عدرا الصناعية بلا مواصلات

عدرا الصناعية بلا مواصلات

أزمة المواصلات عامة ومعممة، وقد شملت جميع المدن والمحافظات دون استثناء، وهي كذلك متشعبة بآثارها ونتائجها، فهي لا تقف عند حدود عدم توفر وسائل المواصلات فقط، بل يزيد على ذلك عوامل الاستغلال عند توفرها، بالإضافة الى التعب والعناء والوقت المهدور على الطرقات.

رغم أن المدينة الصناعية في عدرا باتت الرئة الاقتصادية للعاصمة دمشق حيث انتقلت إليها غالبية المعامل والمنشآت الصناعية والحرفية التي كانت في العاصمة دمشق أو في ريفها القريب بسبب عدة عوامل، وحيث باتت مقصداً للباحثين عن العمل من شتى مناطق العاصمة دمشق وريفها الشرقي والغربي رغم بعدها نسبياً فهي تبعد 35 كيلومتراً عن العاصمة دمشق ومع ذلك تفتقر المدينة الصناعية للمواصلات المنتظمة، وتتقطع السبل بأصحاب الورش والحرفيين ممن لا يملكون سيارة خاصة إضافة إلى معاناة العمال في الوصول إلى أماكن عملهم حتى من المناطق المحيطة بالمدينة كمخيم الوافدين والضمير وعدرا العمالية حيث يعتمد العمال على أوتو ستوب للركوب مع السيارات أو يلجؤون إلى الطلب من الحواجز العسكرية تأمين مركوب لهم، وغالبية المنشآت الحرفية الصغيرة لم تعد تستطيع تأمين مواصلات لعمالها بسبب ارتفاع تكاليف النقل وغلاء المحروقات، والتي تفوق قدرة تلك المنشآت، ونتيجة لذلك تقطعت السبل بالعمال، حتى التنقل داخل المدينة الصناعية صعب جداً لعدم توفر نقل داخلي رغم كبر مساحة المدينة والبعد والمسافات الطويلة بين قطاعاتها.
وعلى ما يبدو أن إدارة المدينة الصناعية لم تستطع إيجاد حل لهذه المشكلة الأساسية والجوهرية فالمواصلات هي عصب الحياة وخاصة في المناطق الصناعية، حيث بات أغلب العمال مقيمين في أماكن عملهم ليوفروا على أنفسهم مشقة الذهاب والإياب التي تكلفهم ساعتين يومياً ورغم وجود باصات تابعة لشركة خاصة على خط النقل إلا أن عدد هذه الباصات قليل جداً ولا يبدأ الباص بالسير حتى يمتلئ بأكمله وهو ما يؤدي إلى انتظار لمدة ساعة أو ساعتين كي يسير الباص إضافة إلى مسافة الطريق التي تستغرق الساعة تقريباً، ناهيك عن عدد الحواجز العسكرية ومباحث المرور وشرطة المرور وكل هؤلاء يزيدون في عملية التأخير للسيارات الذاهبة من وإلى المدينة الصناعية والتي تتسبب بارتفاع تكاليف النقل والازدحام على الحواجز.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1073