«استعنا عالشقا بالله»

«استعنا عالشقا بالله»

بوجه بشوش يضج بالحيوية والشجاعة أجابنا أبو زياد «أكيد حنطالب بالزيادة هي مو أول مرة بتصير معنا، مع كل قرار زيادة أجور عنا دعكة شهرين زمان لناخد زيادتنا ومو كاملة، يا عمي طلوب روحهم ولا تطلب زيادة عالراتب مع أنو كل زيادة كنا عم ناخدها مو زيادة بالعكس نقصان، يا فرحتنا بهالكم ألف ليرة زيادة والعيشة طلوع، ولنشوف شو ربك بيخلق معنا اليوم، استعنا عالشقا بالله.

– ريف دمشق

من لحظة الاعلان عن الزيادة الجديدة على الأجور بالقطاع العام والخاص قررنا التوجه إلى إحدى المناطق الصناعية الصغيرة واخترنا مجمع الرضوان في منطقة الباردة بريف دمشق الجنوبي لنرصد كيفية تلقي عمال القطاع الخاص غير المنظم للقرار، وكيف سيديرون هذا الملف مع أرباب العمل خاصة أن اليوم السبت يعتبر اليوم الأول للعمل بعد صدور القرار والتقينا بالعديد من العمال والعاملات وأجرينا معهم دردشة سريعة بعيداً عن التعقيد والرسمية فاسترسلوا بعفويتهم المعهودة بمواقف ورؤى تحمل في مضمونها ما يستحق الوقوف عنده، ومن تلك اللقاءات كانت مع أحد عمال قطاع المنسوجات وتحديداً صناعة الجوارب الذي اختزل بطرحه معاناة العمال بشكل عام.
أخبرنا أبو زياد أحد العاملين في معمل صناعة الجوارب عن تخوفهم الدائم من قرارات الزيادة كونها تترافق مع زيادة كبيرة في أسعار أغلب المواد الأساسية وكيف أنه في الآونة الأخيرة أصبحت زيادة الأسعار مستمرة ودائمة، بل أصبحت تزداد قبل القرار وبعده في تناغم واضح بينهما، وهذا ما حدث مع الزيادة الحالية، وبأنهم اليوم معنيون بخوض معركة مع رب العمل حتى الحصول على الزيادة المطلوبة وبأنها ليست المعركة الأولى ولن تكون الأخيرة وحين سألناه إذا ما كانت الزيادات التي سبق وحصلوا عليها تتناسب مع الواقع المعيشي المتغير أجابنا بأن كل الزيادات السابقة لم تكن قادرة إلا على تحسين نسبي للأجور لا تتعدى 30% من حجم ارتفاع الأسعار وهذا ما جعل الفجوة بين الأجر والأسعار تزداد سنة بعد سنة لدرجة هائلة، مما يضطرهم للصراع على جبهتين الأولى مع رب العمل لرفع الأجور والأخرى مع الواقع المعيشي وقائمة المشتريات العائلية المستمرة بالانكماش إلى حدود الحرمان المستمر.
أضاف أبو زياد بأن فور وصوله إلى المعمل سيجتمع مع العمال لمناقشة الموضوع والوصول إلى اتفاق على مطلب زيادة أجور لكافة العاملين فعاملات التغليف لا يتجاوز أجرهنّ الأسبوعي 30 ألفاً وعمال المكنات 80 ألفاً وبالتالي فان أية زيادة طفيفة في ظل هكذا أجور لن تكون مجدية والله أعلم نسبة ارتفاع الأسعار في المرحلة القادمة، لذلك لا بد من المطالبة بمضاعفة الأجر الحالي وعدم الاكتفاء بنسبة 30% أو حتى 50% لأن هكذا نسبة ستكون انخفاضاً بالراتب وليس ارتفاعاً وهذا ما هو حاصل طوال السنين الماضية» وعفكرة شو ما أخدنا زيادة صدقني حتكون تخفيف من نزلة الراتب مو أكتر.
فلاشة: يضطرهم للصراع على جبهتين الأولى مع رب العمل لرفع الأجور والأخرى مع الواقع المعيشي وقائمة المشتريات العائلية المستمرة بالانكماش إلى حدود الحرمان المستمر

معلومات إضافية

العدد رقم:
1049
آخر تعديل على الأحد, 26 كانون1/ديسمبر 2021 00:11