بصراحة ... الغلاء والعمال في مؤتمراتهم

بصراحة ... الغلاء والعمال في مؤتمراتهم

ساد الهرج والمرج كثيراً في وسائل الإعلام المختلفة حول تأثير العملة الورقية من فئة الـ 5000 ل س، ومدى تأثيرها المباشر وغير المباشر على ازدياد معدّلات التضخم، وبالتالي ارتفاع الأسعار وانعكاسه على مستوى معيشة الشعب السوري العنيد التي هي بأسواء حالاتها، فالكارثة كبيرة بكل المقاييس الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، ولكن الحكومة عبر وزاراتها المختصة تجاوزت تلك الكوارث التي يعيشها الشعب السوري بما فيه العمال، وحاولت إقناعنا كعادتها أن أمور الاقتصاد بخير، وأن الوضع المعيشي يجري حل تعقيداته وأن الأمور بخير و«عال العال» ولكن لم تجرِ رياح الحكومة كما هي تشتهي، ولم تمضِ ساعات على تصريحاتها حتى هبت الأسعار وطار الدولار محلقاً ليرفع معه كل شيء له علاقة بأبسط حاجاتنا، وأهمها الخبز الذي أصبح وجوده شبه معدوم، إلا لذوي الحظوة وأصحاب النفوذ القادرين على سحب ربطات الخبز من معقلها داخل الأفران.

أمام هذا الواقع الذي يصعب وصفه بالنسبة للوضع الذي تعيش فيه الطبقة العاملة وبالأخص مستوى أجورها كيف جرى التعامل داخل المؤتمرات النقابية والتعبير عمّا ذكرنا، وهل كان الموقف النقابي يوازي الوضع الكارثي الذي يعيشه العمال، أي: هل كان الموقف على قدر مسؤولية الحركة النقابية في الدفاع عن مستوى معيشة العمال المرتبطة بمستوى أجورها؟

المراقب لسير عمل المؤتمرات النقابية من حيث ما تم طرحه لا يعبر لا من قريب أو بعيد عن هول الكارثة التي يعيشها العمال، فقد كان هناك استثناء في بعض مؤتمرات حلب حيث طرح العمال وطالبوا بحق الإضراب للطبقة العاملة، وهذا أضعف الإيمان في مثل هذه الظروف الكارثية.

ذهب المتداخلون في طروحاتهم إلى قضايا ثانوية لا تخرج الزير من البير ولا تقدم للطبقة العاملة أي تحسين في مستوى معيشتهم حتى لو كان طفيفاً، وهم بهذا جاروا ما تقوله القيادة النقابية عن الطرق التي تحسن مستوى معيشتهم وهي تجاري بطرحها الحكومة شريكتها في المسؤولية، ولا تعبر بشكل حقيقي عن ما يجب على العمال فعله من أجل الدفاع عن حقهم في الحياة، حيث استمرار الوضع ينذر بالموت جوعاً، والقادم من الأيام أعظم فهل تكسر الطبقة العاملة الصمت وتعبر عن حقها في الحياة؟.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1003
آخر تعديل على الإثنين, 01 شباط/فبراير 2021 14:39