الذكرى الـ 76 لتأسيس اتحاد النقابات العالمي

الذكرى الـ 76 لتأسيس اتحاد النقابات العالمي

يوم نشاط عالمي لاتحاد النقابات العالمي تحت شعار:
حياة كريمة
للعمال وشعوب العالم!

الإخوة والأصدقاء الأعزاء

تمر علينا هذه السنة ومازلنا جميعاً نعانى من التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا. إذ يشهد الاقتصاد العالمي حاليا أكبر كساد في التاريخ بحيث يبدو أن الكساد العظيم الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثينات من القرن المنصرم شيئاً عادياً بالمقارنة بما حل ويحل بالعالم جراء الجائحة. ففي خلال سنتين ازداد تسريح العمال مما زاد من نسب البطالة بأرقام مخيفة ونتج عنه ازدياد الفقر وتفاقم المشكلات الاجتماعية.
إننا في اتحاد النقابات العالمي ندعو الجميع للمطالبة بتوفير اللقاح المجاني للجميع لتسريع التعافي الاقتصادي وتوفير التدريب عن بعد وابتكار حلول خلاقة لإيجاد فرص للعمل عن بعد للقطاعات التي عانى العمال فيها من التسريح أو تخفيض ساعات العمل وما نتج عنه من تخفيض للأجور.
ندعو الأمين العام للأمم المتحدة لاتخاذ مبادرة لإنشاء ما يعرف بصندوق الأزمات يخصص لمساعدة دول العالم التي تتعرض للأزمات أياً كان نوعها أو مصدرها ودون أن يتم تسييس المساعدات كما يحصل الآن في فلسطين وسورية وفنزويلا وإيران وكوبا وغيرها.
في هذا اليوم المجيد نستذكر المؤسسين الأوائل وهم مجتمعون في باريس في العام ١٩٤٥ ليحاولوا رسم عالم يسوده السلام والعدالة الاجتماعية والأمان للجميع، ولكننا في الوقت عينه نرفض الواقع الذي أوصلتنا إليه السياسات الليبرالية الجديدة للنظام العالمي الجديد
بمناسبة الذكرى السادسة والسبعين لتأسيس اتحاد النقابات العالمي، في 3 أكتوبر 1945، ولمرّة أخرى، نكرم تاريخ الاتحاد ومساره من خلال اقتراح المطالب التالية:

- الصحة العامة والمجانية للجميع :

كما أظهر الوباء، عندما تعتبر الرعاية الصحية والطبية تكلفة من قبل الدول والحكومات، فإن العمال هم الذين يدفعون العواقب المأساوية لتدهور الصحة العامة. طالبت النقابات أعضاء اتحاد النقابات العالمي منذ اللحظة الأولى للوباء، بنظام صحي عام و مجاني ولقاحات آمنة ومجانية للجميع. في ندوة اتحاد النقابات العالمي الأخيرة حول اللقاحات والأدوية، جادل جميع النقابيين الذين شاركوا فيها أن الصحة والأدوية واللقاحات لا يمكن أن تكون سلعاً تجارية، بل يجب أن تكون سلعاً اجتماعية، وأنه يجب إلغاء براءات الاختراع على الأدوية تماماً، في حين تم إرسال قرار الندوة إلى جميع المنظمات الدولية.

– تحسين المستوى المعيشي للعاملين والمتقاعدين :

تكفي الثروة الهائلة المنتجة اليوم لتلبية جميع الاحتياجات المعاصرة لجميع العمال والشعوب على وجه الأرض. مع ذلك، فإن التناقضات بين العمال وقلة من أصحاب النفوذ تزداد مع ظهور الأزمة الاقتصادية الرأسمالية الجديدة. أصدرت الحكومات تحت ستار الوباء تدابير جديدة مناهضة للعمال ضد الأجور والمعاشات التقاعدية وظروف عمل العمال. لقد ازداد الفقر والفقر المدقع والبطالة. سيؤدي غلاء الأسعار في الوقود والتدفئة والسلع الاستهلاكية إلى جعل جميع العمال وأسرهم في وضع أسوأ. نحن نطالب بتحسين فوري في مستويات المعيشة للعمال والمتقاعدين من خلال زيادة الرواتب والمعاشات، مع عقود عمل جماعية تضمن ظروف عمل لائقة، مع ضمان اجتماعي للجميع.

– حريات نقابية وديمقراطية :

في الآونة الأخيرة، تم تقييد الحريات النقابية والحقوق الديمقراطية في جميع أنحاء العالم، حتى تتقبل الشعوب فشل الدول الرأسمالية في إدارة الوباء، وعدم الرد على الإجراءات الجديدة المناهضة للشعوب، وحتى لا ينظموا نضالهم ضد مشكلاتهم الحادة. القمع الذي تعرضت له الحشود العمالية والشعبية في أمريكا اللاتينية وأوروبا وآسيا وغيرها، والإرهاب، والعنف من قبل القوى القمعية بحجة تدابير الحد من الوباء، التدابير الجديدة للحد من حق العمال في الإضراب، مراقبة النقابات وسيطرتها، اضطهاد النقابيين، يجب ألّا يخفّض من معنويات العمال. كما أظهر التاريخ مراراً وتكراراً، فإن للعمال والشعوب القدرة على إسقاط مضطهديهم، فهم الذين لهم الكلمة الأخيرة عندما يناضلون ويطالبون بطريقة منظمة وحاسمة.
القضاء على العنصرية والتمييز:
يدعو اتحاد النقابات العالمي جميع العاملين للنضال معاً بغض النظر عن العرق أو الجنسية أو اللغة أو الدين من أجل مصالحهم المشتركة. تعزيز النضال المشترك ضد العنصرية وكراهية الأجانب، ضد التدخلات الإمبريالية التي تخلق موجات من اللاجئين والمهاجرين، من أجل ظروف معيشية كريمة للاجئين والمهاجرين، ولإنهاء الحروب الإمبريالية واستغلال العمال المحليين والأجانب.

– حماية البيئة:

موقف الحركة النقابية الطبقية لاتخاذ تدابير مناسبة لحماية البيئة والعمال من الحرائق والفيضانات والزلازل والأعاصير والجفاف وما إلى ذلك، موقف ثابت. إن الافتقار إلى هذه الإجراءات ليس بالأمر الجديد، و هو مسؤول عن الكوارث الكبرى في البيئة وعن الضحايا الذين قضوا بعد كل كارثة طبيعية أو حالة طقس قاس. إن المسؤول عن عواقب الكوارث هو الرفض الإجرامي لتخصيص الموارد المادية و البشرية والمعدات لتدابير الحماية ولجعل البنية التحتية مناسبة، وليس تغير المناخ. يجب علينا نحن العمال، أن نكثف نضالنا من أجل اتخاذ تدابير فورية لحماية البيئة على أساس الاحتياجات المعاصرة من خلال الاستفادة من إنجازات العلوم والتكنولوجيا.

– التضامن العمالي:

إن التعبير عن التضامن العمالي والأممية هو سلاح قوي للعمال والشعوب يضغط على أعداء الطبقة العاملة ويزرع الصداقة والدعم بين العمال ويجعلهم أقوى في نضالاتهم. يطالب اتحاد النقابات العالمي، بحملته للتضامن ومساعدة الشعب الفلسطيني، جميع المناضلين بإظهار دعمهم العملي لإخواننا الفلسطينيين، الذين تعرضوا مؤخراً لعمليات توغل إسرائيلية جديدة.

– حق كل شعب أن يقرر بنفسه حاضره ومستقبله:

لعام آخر، تم إطلاق خطط وتدخلات إمبريالية جديدة ضد شعوب فلسطين وكوبا وأفغانستان، لصالح احتكارات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلفائهم. نعرب بحزم وثبات عن تضامننا مع الشعوب المتضررة من الحروب والتدخلات الإمبريالية في سياق التنافسات الاقتصادية والجيوستراتيجية للدول القوية، ونعزز نضالنا من أجل السلام، من أجل حق الشعوب في أن تقرر بنفسها حاضرها و مستقبلها بدون تدخلات خارجية. يجب على المنظمات الدولية أن تلعب دورها في إنهاء التدخلات والعقوبات ضد سورية واليمن وفلسطين وكوبا و فنزويلا وأفغانستان. بعد النجاح في عقد ثلاثة مؤتمرات عالمية تضامنا مع شعوب فنزويلا وفلسطين وكوبا، مع عدد من الأحداث والأنشطة الأخرى، سيستمر العمل الأممي الثري لاتحاد النقابات العالمي وأعضائه وأصدقائه.

الزملاء والزميلات

احتفلوا بـ 3 أكتوبر 2021 بأية طريقة تناسبكم. أنشروا للعاملين أن الأمل موجود في نضالاتنا.
بأممية وروح نضالية، دعونا جميعاً نستعد معاً متحدين للمؤتمر الثامن عشر لنقابات العمال العالمية.

 دمشق 3/10/2021  
المكتب الإقليمي لاتحاد النقابات العالمي

معلومات إضافية

العدد رقم:
1039
آخر تعديل على الخميس, 14 تشرين1/أكتوير 2021 23:33