معمل الأحذية في السويداء: الانتقال من الخسارة إلى الربح بوصفة (سر المصلحة)
بناء على اقتراح وزير الصناعة أرسل رئيس مجلس الوزراء الكتاب رقم 1542/1 بتاريخ 22/3/2009 الذي يتضمن أسماء 17 شركة من شركات القطاع العام التابعة لمؤسسات وزارة الصناعة المختلفة، لدراسة وضعها المادي والإنتاجي، تمهيداً لتصفيتها وطرحها للخصخصة أو الاستثمار، وكان معمل الأحذية في محافظة السويداء ضمن هذه الشركات. وبتاريخ 9/9/2009 صدر عن رئيس مجلس الوزراء قرار نهائي يقضي رسمياً بوقف العمل في الشركات والمعامل والخطوط الإنتاجية المذكورة بالقرار الأول، واستمرار العاملين في هذه الشركات بقبض رواتبهم وهم في منازلهم، ريثما يتم تصفية وضعهم. ولكن القرار الثاني استثنى معمل الأحذية في السويداء ولم يرد ذكره بين الشركات المقرر توقيفها وتصفيتها.
بعد فترة بسيطة صدر تقرير عن الإنتاج والخطة الإنتاجية عن مديرية الإنتاج في المعمل، وتبين أنه لغاية نهاية الربع الثالث من هذا العام قد حقق المعمل نسبة إنتاج 90% من الخطة الإنتاجية المقررة بإنتاج 99 ألف زوج من الأحذية من أصل المخطط البالغ 117 ألف زوج، وهذا يعني أنه حتى نهاية العام سيحقق المعمل نسبة إنتاج بمعدل 120%.
وللوقوف على حقيقة هذا الإنجاز العظيم في نقل المعمل من الخسارة إلى الربح ضمن فترة زمنية قياسية، كان لـ«قاسيون» اللقاء الذي لم يكتمل، ولم يتم أصلاً، مع مدير عام معمل الأحذية في السويداء، الذي سار اللقاء معه كما يلي:
بعد أن قدم المحرر نفسه وصفته والقصد من تعريف القارئ بالخطوات التي اتخذت لنقل المعمل هذه النقلة النوعية من الخسارة إلى الربح، ومن التخطيط لطرحه للاستثمار أو الخصخصة إلى تجاوز هذه الفكرة بناء على إثبات قدرته على الإنتاج وتحقيق الأرباح، اعتذر السيد المدير بشدة عن تقديم أي تصريح للجريدة بحجة أن لديه تعليمات واضحة وصارمة من المحافظ بعدم الإدلاء بأي تصريح للصحافة دون الموافقة الخطية من المحافظ.
ـ ولكن الصحافة مهنة مقدسة مهمتها الوصول إلى الحقيقة وتقديمها للناس وهذا لا يتطلب الإذن من أحد.
ـ أنا موظف عند الحكومة، وآخذ مرتبي من الحكومة، وعليَّ الالتزام بأوامر الحكومة التي يمثلها في المحافظة السيد المحافظ.
ـ ألا تحدثنا فقط عن قرار توقيف العمل في شركات القطاع العام وتشريد عمالها، تمهيداً لطرحها للخصخصة والاستثمار؟
ـ القرار الثاني لم يذكر معمل الأحذية في السويداء، لأننا أثبتنا القدرة على تنفيذ الخطة الإنتاجية وتحقيق الأرباح.
ـ وكيف تم نقل المعمل في فترة قياسية من الخسارة إلى الربح؟! الأمر الذي دعا الحكومة للتغاضي عن توقيفه؟!
ـ هذا سر المصلحة.
ـ ألا يمكن أن تحدثنا لو بالعموميات كيف حقق المعمل هذه النقلة؟!
ـ أنا كموظف عند الحكومة، واستلم راتبي من الحكومة، لا يسعني إلا أن أرى أن هذا القرار حكيم. فقد كان هناك الكثير من الاستهتار، والكثير من الإتّكالية، وكان هناك موظفون وعمال لا يفعلون شيئاً طوال الشهر، ومطمئنون إلى أنهم سيقبضون الراتب في نهاية الشهر، عملوا أم لم يعملوا، باعتبار أنهم موظفون في القطاع العام، وحين أتى هذا القرار مهدداً مصيرهم بدؤوا بالعمل بشكل جدي، وأقلع المعمل بالإنتاج، وحققنا نسبة إنتاج عالية وربحية لا بأس بها، وبالأساس لو كان نظام العمل والمحاسبة في القطاع العام مثل القطاع الخاص لسارت الأمور بشكل جيد.... واعذرني أكتفي إلى هنا........
معذورٌ السيد مدير معمل أحذية السويداء الموظف عند الحكومة ويستلم راتبه من الحكومة ويخشى على انقطاع لقمة عيشه فلا يستطيع التصريح بغير ما صرح به، وهو يرى هنا الصورة معكوسة فالحق على العمال المستهترين والموظفين الذين لا يفعلون شيئاً طوال الشهر، وهنا نذكّره بأن هؤلاء العمال والموظفين يندرجون تحت إدارته، ونذكّره أنه مدير عام معمل أحذية السويداء.