بصراحة ... على العمال أن يغيروا ثقافة عملهم

بصراحة ... على العمال أن يغيروا ثقافة عملهم

اللقاءات المتعددة الجارية بين النقابات والجهات الوصائية التي لها علاقة مباشرة بالمعامل والمنشآت الإنتاجية يسودها قدر لابأس به من التفاهم والتوافق على ما يطرح من قضايا تخص الإنتاج وضرورة تطويره وتحسين أدائه وتأمين مستلزماته من مواد أولية وكهرباء ومشتقات نفطية، حيث الحكومة عبر ممثليها الملتقين مع النقابات تعترف بما يطرحه النقابيون من مشكلات، ولكن السؤال هل الحكومة تملك من الجدية والقرار بما يكفي لتحقيق مطالب النقابيين وخاصة إذا كان الأمر يتعلق بأجورهم، وهو أحد القضايا الأساسية في دوران عجلة الإنتاج كما يجب أن تدور في ظل أزمة تعتصر الاقتصاد والبشر والحجر؟

البيانات الصادرة عن الاجتماعات تلك توحي بالتفاهم وتوحي بأن كل طرف من الأطراف مقدر لظروف الطرف الأخر بدليل أن كل اللقاءات كانت تنتهي بتوصية طالما العمال سمعوها وملوا من سماعها وهي لكي تقلع وتتطور العملية الإنتاجية لابد للعمال من أن يغيروا ثقافتهم بالعمل ويستبدلوها بشيء آخر تريده الحكومة ولا ندري نحن ما هو المقصود بأن يغير العمال ثقافة عملهم وما هي الثقافة البديلة وما هو محتواها فليشرحوا للعمال ذلك؟
المطلوب من العمال أن يغيروا ولكي يغير العمال لا بدّ من الحكومة أن تغير توجهها وتغير برنامجها الليبرالي الذي أوصل العمال والصناعة والزراعة إلى ما وصلت إلية.
المطلوب من النقابات أن تغير موقفها تجاه حقوق العمال ومطالبهم التي يكررونها ويعيدونها في كل المناسبات، والحكومة أذن من طين وأذن من عجين والنقابات تعترف بأن الحكومة تسوّف مطالب وحقوق العمال، وتعلم بأن العملية الإنتاجية لن تقلع بدون أن يحصل العمال على أجور تلبي حاجاتهم وضرورياتهم من سكن وملبس وغذاء وتعليم وصحة وخلافه، العمال يكتسبون ثقافتهم من بيئة العمل التي يعملون بها وبالتالي التغيير المطلوب هو العمل بكل مكوناته الإنتاجية والحقوقية بما فيها حقوقهم الديمقراطية بأن يدافعوا عن مصالحهم ويحسّنوا شروط عملهم ويدافعوا عن معاملهم التي تعرض بعضها في سوق الاستثمار ضمن الخطة الموضوعة من قبل الحكومة.
إن العمال من مصلحتهم أن تقلع المعامل، لأن في ذلك حياتهم ومستقبل أطفالهم فهل من مصلحة الحكومة وقوى الفساد الكبير أن تقلع المعامل وتنتج بكامل طاقتها المفترضة؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1040