في المؤتمر السنوي لاتحاد عمال دير الزور .. من منّا في هذه القاعة راتبه يكفيه؟
اختتمت مؤتمرات اتحاد عمال دير الزور ومكاتبه النقابية بعقد المؤتمر السنوي للاتحاد يوم الخميس 10/3 وذلك بحضور المحافظ والقيادات السياسية وأعضاء مجلس الشعب ورئيس جامعة الفرات، ومدراء الدوائر ورئيس اتحاد عمال سورية، ولا يختلف مؤتمر اتحاد عمال دير الزور عن مؤتمرات مكاتبه النقابية من حيث الشكل والمضمون إلاّ بحجم الحضور ونوعيته.
بداية نتساءل: هل ما زالت (المؤتمرات النقابية العمالية محطات للوصول إلى الهدف وطموحات العمال) كما استهل رئيس اتحاد عمال دير الزور كلمته بذلك؟ حيث غابت أهم أهداف النقابات العمالية وحقوقها، وخاصة في التعبير عن مواقفها في السياسات الاقتصادية الليبرالية التي أكلت الأخضر واليابس، ولا في الموقف من قوى النهب والفساد، ولا في تغييب أهم حقوقها المتعلقة بالأجور والأسعار، ولا في حقها في التعبير عن رأيها والمصادر، وخاصة حقها في الإضراب والاعتصام اللذَين يكفلهما الدستور وتكفلهما القوانين، وكالعادة مطالب متكررة وكيل المديح وتحميل أسباب معاناة الطبقة العاملة والشعب للخارج، وتجاهل السياسات المحابية لقوى النهب والفساد، باستثناء مطلب خجول حول رفع الأجور لعدم تناسبها مع الأسعار.
قبل بدء المؤتمر ودخول المسؤولين، طُلب من الأعضاء الدخول بالمطالب وعدم التكرار، لضيق وقت المؤتمر، واستعرض رئيس اتحاد عمال دير الزور عمل الاتحاد ونشاطاته خلال العام، وأكد على مبدأ الاعتماد على الذات وإيجاد البدائل عن الاستيراد.
احتجاج وتبرير
تم تكريم عدد من العمال، وجرى الاحتجاج من بعض أعضاء المؤتمر بأن هناك من يستحقون التكريم ولم يتم تكريمهم، وبرر رئيس اتحاد عمال سورية ذلك بقوله: أتمنى أن نكرم جميع العمال، لكن في كل مناسبة سنكرم 10 من العمال، حتى يتم تكريم الجميع. ثم تابع المؤتمر أعماله بالمداخلات.
مداخلات مكاتب النقابات وأعضاء المؤتمر
نقابة عمال النفط: معتز الجاسم، طالب بتأمين قطع غيار لحقل التيم، وبناء مستوصف عمال، وافتتاح مدرسة لأبناء الشهداء، ورفع سقف الطعام وتفعيل الفحص الدوري، وتأمين اللباس والأحذية في الوقت المحدد، وزيادة المشتقات النفطية لأن محافظة الرقة تأخذ حصتها من دير الزور، وتخفيض سعر أسطوانة الغاز للعمال.
مهند الطالب: عبّر عن احتجاجه من تكرر عدم دعوته للمؤتمر عدة مرات، وتساءل: من منا في هذه القاعة راتبه يكفيه. نطالب بزيادة الراتب حسب تكاليف المعيشة الحالية، وطالب بزيادة باصات النقل الداخلي، وتشديد الرقابة التموينية، وتكريم العاملين في النفط في الحقول، من إدارة وعمال لأنهم يرفدون خزينة الدولة بالأموال.
حمود التيناوي: طالب بتأمين قطع غيار لحقل التيّم، وتأمين محولة وأمراس وكابلات لمدينة الميادين، ورفع قيمة الوصفة الطبية، ورفع تعويضات العاملين.
نقابة عمال البناء والإسمنت: لينا، طالبت ببناء وحدات سكنية، وتأمين جبهات عمل، والتأمين للعمال المؤقتين، ورفع سقف الراتب، وتفعيل العمل المهني، وتأمين آليات نقل للعمال.
نقابة عمال السكك الحديدية: هدى، طالبت بتثبيت العمال المؤقتين، وتحسين الوضع المعيشي.
نقابة عمال الصناعات الغذائية: معين عكلة من مؤسسة الحبوب، طالب بتشميل العاملين باللباس، وتأمين آليات لنقل الحبوب، وإلزام الأطباء والصيادلة والمخابر بالتعاقد مع مؤسسة الحبوب، وتأمين آليات للمخابز.
نقابة عمال المصارف: عبد الله العنزي، طالبت بفتح القروض للمواطنين في دير الزور، وإحداث فرع لسجل العاملين في الدولة، ورفع تسعيرة الطبابة للعاملين.
نقابة عمال الدولة والبلديات: نطالب بإعادة العاملين ممن هم بحكم المستقيل، وهل هناك نيّة لدى الحكومة لإعادتهم؟
نقابة عمال التنمية الزراعية: نطالب بتشميل كافة الحالات المرضية بالتأمين الصحي، وإنشاء معمل ألبان وأجبان، ومداجن للقطاع العام، وتزويد مديرية الزراعة بالجرارات، وزيادة الكتلة المالية للباس ومنحه لكافة الفئات، وإعادة آليات المبقرة، وتأمين بناء خاص للثانوية الزراعية، بالإضافة لمطلب مكرر بإعادة العمال المعتبرين بحكم المستقيل.
نقابة عمال الغزل والنسيج: نطالب بتأمين مقرّ لإدارة الغزل والنسيج، ومقرّ لمطحنة الفرات، ومنح العاملين المفرزين حقوقهم.
نقابة عمال الصحة: عبد الناصر الحمادة، تساءل: هل ما زال القانون 48 لعام 1980 ساري المفعول؟ وطالب بتأمين بطاقة الضمان الصحي، وإنشاء مستوصف صحي ومشفى في البوكمال لخدمة العمال والمواطنين، وحل مشكلة الرواتب فيها، حيث تكلفة النقل ذهاباً وإياباً إليها تكلف 40 ألف ليرة، وطالب أيضاً بالنظر في الرواتب، واللباس حسب الأسعار الحالية.
ردود المسؤولين
بعضها اقتصرت على التكرار السياسي، والتبرير، مع تجاهل العديد من المطالب والتي هي أبسط الحقوق الدستورية والقانونية.
محافظ دير الزور قال: نعيش مرحلة إعادة الإعمار بالتعاون مع المنظمات الدولية، مع تأمين آليات ووسائل نقل للعاملين، وبين: أن دير الزور تستهلك من الحبوب 187 طناً من القمح يومياً، ونؤمن المازوت المدعوم لسيارات النقل، وأكد: أن العمال من هم بحكم المستقيل هو بأمرٍ من الحكومة، وممنوع إعادتهم حالياً!؟
رئيس اتحاد عمال سورية قال: سمعت مطالبكم، والهم والمطالب واحدة في كل أنحاء سورية، وتحدث عن ثورة آذار في بناء منشآت القطاع العام الذي هو ضروري كقاعدة للصمود في ظل الحصار، وأن تثبيت العاملين كان وما زال مكرمة من الرئيس بمرسومٍ تشريعي. وأشار إلى أن العمل في اتحاد عمال دير الزور ليس على ما يرام، والتقصير من عمال محافظة دير الزور، وأنصح بعض الناس ألاّ يسيرون في هذا الاتجاه، وأنصحهم بأن يأخذوا كوعاً على اليمين، لأن الكوع خسائره قليلة وأفضل من الاستمرار في السير فيه، وضرب مثلاً على ذلك: تجربة ما حدث في اتحاد عمال حماة، ويجب تصحيح الواقع التنظيمي وإعادة النظر فيه.
على هامش المؤتمر
هنا نتساءل أيضاً: لماذا غابت ردود مدراء الدوائر نهائياً في المؤتمر، ودون تفسير ذلك!
وهل إعادة الإعمار تقتصر على ذلك، وعلى دور المنظمات الدولية؟ كما قال السيد المحافظ، وأين دور الدولة؟ وأين إعادة إعمار البنية الاقتصادية الاجتماعية من معامل وشركات؟ وأين إعادة الإعمار لمنازل المواطنين والتعويضات لهم وتأمين الخدمات لهم؟ بدل تبليط بعض الشوارع التي بيوتها مدمرة، أو تجهيز بعض الدوّارات! وأين القطاع العام ودوره في دير الزور وكل سورية في ظل سياسات اللبرلة والخصخصة المحابية لقوى النهب والفساد، المباشرة وغير المباشرة وتهميش دور الطبقة العاملة وقياداتها النقابية في الدفاع عن حقوقها وحقوق الوطن والشعب، وحتى في حلّ قضاياها النقابية؟
كما التقت قاسيون- على هامش المؤتمر- ببعض أعضاء المؤتمر قبل انعقاده، وطرحت السؤال التالي: ماذا تتوقع من المؤتمر؟ أحدهم قال: لا شيء. وآخر قال: أنتم متابعون للمؤتمرات السابقة وتعرفون أنه لا يمكن توقع حل أية مشكلة، حتى الدخان الوطني لا يمكن حل مشكلة توفره وسعره، فكيف ببقية القضايا؟ وليس هناك سوى الوعود، وعلى الوعد يا كمون.
أما بعد المؤتمر فقد طرحت قاسيون السؤال التالي: ما رأيكم بالمؤتمر ونتائجه. أحدهم أجاب: ينطبق عليه المثل الشعبي: تيتي تيتي.. مثل ما رِحتِ جيتي.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1061