقل عرضة لاستخدام الهيروين عن طريق الوريد. وانخفض عدد الأشخاص الذين يحقنون الهيروين بشكل حصري إلى 32٪، بعد أن كان 43٪ قبل توزيع أنابيب الهيروين. وتغير عدد الأشخاص الذين استخدموا الحقن في الوريد وعن طريق التدخين، بنسبة تصل إلى 45٪ من هؤلاء المستخدمين. يشير هذا إلى أن الأنابيب ساعدت في دفع الناس بعيداً عن استخدام الحقن الوريدي إلى حد ما.
تحت حجة التقليل من الحقن، جرى نشر نوع آخر من المخدرات، وعموماً لقد مات مئات الآلاف من الأشخاص بسبب جرعة زائدة من المواد الأفيونية منذ اختراع OxyContin ومنذ أن احتلت الهيروين والفنتانيل وغيرها من المواد الأفيونية الرخيصة نسبياً مركز الصدارة.
يتفق خبراء تقليل الضرر على مجالين مهمين: الإمداد الآمن (إعطاء المدمنين الوصول إلى إمدادات آمنة من المواد الأفيونية) والحاجة إلى توسيع برامج الحقن الآمنة وتوزيعها لأنبوب الهيروين المبتكر حديثاً.
يميل هؤلاء المدافعون عن الأنبوبة كبديل للحقن إلى الاعتقاد بأن دفع جو بايدن وغيره من السياسيين لإنهاء أو تغيير الحرب على المخدرات هو الطريق لإنقاذ الأرواح. ولكنها حرب وهمية على المخدرات بلا نتيجة. والأنبوبة حل جزئي صغير لا يغير من الموضوع شيئاً لأنها تستمر في توسيع سوق المخدرات، وترمي بالعقاقير السامة إلى العمال تحت مسميات أخرى.
كتبت جريدة عمال العالم أن المخدرات لا يمكن منعها في ظل الرأسمالية، ويحتاج الناس إلى الثورة الاشتراكية.
لماذا يحتاج الناس إلى الثورة؟ لأن النظام فاسد بشكل لا يصدق. هناك سياسيون ومدّعون عامون تركوا مناصبهم للعمل في شركة بيرديو فارما. وفشلت إدارة الغذاء والدواء- التي من المفترض أن تدير الصحة- في أداء وظيفتها فيما يتعلق بالمخدرات، حتى أوضح الغضب الجماعي أنه ستكون هناك عواقب لعدم تصحيح كذبة OxyContin التي تقول «فرصة إدمان بنسبة 1٪ فقط».
لقد أعطى الأطباء وعيادات الألم في الولايات المتحدة عقار OxyContin مثل الحلوى. هل تعاني من الصداع؟ خذ OxyContin! هل أصبت بألم في الأسنان؟ خذ أوكسيكونتين! لقد أعطوا هذا العقار لكل شيء، فنشروا الإدمان الواسع وادعوا في وسائل الإعلام بأنهم يحاربون المخدرات!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1096