يوميات موظف حكومي
يعمل أحمد موظفاً عاماً في إحدى المؤسسات الحكومية كحارس ليلي مناوبته ثلاثة أيام في الأسبوع وعلى أجر وقدره 80 ألف ليرة سورية فقط ورغم أن عمله ثلاثة أيام فقط فهو لا يستطيع إيجاد عملٍ آخر يسنده فلا توجد مؤسسة من القطاع الخاص يقبل بعامل لثلاثة أيام عمل فقط، ومناوبته تبدأ من الساعة الثالثة بعد الظهر حتى الثامنة من صباح اليوم التالي ويحتاج أثناء مناوبته خمسة آلاف أجرة مواصلات بسبب سكنه في إحدى المناطق النائية عن العاصمة و1500 ليرة ثمن سندويشة في اليوم و1500 ليرة ثمن دخانه أي إن تكلفة مناوبته حوالي 10 آلاف ليرة سورية، فكيف يتدبر أموره وهو المسؤول عن أسرة مكونة من 6 أولاد وزوجة وأجره لا يكفيه ليومين فقط.
وهو الذي بات يفكر جدياً في بيع منزله المتواضع ودفع ثمنه للهجرة لعله يؤمن مستقبلاً أفضل له ولأسرته وخاصة وهو يحلم في تعليم أبنائه تعليماً جيداً حيث يقول وفي قلبه حسرة على أطفاله أن التعليم في البلد بات سيئاً جداً والمدارس الجيدة باتت حكراً على الأغنياء فقط وهو ما لا يستطيع تأمينه لأطفاله، يحاول أحمد إيجاد مشروع صغير خاص به يقيه شر العوز والفقر ولكن دون نتيجة فأي مشروع يحتاج لرأسمال وهو ما يفتقده للأسف حاله كحال أي مواطن سوري، وهو يحاول الاستقالة من وظيفته لعله يستطيع تأمين عمل آخر في القطاع الخاص يساعده على تأمين جزء بسيط من احتياجاته ولكن فرض الموافقة الأمنية على الاستقالات يقف عائقاً بوجهه وينطبق عليه مثل (لا برحمك ولا بخلي رحمة الله تنزل عليك).
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1047