الصحة والسلامة المهنية لعمال الطباعة

الصحة والسلامة المهنية لعمال الطباعة

لا يزال العمال يدفعون ضريبة صحية واقتصادية كبيرة نتيجة ظروف العمل غير الآمنة وغير الصحية في أماكن العمل المختلفة التي يعملون فيها، تقوم مبادئ الأمن الصناعي على قواعد وأسس بهدف حماية العاملين في المصانع ومنشآت العمل من الحوادث المحتملة التي قد تسبب حوادث وإصابات للعامل أو وفاة، أو تسبب أضراراً لممتلكات المنشأة وفي الوقت ذاته تحسين الإنتاجية.

تقع على عاتق المؤسسات المختصة (التأمينات الاجتماعية، ووزارة الشؤن الاجتماعية والعمل) وأصحاب العمل في قطاع الدولة والقطاع الخاص والنقابات مسؤولية وواجب وضع قواعد إدارة السلامة والصحة المهنية، وعلى النقابات متابعة تنفيذها وتحسينها من أجل الحدّ من إصابات العمل والحوادث والوفيات المرتبطة بالعمل والأمراض المهنية، كي يعمل الجميع في بيئة عمل آمنة ومطمئنة.

ألزمت قوانين العمل النافذة أصحاب العمل باتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية لحماية جميع العمال من مختلف الأخطار الناتجة عن طبيعة وبيئة العمل في المنشاة، وتأمين كافة وسائل الوقاية الشخصية من المخاطر الكيميائية الصلبة والسائلة والغازية.

تعتبر مهنة الطباعة من أقدم المهن التي دخلت البلاد، حيث تعود إلى عام 1831م، وأول مطبعة تعاونية أنشئت بجهود مجموعة من العمال السوريين عام 1960م، حيث أصبحت نواة لأول مؤسسة تعاونية للطباعة، ويعاني عمال هذه المهنة من تدني مستوى أجورهم وانخفاض مستوى الأمن الصناعي، حيث أغلب هذه المنشآت تعمل في أقبية سيئة التهوية ومستوى ضجيج مرتفع، وتدخل المواد الكيميائية في تركيب الكثير من الأدوات والمواد التي يستخدمها عمال الطباعة، وهذه المواد لها تأثيراتها الصحية الخطيرة على العمال الذين يتعاملون معها بشكل مباشر طيلة فترة عملهم في المنشأة

ويأتي في مقدمتها الحبر الذي يستخدم في المطابع فهو مكون من مجموعة مواد كيميائية، والعاملون على آلات الطباعة في المطابع هم الفئة الأكثر تعرضاً لأخطار هذه المواد الكيميائية، حيث إنهم يتعاملون بشكل مباشر مع الأحبار خلال عملهم ولساعات طويلة. وهي من أكثر المشاكل الصحية التي يتعرض لها عمال المطابع نتيجة التعامل مع الأحبار التي تتضمن مواد سامة، مثل: الزنك وغيرها.

- الحساسية الجلدية وتقرحات في اليدين نتيجة التعرض اليومي للحبر الذي يلامس اليدين بشكل مباشر لفترات طويلة حتى ينتهي عمله، حيث تحتوي الأحبار على مواد عضوية تسبب تحسساً مباشراً لمن يتعرض لها.

- مشاكل داخلية تسببها المواد الكيميائية الداخلة في تكوين الأحبار على أجهزة جسم العامل الداخلية نتيجة عوالق بعض الحبر مع رائحة الحبر النفاذة على يدين العامل. إن دخول المواد الكيميائية بمختلف أنواعها إلى المعدة تؤدي إلى حدوث التهابات معوية شديدة بشكل عام، حيث يتعرض الغشاء المخاطي للمعدة والمري للتضرر مما ينتج عنه التهابات وآلام شديدة في المعدة، ويعود هذا لعدم توفر القفازات الضرورية والمناسبة من قبل أصحاب العمل. ومن الأخطار الكبيرة في مهنة الطباعة التعامل مع المقاطع، رغم وجود الحساسات في المقاطع الحديثة التي تتوقف عن القص عند حدوث خطأ ما.

أقام الاتحاد المهني لعمال الطباعة والإعلام ونقابة عمال الطباعة ورشة عمل للصحة والسلامة المهنية، خاصة لعمال الطباعة في قطاع الدولة في دمشق خلال الأسبوع الماضي، وخلصت نتائج هذه الورشة إلى:

- أهمية إيجاد معايير خاصة بالصحة والسلامة المهنية لعمال الطباعة. - ضرورة إجراء الفحص الدوري للعمال بشكل منتظم. - توفير مستلزمات الصحة والسلامة المهنية الخاصة من القفازات والألبسة الواقية كالأحذية وغيرها كالكمامات والنظارات وواقيات الضجيج، والمستلزمات العامة من حيث التهوية والنظافة العامة في مكان العمل، وأجهزة إطفاء الحريق والحقيبة الطبية.

- ضرورة الوجبة الغذائية الداعمة من البيض والحليب لتحصين العمال من السموم التي يتعرضون لها. - إيجاد لجنة صحة وسلامة مهنية في كل منشأة، ووضع لوحات إرشادية في المنشآت تقوم على توعية العمال من مخاطر المهنة، من حيث المواد الكيماوية والآلات وأهمية أجهزة الوقاية الشخصية والإجراءات الاحترازية أثناء العمل.

وأخيراً نقول: إن الجهود التي تقدم في سبيل السلامة والصحة المهنية يجب أن تهدف إلى الحد من وقوع حوادث العمل والأمراض المهنية، وفي الوقت نفسه إلى معرفة العلاقة بين سلامة وصحة العامل، ومكان العمل، والبيئة في مكان العمل.

معلومات إضافية

العدد رقم:
997
آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021 14:48