بصراحة: العدد 1000 من قاسيون

بصراحة: العدد 1000 من قاسيون

لم يكن لجريدتنا «قاسيون» أن تصل إلى ما وصلت إليه من حيث التعبير والفعل السياسي لو أنها لم تستند إلى قاعدة صلبة تنطلق منها في صياغة مواقفها من القضايا والتطورات التي يمر بها شعبنا وبلادنا، والقاعدة الصلبة التي انطلقت منها، هي: المنهج العلمي «الماركسي» في رؤية الأشياء بكليتها وترابطها وانعكاسها وتأثيرها على قضايانا المحلية

فعندما صاغ الحزب رؤيته حول أزمة الرأسمالية العميقة استنتج منها استنتاجاً هاماً، وهو انفتاح عصر الشعوب ودورها في تقرير مصيرها، وهذا ما نشهده الآن على صعيد التحركات الشعبية التي تجري في المراكز الرأسمالية، أو في دول الأطراف حيث بدأت بتنظيم قواها والرد المباشر على قوى الرأسمال التي تنتهك حقوقها وتعتدي على مصالحها بما فيها حقوقها الديمقراطية والسياسية.

«قاسيون» على الصعيد العمالي والنقابي كان دورها في صياغة ونشر خط الحزب العمالي واضحاً، حيث لعبت دوراً مهماً في تثبيت العديد من القضايا التي كانت مغيبة عن الطرح، ومنها: حق الإضراب للطبقة العاملة السورية، فقد جرى طرحه ليس عبر الجريدة فقط، بل داخل المؤتمرات النقابية ودار حوله نقاش طويل مع الكوادر النقابية ومع الكوادر العمالية، ولم يعد طرحه من قبل العمال مستغرباً، بل هو أصبح واقعاً مارسه العمال في بعض المعامل وتمكنوا عبره من انتزاع بعض مطالبهم، وتيقن العمال عبر التجربة مع هذا الحق أنه لا بديل عنه في الدفاع عن حقوقهم بالرغم من العوائق التي تعيق تبنيه من قبل الحركة النقابية لأسباب نعرفها جميعاً.

نشرت «قاسيون» خلال السنوات المنصرمة برنامج حزب الإرادة الشعبية العمالي لخوض الانتخابات النقابية على أساسه، وعكس البرنامج المطالب الرئيسة التي من المفترض النضال لتحقيقها، وهي مطالب محقة، ويمكن تحقيقها في حال تمكن العمال من تغيير موازين القوى المختلة تماماً لصالح قوى رأس المال والمدعومين بقوانين تمكنهم من التحكم والسيطرة على المواقع العمالية، ومدعومين أيضاً بقوة القمع الذي يستدعى في كل حالة يتحرك فيها العمال من أجل حقوقهم.

لم تقف قاسيون عند هذا الحد في تعاطيها مع القضايا العمالية والحركة النقابية، فهي ترصد التطورات الجارية والتفاعلات الحاصلة بسبب الأوضاع المعيشية للطبقة العاملة وحقوقها الأخرى المرتبطة بمكان عملها، مثل: الأمن الصناعي وإجراءات الصحة والسلامة المهنية، وكذلك ترصد ما يجري من طروحات في اجتماعات المجلس العام ومواقف الحكومة الحاضرة لهذه الاجتماعات وردود فعل الكوادر النقابية عليها.

هذا غيض من فيض عن الدور الذي تلعبه قاسيون في القضايا العامة والخاصة للطبقة العاملة، ومازال الطريق أمامنا طويل لإنجاز برنامجنا برنامج الطبقة العاملة.

تحية إلى قاسيون المناضلة من أجل حق تقرير المصير لشعبنا العظيم ومن أجل أعمق عدالة وأعلى نمو.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1000
آخر تعديل على الإثنين, 11 كانون2/يناير 2021 18:20