عدرا الصناعية من دون مواصلات

عدرا الصناعية من دون مواصلات

تعد مدينة عدرا الصناعية من أكبر المناطق الصناعية في العاصمة دمشق وأهمها، ويعمل في معاملها ومنشآتها الحرفية عشرات الآلاف من العمال الذين يلزمهم الكثير من الخدمات، ومنها أن تكون مراكز إرشادية تشرف عليها النقابات للتعريف بها وبمهماتها وبدورها تجاه العمال، وأن تكون تلك المراكز نقاط استقطاب لتنسيب العمال للمظلة النقابية، وتعرفهم بحقوقهم وبكل ما يلزم ليصلوا إلى موقف: أن النقابات هي من تمثل مصالحهم، وهي من تدافع عن حقوقهم ومطالبهم، التي يحاول أرباب العمل تغييبها وخاصة حقهم في الانتساب للتأمينات الاجتماعية.


لقد انتقلت إلى مدينة عدرا الصناعية معظم الصناعات، حتى الصناعات الصغيرة والمتوسطة خلال الأزمة السورية، نتيجة دمار العديد من المناطق التي كانت تحتوي على هذه الصناعات، مثل: الغوطة الشرقية والقابون والقدم.
تبعد عن العاصمة دمشق حوالي 25 كم وتعاني المدينة الصناعية من انعدام المواصلات إليها، وهو ما يسبب في عزوف العمال عن العمل فيها، حتى بعض أصحاب العمل يواجهون صعوبات في الذهاب والإياب إلى المدينة.
إن مطلب تأمين مواصلات أحد المطالب الهامة والضرورية للعمال وللعمل أيضاً بسب الوضع المتدني جداً للأجور، الذي يجعل الوضع المعيشي لهم أكثر صعوبة.
مخصص للمدينة الصناعية باصات نقل عائدة للقطاع الخاص، ولكن هذه الباصات لا يزيد عددها عن خمسة باصات فقط، ولا يتحرك الباص إلا بعد تعبئة الباص كاملاً، وهو ما يحتاج إلى ساعة وربما أكثر، وهو ما يتسبب في تأخير الوصول إلى المدينة، عدا عن الوقت الذي يتطلبه الطريق، وهو مالا يتلاءم مع طبيعة العمل، وتتقاضى هذه الباصات أجرة 300 ليرة على الراكب، أي: أن العامل يدفع 18000 ليرة شهرياً أجرة مواصلات فقط مع العلم أن سرافيس مدينة المعضمية التي تبعد 6 كم عن المدينة الصناعية تتقاضى 200 ليرة فقط.
نتيجة لصعوبة الموصلات من وإلى المدينة، يعمد العمال وبعض أرباب العمل إلى الإقامة في مصانعهم ومعاملهم، وعدم العودة إلى منازلهم إلّا في عطلة نهاية الأسبوع فقط، توفيراً لأجرة المواصلات والوقت الذي يتطلبه الوصول إلى المدينة، مع ما يترتب على إقامة العمال في المعامل من استغلال أكبر يتعرضون له، حيث يحتسب بعض أرباب العمل إقامة العامل في المعمل من ضمن أجره، ولا يوجد وقت محدد للعمل حيث يعمل العامل طوال اليوم وربما لساعات متأخرة من الليل.
من المفترض أن أهم ما تحتاجه المناطق الصناعية عادة هي المواصلات وعلى الحكومة توفير باصات نقل رخيصة نسبياً، وعلى مدار الساعة إلى المدينة، وهو طلب ليس بتعجيزي، لأن بعض أصحاب الصناعات الصغيرة كالحرفيين ليست لديهم القدرة المادية على تأمين مواصلات لعمالهم، ولا يتيسر لهم أنفسهم الوصول إلى منشآتهم بسهولة، وخاصة مع قرار الحكومة نقل أغلب المعامل والمنشآت الحرفية مِن دمشق إلى المدينة الصناعية.