بصراحة ... ما بيحك جلدك إلا ظفرك

بصراحة ... ما بيحك جلدك إلا ظفرك

يستمر أصحاب الأقلام الخضراء والملونة الأخرى بحربهم المعلنة والمستترة على الفقراء من شعبنا، مستخدمين كل الأسلحة النفسية والإعلامية والسلوك العملي ليدكوا بها مضاجع الفقراء حتى يبقى هؤلاء أسيري حاجاتهم التي يسعون إلى تأمينها بكل السبل والوسائل المتاحة بين أيديهم والوسائل المتاحة في تأمين حاجاتهم القليلة والقليلة جداً.

حتى بتنا نقول إنها معدومة وكما يقول هؤلاء المعدمون يفعلون بنا هكذا لنبقى نركض وراء تأمين لقمتنا ولقمة عيالنا وحاجاتنا التي باتت أقل بكثير مما نريد وأيضاً كي لا نتمكن من التفكير بأشياء أخرى والأشياء الأخرى التي يقصدونها هي كيف الخلاص من أوضاعهم التي أُوصلوا إليها وهذا يعني سياسياً كيف سيغيّر الفقراء من أوضاعهم.
أي كيف سيغيرون حالهم هذا الذي يعيشون به لحال آخر يتمكنون عبره من تأمين حقوقهم المسلوبة ويدافعون عن كراماتهم التي تهدر على أبواب المؤسسات وعلى أبواب الأفران وعلى مواقف الركوب ليذهبوا إلى أعمالهم وهذا غيض من فيض تجري فيها هدر كرامات الناس بينما في المقلب الآخر أي مقلب تماسيح النهب والفساد الأشياء مختلفة اختلافاً كلياً، ولا تقترب منهم تلك الأشياء التي ذكرناها عن حال الفقراء والمساكين وأبناء السبيل.
في كل يوم يجري الإعلان عن رفع جديد للأسعار وفي كل يوم تشرق فيه الشمس يجري تخدير العاملين بأجر بأن أجورهم ستتحسن في حال توفر الموارد والموارد في جيوب الحرامية الكبار، ولا ندري كيف ستتأمن الموارد في هذه الحال لزيادة الأجور، ولا ندري كيف ستتأمن الموارد والمعامل شبه متوقفة عن الإنتاج، ولا ندري كيف ستتأمن الموارد والزراعة بمواسمها المختلفة بأسوأ حالاتها، والفلاحون يئنون من وطأة تكاليف إنتاجهم الزراعي حيث لم تعد هذه المهنة العظيمة «تجيب همها» كما يقول الفلاحون عن زراعتهم.
لقد طفح الكيل وأصبح سيلانه عظيماً ولم تعد تجدي تلك الوعود الخلّبية التي يخدر بها الفقراء بأن حالهم ستتحسن ولم تعد تجدي تلك الكتابات الفيسبوكية والتصاريح الإعلامية التي يتباكون فيها على أوضاع الناس حيث ما يُكتب الآن على صفحات التواصل الاجتماعي يذكرنا بما قاله عبد الله الدردري في أحد اجتماعات المجالس العمّالية بأنه هو عامل ويأكل الفلافل مثل العمال كناية في التعبير عن وضعه الذي يماثل وضع العمّال.
ماذا بعد أيها الشعب الفقير العنيد الكلمة الآن لكم والفعل أيضاً لكم «وما بيحك جلدك إلا ظفرك».

معلومات إضافية

العدد رقم:
1082