النقابي الحقيقي /1/

النقابي الحقيقي /1/

يمثل عضو اللجنة النقابية أهم عنصر في النقابة، هذا إضافة إلى ما يمتلكه التنظيم النقابي من خبرات وتجارب نضالية يعكسها على أعضائه، كي يلعبوا الدور المحرك والنشط في الدفاع المستمر عن مصالح العمال، بينما تلجأ القوى المعادية لمصالح وحقوق الطبقة العاملة عبر السلطات التنفيذية إلى فرض القيود على النقابات عبر استهداف النقابيين وخاصة في القواعد العمالية، وذلك بتقييد تحركاتهم بغية تعطيل النقابات وإفراغها من مضمونها الذي وجدت من أجله.

يبرز دور النقابي الحقيقي أكثر في الظروف الاستثنائية التي تطرأ على العمل النقابي، وظروف الطبقة العاملة المعيشية التي تمر بها وحقوقها ومصالحها، والتي تتطلب من النقابيين التعامل معها بحكمة كبيرة وحنكة، بحيث تعبر قرارات التنظيم عن معرفة واضحة بمطالب ومصلحة الطبقة العاملة والتنظيم النقابي. وهناك عدة مبادئ تقوم عليها كافة أشكال العمل النقابي والتي قد تكون غير مدرجة ضمن نصوص قانون التنظيم النقابي أو النظام الداخلي للنقابة، وهذا لا يعفي من مسؤولية الالتزام بها من قبل أعضاء التنظيم النقابي التزاماً أدبياً وكفاحياً، والتي منها:
- الاقتناع، ويعتبر هذا من أهم مبادئ العمل النقابي أي أن يكون النقابي مقتنعاً بأهمية العمل النقابي وجدواه في المطالبة بحقوق جميع العمال وتحسين أوضاعهم المعيشية وظروف عملهم، والانتقال بها نحو الأفضل بالطرق الأكثر كفاحية، فهو ضرورة لاستمرار التنظيم النقابي والصمود في جميع الظروف.
- نكران الذات، المحرك الأساس للعمل النقابي لتحقيق الأهداف المطلوبة ويتجلى هذا المبدأ في الاستعداد للتضحية في سبيل تحقيق مصالح العمال وحقوقهم المسلوبة. هذا إضافة إلى عدة صفات مميزة عن باقي العمال في المنشأة لا بد أن يتحلى بها أعضاء اللجنة النقابية ومتمموها ليكونوا مرجعاً ومرشداً للعمال، ويمتلكون القدرة على حل المشاكل التي تواجه النقابة.
- أن يمتلك النقابي إمكانات قيادية تمكنه من توجيه العمال لتحقيق الأهداف والمطالب العمالية المختلفة.
أن يكون ذا شخصية اجتماعية، أي له اتصال مباشر مع كافة العمال ويهتم بمشكلاتهم، ويعرف طموحاتهم ومطالبهم وبمعنى آخر أن يكون موضع قبول من غالبية العمال، وخاصة أن العمل النقابي يعتمد بشكل أساسي على العمال ومطالبهم وحقوقهم، لذا لا بدّ من النقابي أن يدرك مطالب من يمثلهم من العمال، وذلك عبر الاتصال المباشر معهم والتواجد في أماكن تجمعاتهم، ليكون معبّراً حقيقياً عنهم.
- أن يمتلك ثقافة عامة يستطيع من خلالها التعبير عن مصالح من يمثلهم عبر متابعته لتجارب النقابات في كافة بلدان العالم بما فيها العربية، ومعرفته بتاريخ نضال منظمته النقابية منذ تأسيسها، ومتابعة الوسائل الإعلامية التي تعبر عن مصالح الطبقة العاملة والاستفادة منها في سبيل تحقيق مصالح الطبقة العاملة، ويكون على دراية ومعرفة بقوانين العمل النافذة في البلاد، واتفاقيات العمل الدولية والعربية وأهم حقوق الطبقة العاملة الاقتصادية والاجتماعية، ويدرك أهمية دور النقابات والطبقة العاملة في المجتمع.
- أن يكون النقابي صاحب مبادرة ومغامرة مدعومة بالثقة الواعية، وأن تتم دراسة هذه المبادرة دراسة متأنية شرط ألّا يكون هذا التأني سبباً في فشل هذه المبادرة أو إضعاف حركة النقابة. لذلك لا بد للنقابات الحقيقية من توفر ثلاثة مقومات هي: - الاستقلالية، والديمقراطية، والجماهيرية.
الاستقلالية: استقلالية النقابات عن أجهزة السلطة التنفيذية والأحزاب السياسية وأرباب العمل هي الشرط الأساسي لوجودها، ولحمايتها من التدخل أو التأثير عليها، وهي أهم ضمانة لتطور وفاعلية النقابات. وبمعنى آخر تعني أنها تعبير عن إرادة أعضائها ومصالحهم المشتركة، وتعنى تحريرها من أي نفوذ معادٍ للطبقة العاملة. ويتجلى ذلك من خلال حق النقابات في وضع قانونها ونظمها الأساسية الداخلية بنفسها ومن خلال التصديق عليها من قبل مؤتمراتها العامة التي تملك وحدها حق تعديلها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1082