الأمراض النفسية المهنية
حسين إنتاجية أية منشأة لابدّ أن يتمتع العاملون فيها بالصحة النفسية والصحة الجسدية على حد سواء، أما الصحة النفسية فتؤمن للعامل التوافق مع بيئة العمل وتساعده على مواجه الأخطار المختلفة، وبالتالي يتمتع العامل بروح معنوية عالية، مما يؤدي إلى زيادة التركيز والاهتمام بالإنتاج ويحد من نسب حوادث العمل.
واستكمالاً لما ذكرناه في العدد السابق لابد من معرفة العلاقة بين الاضطرابات والأمراض النفسية والمهنة، والذي يتجلى بدور ضغوط المهنة ودرجة تأثيرها في نشوء المرض النفسي، وهل المهنة بحد ذاتها من خلال طبيعتها تؤدي إلى أمراض نفسية، فهناك أمراض مهنية نفسية يتعرض لها العامل حسب طبيعة المهنة التي يعمل بها ومدى خطورتها وتأثيرها على أجهزة الجسم المختلفة، وخاصة العمال الذين يتعرضون للأغبرة والروائح المختلفة وكذلك عمال القطاع الصحي وخاصة العاملين منهم في المصحات النفسية والعصبية، وكذلك أيضاً المهن التي تتطلب من العاملين التركيز الشديد والدقة المتناهية في العمل.
فهناك أمراض نفسية مهنية يتعرض لها العمال، وقد تسبب لهم حوادث عمل وأضراراً جسديةً نتيجة المرض النفسي ومنها:- القلق: يعتبر القلق أساس معظم الأمراض النفسية، وهو الشعور العام بالخوف من كارثة على وشك الوقوع مما يؤدي بالعامل إلى حالة من التوتر والخوف الدائم، وهو نوعان: 1– قلق مؤقت أو طارئ وقد يزول بزوال السبب المهدد للعامل. 2– قلق دائم وهو غالباً ما يتعلق بمستقبل العامل ومستقبل أفراد أسرته وخاصة عندما يتعلق الأمر بتدني مستوى الأجر عن مستوى المعيشة، عدم الشعور بالاستقرار بالعمل وطرده في أية لحظة، خطورة المهنة التي يعمل فيها وتعرضه الدائم لأخطارها،وعدم توفر مستلزمات الأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية فيها.
ولمرض القلق أعراض نفسية وأعراض بدنية، أما الأعراض النفسية فتتجلى بالخوف الشديد، وعدم القدرة على التركيز والانتباه. والأعراض البدنية تتجلى بالاضطرابات المعوية والتنفسية، وسرعة دقات القلب، واضطراب النوم وفقدان الشهية.
*- الاكتئاب وهو حالة اضطراب وخلل في الجسم والأفكار والمزاج ويؤثر على نظرة المصاب لنفسه ولمن حوله من أشخاص، ولما يحدث من أحداث، ويفقد المصاب اتّزانه الجسدي والنفسي، ويتميز بميل العامل المصاب للوحدة والانطواء وكذلك اللامبالاة، وذلك نتيجة عدم الرضى العام اتجاه ما يتعرض له من ضغوط مختلفة في بيئة العمل.