نحو حياة أفضل

نحو حياة أفضل

قامت الحركة النقابية والعمالية في البلاد، بدور نضالي هامٍّ منذ تكوّنها على صعيد تنظيم العمال والدفاع عن مصالحهم أو في مقارعة الاحتلال الفرنسي ومناهضة كافة أشكاله الاستعمارية. إن النقابات العمالية قوة ذات أهمية في إحداث أي تغيير حقيقي والنهوض بالمجتمع نحو الأفضل، وهذا منوط بأن تكون ممثلاً حقيقياً للعمال، ومرتبط أيضاً بتطوير أدواتها الكفاحية والنضالية، وكذلك بأساليب الديمقراطية التي تعيشها في داخلها باعتبارها منظمة نضالية تسعى إلى تغيير واقع الطبقة العاملة من خلال تحسين ظروف وشروط عملها وتحسين واقعها المعيشي، وتأمين العدالة والحماية الاجتماعية، وضمان الاستقرار والأمان للعمال في مكان العمل، وحماية حقوقهم من خلال توفير العمل اللائق والكريم.

تعيش النقابات اليوم حالة استثنائية نتيجة تغوّل قوى الفساد والنهب في البلاد، والسياسات الليبرالية المتبعة من السلطة التنفيذية، التي أدت إلى عدم استقرار الوضع الاقتصادي وما ينتج عنه من الأزمات المختلفة.
النقابة يجب أن تكون هي تلك الجهة التي تواجه دائماً كافة أشكال الاستغلال التي تمارس على العمال من قبل كافة أرباب العمل وقوى النهب والفساد، سواء في قطاع الدولة أو القطاع الخاص، لتدافع عن مصالح العمال، لكن ضعف الوعي الطبقي وغياب الثقافة النقابية لفهم الدور الحقيقي للنقابة. إلى درجة لا يستطيع العمال فيها التعبير عن مكنونات مشكلاتهم وقضاياهم العمالية المختلفة، وخاصة ضمن صفوف تنظيمهم النقابي، مما ساهم بفقدان هذا التنظيم لاستقلاليته، بسبب انخفاض مستوى الحريات العامة.
إن العمال يعانون من ظروف معقدة وممتلئة بالمشكلات والهموم، ويعود جزء هام منها إلى ارتفاع نسب الفقر والبطالة، وكذلك أيضاً ظروف بيئة العمل غير السليمة وطبيعة العمل المعقدة والصعبة، وبالأخص منها ما يتعلق في الأجور المناسبة التي تؤمن المعيشة الكريمة للعامل، بالإضافة إلى قوانين العمل غير المنصفة للعمال، وخاصة عمال القطاع الخاص، إضافة إلى صعوبة الحصول على فرصة عمل مناسبة لإمكانات طالب العمل، مما افقد العمال الكثير من الحقوق العمالية وخاصة الأجور المناسبة والعادلة، وعدم توفير وسائل الصحة والسلامة المهنية.
إن عدم وجود تلك البرامج والخطط العامة للدولة من أجل إقامة تلك المشاريع الإنتاجية سواء الزراعية منها أو الصناعية، التي تستوعب سوق العمل إضافة إلى ذلك عدم وجود تلك الخطط والبرامج ذات الطابع التحفيزي في المنشآت الصناعية أو المعامل التي تعزز انتماء العمال لهذه الصناعة أو تلك ويساهم في تطوير هذه الصناعة والنهوض بها. فالكثير من العمال يعانون من عدم تقدير ما يبذلونه من مجهود في العمل، ومهما يقدمون من عمل وزيادة في الإنتاج أو تقديم بعض الأفكار التطورية للعمل يشعرون وكأنه لا أحد يعير أي اهتمام لهذا المجهود والإنجاز، نتيجة الفارق الكبير بين الحد الأدنى للأجور ومتوسط متطلبات المعيشة اليومية، ووجود بيئة العمل غير الصحية التي لا تساعد على النمو والإنتاج.
إن مبررات وجود النقابات العمالية هو دورها في الدفاع عن حقوق ومصالح العمال وتمثيلهم تمثيلا حقيقياً وهذا من مسؤولياتها الوطنية والاجتماعية اتجاه الطبقة العاملة من أجل النهوض بها نحو الحياة الأفضل، وخاصة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تؤثر على واقع العمال المعيشي والاجتماعي وحياتهم المهنية. وعلى النقابات العمالية أن تقوم ببناء التحالفات مع القوى الوطنية المساندة لقضايا العمال والمناهضة لقوى الفساد والنهب المعادية لمصالح الطبقة العاملة، مما يساهم في تحقيق أهدافها وإعادة هيبتها وتعزيز قوتها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1096