قاسيون.. نمشي ونكمل الطريق
عام مضى من عمر الحركة العمالية ساده الفقر والظلم والحرمان، عام عصيب عاشه العمال في كل لحظة من لحظات حياتهم المليئة بالخوف من القادم، وهم يعيشون الحاضر بكل تفاصيله الكارثية
ولكن يمضون سائرين في طريقهم الذي وضعوا فيه ليس بإرادتهم بل بحكم حاجتهم للحياة والاستمرار فيها، فهم يصارعون من أجل البقاء، من أجل حياة قادمة لهم وللأجيال القادمة قد تكون أفضل، إذا ما توفرت الظروف، ولكي تكون أفضل أي ظروفاً أفضل لابد من انتفاء الشروط التي وضعتهم بها قوانين الاستغلال والاستبداد لتجعل منهم عبيداً لرأس المال وسوقه المتوحشة التي التهمت منهم زهرة شبابهم وقواهم التي لا يستطيعون تجديدها إلا بشق الأنفس، ليعيدوا كرة الحياة اليومية الكريهة.
عام قادم جديد قد يكون صعباً، سيعيشه العمال ومؤشراته أمامهم، ولكنها لا تسرُّ الخاطر، لأن الفقر يتعزز، والحرمان من أهم الضروريات يشتد، والظلم بأشكاله المختلفة يسود، وهذا الواقع يجعل الخيارات أمامهم محدودة، إما الاستسلام لهذا الواقع بما يحمله من فواجع، أو المقاومة للشروط التي وضعوا فيها خارج إرادتهم، الخيار الأول يعني الموت المتدرج بكل معانيه البيولوجية والحقوقية وهذا الأمر لم يحدث تاريخياً لأن الطبقة العاملة عبر ممارستها اليومية لأشكال مختلفة من المقاومة لآليات النهب والاستغلال وهي عالمة بأشكالها وألوانها عبر سيرورة الانتاج، تتكون لديها روح المقاومة الجماعية والرد الجماعي على مستغليها، حيث تصنع أدواتها وتحدد أهدافها وفقاً للمعطيات والظروف المحيطة بها بالرغم من الضغوط التي تتعرض لها من داخل العمل أو من خارجه، وهذا الأمر سيرفع من مستوى وعيها بمصالحها وحقوقها وهي على أساس المصالح والحقوق ستصنع مقاومتها.
قاسيون، بما تحمله من منهج وعمق في الموقف الطبقي المنحاز كلياً ليس لحقوق الطبقة العاملة السورية الاقتصادية فحسب، بل لحقوقها السياسية والديمقراطية وترى فيها إحدى أدوات التغيير الحقيقي المنشود كون مصلحتها العميقة تكمن في التغيير الحقيقي، ولهذا الموقف الأصيل تصدت «قاسيون» لهذا الدور الوطني والطبقي في البحث الدائم عن مكمن القوة في حراك العمال وأشكال تجليه، وعبرت عن ذلك فيما نشرته من مواقف ومتابعات لواقع الطبقة العاملة، وألقت الضوء على حراكها بكل أشكاله من الإضراب ولو كان محدوداً، إلى واقع وشروط العمل القاسية والمجحفة بحق العمال التي تسببت بإصابات أحياناً تكون قاتلة.
تابعت قاسيون مفصلاً هاماً من مفاصل العمل النقابي وانعكاساته على واقع الطبقة العاملة، من حيث مواجهتها لمستغليها ألا وهي «الانتخابات» التي جرت وكيف رُتَّبت بما يفقد الطبقة العاملة عنصراً هاماً من عناصر المواجهة، كون الترتيبات جاءت على هوى من رتبها وليست بخيارات العمال وإرادتهم.
قاسيون، مستمرة بنضالها وموقفها إلى جانب ومع الطبقة العاملة إلى أنْ تنتزع حقوقها الاقتصادية والسياسية والديمقراطية، فطريقنا واحد سنكمله بإصرار.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 946