بصراحة ... أجور عمال القطاع الخاص أقل من الحد الأدنى؟

بصراحة ... أجور عمال القطاع الخاص أقل من الحد الأدنى؟

تطالب النقابات منذ فترة طويلة بزيادة الأجور عبر المذكرات، وعبر المؤتمرات وغيرها من المنابر التي يمكن عبرها المطالبة، أما الحكومة عندما كانت تحضر اجتماعات المجلس العام للنقابات، وفي كل مرة من المطالبة كان هناك جدار صدٍّ من الحكومة في وجه المطالبات تلك، والتبرير دائماً موجود: لا موارد لدينا من أجل الزيادة، فتستعيض النقابات عن ذلك بالمطالبة بتحسين متممات الأجور من حوافز وتعويض عائلي ومكافأة وغيرها من المتممات، التي هي مرتبطة- في حال رغبت الحكومة بزيادتها- بعوامل أخرى لابد من تحقيقها، وأهمها: أن تكون عجلة الإنتاج تدور بطاقتها المفترضة، وهذا ليس واقعاً مع أوضاع الصناعة سواء بالخاص أو في قطاع الدولة، حيث الطرفان يتعرضان لضغوط حقيقية تمنع عملية الإقلاع، وبالتالي تمنع عملية تحسين متممات الأجر.

الزيادة الأخيرة لم يكن العمال راضون عنها كونها لا تتناسب مع ارتفاع الأسعار المستمر، بالرغم من الاستقرار النسبي لسعر الدولار، حيث امتصت الزيادة وفوقها حبة مسك قبل أن يقبضها العمال، فجاءت تلك الزيادة الهزيلة وبالاً عليهم لتذرع نهيبة السوق بها ليرفعوا الأسعار باستمرار.
هناك قضية على درجة كبيرة من الأهمية بما يتعلق بموضوع الأجور ومستواها لم يجرِ التطرق لها، وهي أن الكثير من عمال القطاع الخاص أصبحت أجورهم أقل من الحد الأدنى من الأجور، والتي تبلغ الآن بعد الزيادة الأخيرة 74000 ل. س، والقانون، أي قانون العمل لا يجيز أن تكون أجور العمال أقل من الحد الأدنى للأجور، وهذا يعني أن النقابات لا بدَّ لها من العمل على زيادة أجور العمال في القطاع الخاص إلى الحد الأدنى للأجور، وللكثيرين منهم، حتى تصبح الأجور متوافقة مع قانون العمل هذا أولاً، وثانياً: أن يحصل العمال على الزيادة التي قررها مرسوم الزيادة الأخير، لأن أرباب العمل لا يدفعون الزيادة على الأجور التي تصدر عن الحكومة في أغلب الأحيان، وهنا ستصطدم النقابات بجدار آخر من الصدِّ، وهم أرباب العمل، ولا ندري كيف سيكون عليه موقف النقابات لكسر هذا الجدار المقام بالتعاون مع الحكومة، والنقابات شريكة للحكومة في ما تقرره وما تنتجه من توجهات، وهذا تناقض لابدَّ من حلِّه من أجل أن يكون خيار النقابات هو خيار العمال في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم كل مصالحهم.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1030
آخر تعديل على الإثنين, 09 آب/أغسطس 2021 22:49