بصراحة ... الطبقة العاملة بين تجربتين

الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها الغرب الإمبريالي بسبب آلة النهب المتوحشة التي مورست على الشعوب ومنها الشعوب الأوروبية جعلت الطبقة العاملة تذهب إلى خيار المواجهة مع أعدائها الطبقيين وخيار المواجهة هذا يحتاج إلى أدوات تجعل تلك المواجهة قادرة على انتزاع الحقوق والمطالب التي يتقدم بها العمال والنقابات التي تقود النضال العمالي في الشارع وقيادتها لهذا النضال، مستنداً إلى أعمق توافق مع الطبقة العاملة، ولهذا تأخذ النقابات رأي العمال في أي عمل يحتاجون إليه لتنتزع مطالبهم وأهم إجراء بهذا الخصوص هو التصويت على الإضراب مثلاً وتكون نتيجة التصويت هو القرار المتخذ في الإضراب أو التظاهر وهو تفويض للنقابات في التفاوض مع مستغليهم في الحدود التي يتفق عليها بين العمال والنقابات.
في الوقت الحالي، تقوم قيادة الاتحاد بلقاءات مع مكاتب النقابات وتستتبعها بلقاءات مع اللجان النقابية ومن هم في حكمهم في الشركات، تحت مسمى اللقاء مع الهيئة العامة، وهذه الدعوات التي جرت سابقاً وتجري حالياً جاءت تحت ضغط الظروف الصعبة التي يمر بها العمال ويحتاج الأمر إلى التواصل معهم ليكشفوا أمام الحاضرين من المسؤولين النقابيين ومن معهم عن واقعهم الذي يعيشونه وعن ظروفهم التي تذهب باستمرار نحو الأسوأ، ولكنّ نتائج اللقاء السابق مع بعض العمال تحت مسمى الهيئة العامة لم يسفر عن نتائج تحسِّن من وضع العمال المعيشي، ويبدو أن النتائج الحالية للاجتماع الجاري الآن تحت نفس المسمى سيكون كسابقه لأن شروط العمل النقابي لم تتغير وأدواتها لم تتغير وبالتالي النتائج لن تتغير.
إن المواجهة بين العمال ومن يمثلهم في مثل هذه الاجتماعات العامة والمفترض أن تكون مقوننة ودورية، وللعمال فيها حق الإقرار والرفض لكل ما يتعلق بهم وبشؤونهم، إن تم هذا ستكون نتائجها هامة على مستقبل العلاقة بين الطرفين، لأن مستقبل العلاقة سيحدد كيف سيخوض العمال معركة دفاعهم عن حقوقهم وانتزاع
هذه الحقوق، والتجربة الطويلة التي عاشها العمال مع ممثليهم الحاليين تدل على عدم إمكانية التقدم في الدفاع عن حقوقهم، بل يجري تبرير دائم لسلوك الحكومة تجاه مطالب العمال، وكذلك تجري المهادنة مع أرباب العمل في سلوكهم تجاه مطالب العمال.